من هو ابو الانبياء ولماذا سمي بهذا الاسم
من هو أبو الأنبياء
ذكر في كتاب لعباس محمود العقاد أن نبي الله إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء، وتحدث في كتابه عن حياته ونشأته ومعنى اسمه، حيث يعني اسم إبراهيم الأب الرفيع أو المكرم، وهو أب لنسل وسلالة من الأنبياء ومن ذريته خرجت الديانات الثالثة، ولذلك يطلق عليه الدين اليهودي اسم إبراهيمي لأن اليهود كانوا متأثرين بمذهب إبراهيم عليه السلام.
أبو الأنبياء نوح
ذُكر في إحدى الفتاوى أن نوح عليه السلام هو الأب الثالث للبشرية بعد آدم وشيث بن آدم عليهم السلام جميعًا، وورد في سورة الصافات الآية السابعة والسبعين: `وجعلنا ذريته هم الباقين`
ذُكِرَ في فتوى أُخرى أن النبي إبراهيم عليه السلام هو الذي يُلقَّب بأبي الأنبياء.
لماذا سمي إبراهيم أبو الأنبياء
سمي النبي إبراهيم عليه السلام بأبي الأنبياء، لأن جميع الأنبياء الذين جاءوا بعده من ذريته، وكل الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم من ذريته، باستثناء ثمانية. ويقال إن اسمه من أسماء الأنبياء التي تدل على أنه الأب، فهو أبو الأنبياء، وينطق اسمه “إبراهيم” أو “إبراهام”، ومعناه “الأب الرفيع” أو “الأب المكرم”. فهو أب لنسل وسلالة من الأنبياء، وخرجت الديانات الثلاثة من ذريته، ولذلك فهو أيضا “أب الدين”، وتعود إليه جزء كبير من شجرة الأنبياء والرسل.
معلومات عن أبو الأنبياء
نبي الله إبراهيم عليه السلام أرسل من قبل الله، وكان جميع الأنبياء الذين جاءوا بعده جزءا من نسله الشريف. وفي سورة مريم، ذكر إبراهيم بأنه كان نبيا صديقا، وقال الله تعالى في الآية الأولى والأربعين: `واذكر في الكتاب إبراهيم أنه كان صديقا نبيا`. وقد أكرم الله سيدنا إبراهيم بأخلاق فاضلة واسم جيد يعني `الأب`. واختاره الله عز وجل ليكون رمزا للدين. وفي سورة النحل، في الآيات 120 و121 و122، قال الله تعالى: `إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين، وكان شاكرا لنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم، وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين`
: “تختلف أعمار الأنبياء والرسل، حيث تختلف مدة حياة كل نبي والصفة التي امتاز بها الله كل نبي على حدة. كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يلقب بأبي الأنبياء لأن كل الأنبياء الذين جاءوا بعده كانوا من سلالتهم. ولد نبي الله إبراهيم ابنين، إسماعيل جد العرب، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أبو البشر الشفيع الكبير للأمة، كانا من نسل إبراهيم، وإسحاق ابن إبراهيم وجاء النبي يعقوب المكنى بإسرائيل من نسل إسحاق، ونسب بنو إسرائيل يعود ليعقب النبي عليه السلام.
وقد ذكر في القرآن الكريم، في سورة الأنعام، في الآيات رقم 84 و85 و86 أن نبي الله إبراهيم هو أبو الأنبياء. وقد قال الله تعالى: `ووهبنا له إسحاق ويعقوب ۚ كلا هدينا ۖ ونوحا هدينا من قبل ۖ ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسىٰ وهارون ۚ وكذٰلك نجزي المحسنين. وزكريا ويحيىٰ وعيسىٰ وإلياس ۖ كل من الصالحين. وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا ۚ وكلا فضلنا على العالمين.
نبي الله إبراهيم كان يدعو كسائر الأنبياء إلى عبادة الله وحده، وتجنب الوثنية لأنها لا فائدة منها. ورد في سورة العنكبوت في الآية 16 والآية 17: “وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ۖ ذٰلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا ۚ إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له ۖ إليه ترجعون.
كان النبي إبراهيم يرغب في تحرير قومه من العبادة الوثنية والكفر والشرك والضلالة التي كانوا عليها، وكان يسألهم دوما عن سبب عبادتهم لهذه الأصنام الصماء لكي يقتنعوا، ولكنهم كانوا متعلقين بشدة بعاداتهم وتقاليدهم الوثنية، مما جعلهم يتمسكون بها أكثر، ورد في سورة الشعراء في الآيات من رقم سبعة وستين إلى رقم أربعة وسبعين قوله تعالى: “واتل عليهم نبأ إبراهيم، إذ قال لأبيه وقومه: ما تعبدون؟.”، فقالوا: نعبد أصناما فنظل لها عاكفين، فقال: هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون؟، فقالوا: بل وجدنا آباءنا يفعلون ذلك.
كان أبو النبي إبراهيم عليه السلام يصنع الأوثان لقوم النبي، ولكن النبي سئم من هذا الوضع وكان يقدم له النصائح باستمرار، ولكنه لم يستجب لها. وأكد الله ذلك في سورة مريم، عندما قال: `يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا`. إبراهيم عليه السلام لم يستجب أبدا لنصائحه، بل هدده بالرجم والهجرة. كما أوردت سورة مريم في الآية رقم 26: `سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا`. إبراهيم عليه السلام لم يتغير في رأيه، وظل يطلب من والده ترك الوثنية والدعوة إلى الله، ويدعو له بأن يهديه ويصرف عنه كفره وشركه.
ثم أراد إبراهيم عليه السلام أن يثبت لقومه أن هذه الأحجار الصماء ليست جديرة بالعبادة، وذكر ذلك في قوله تعالى في سورة الصافات من الآية رقم 88 إلى الآية رقم 93: “ثم نظر إلى النجوم، وقال إني مريض، فتولوا عنه مدبرين، ثم توجه إلى آلهتهم وقال ألا تأكلون، ما لكم لا تنطقون، ثم اندفع عليهم ضربا باليمين.” بعدها، قام نبي الله إبراهيم عليه السلام بتحطيم الأصنام ووضع الفأس على كبيرها، وعندما رأوا الأصنام، قال لهم إن كبير الأصنام قد كسرها جميعا، فردوا عليه بأنها حجارة ولا تستطيع التحرك، فكيف يستطيع كسر الباقي؟ طلب منهم أن يخاطبوا هذه الأحجار لتخبرهم من قام بهذا الفعل، وأجابوه بأن هذه الأحجار لا تتكلم، فحاججهم قائلا: لماذا تعبدون هذه الحجر؟ فشكوا به إلى النمرود، الذي حرقه وهو حي، وذكر ذلك في قوله تعالى في سورة الأنبياء في عدة آيات: “فجعلهم جذاذا إلا الكبير لعلهم يرجعون، لما فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون، لقد علمت أن هؤلاء لا ينطقون، فتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم، أف لكم ولما تعبدون من دون الله، أفلا تعقلون، حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين.
فاستحال بهم كفرهم أنهم قاموا بجمع وأضرموا بها النار وقذوا سيدنا إبراهيم فيها الذي خرج من النار من دون أن يؤذى بسبب عناية الخالق بالأنبياء فقالوا نعم الرب رب إبراهيم وقد ورد في سورة الأنبياء في الآيتين رقم 69-70 قال تعالى: “قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم، وأوردوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين”.