من هو ابن دراج القسطلي ؟ .. وأشهر قصائده
ابن دراج القسطلي هو واحد من أبرز شعراء جيله وهو شاعر أندلسي بربري وذكره الفيلسوف المسلم الثعليبي في كتاباته، ووصفه بأنه كان لبلد الأندلس ما كان المتنبي لسوريا، فهو من الشعراء الأرفع مرتبة والأنيق في أقواله وكتاباته.
من هو ابن دراج القسطلي
ابن دراج القسطلي، المعروف أيضا بأبو عمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج القسطلي، كان شاعرا أندلسيا وكاتبا للشعر المرتبط بقائد قرطبة العسكري وغيره من القادة العليا. وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول مكان ولادته، إلا أنهم اتفقوا على أنه ولد عام 958 في قرطبة بالأندلس. بدأ مسيرته الشعرية في بلاط المنصور في عام 992، حيث لفت انتباه الناس بشعره الراقي وقوته في الإلقاء، بالإضافة إلى مهارته الأدبية الفذة. قرر تأليف قصائد تمجد حملات المنصور العسكرية ضد الممالك المسيحية.
بعد وفاة المنصور، استمر ابن دراج القسطلي في كتابة الشعر لخدمة عبد الملك المظفر بالله، حيث رافقه أيضا في مواجهة ليون وكاتالونيا، ولكن مع اندلاع الحرب الأهلية في عام 1008، هاجر ابن دراج القسطلي إلى كويتا ثم اتجه إلى طوائف سرقسطة.
ديون ابن دراج القسطلي
قام ابن دراج القسلطي بتجميع قصائده في ديوان مخصص، حيث جمع جميع أبياته الشعرية ومن بين قصائده ما يلي
لك الله بالنصر العزيز كفيل | دعيت فأصغ لداعي الطرب | شكلان من راح وروضة نرجس | جهادك حكم الله من ذا يرده | لك الخير قد أوفى بعهدك خيران |
هل أنت مدرك آمالي فمحييها | جهز لنا في الأرض غزوة محتسب | غدا غير مسعدنا ثم راحا | لعلك يا شمس عند الأصيل | أرحلي محمول على العتق النجب |
أضاء لها فجر النهى فنهاها | شكرا لمن أعطاك ما أعطاكا | أعاره النرجس من لونه | كم أستطيل تضللي وتلددي | أهل بالبين فانهلت مدامعه |
أنضيت خيلي في الهوى وركابي | بشير يوم بملك دهر | ضحك الزمان لنا فهاك وهاته | بلغت عبدك الخطوب مداها | بشراك أيتها الدنيا وبشرانا |
منن بأيسر شكرها أعييتني | سلام على البدر الذي خلف الشمسا | إن كان وجه الربيع مبتسما | تخيرت فاستمسكت بالعروة الوثقى | بقاء الخلائق رهن الفناء |
محلك بالدنيا وبالدين آهل | اليوم أبهجت المنى إبهاجها | ونيلوفر قمن بالذبول | شهدت لك الأعياد أنك عيدها | سلام وهنيت فيك السلامه |
لئن سرت الدنيا فأنت سرورها | كل الكواكب ما طلعت سعود | أفي مثلها تنبو أياديك عن مثلي | هنيئا لهذا الدهر روح وريحان | هل تثنين غروب دمع ساكب |
فديناك سيفا لم تخنه مضاربه | زمان جديد وصنع جديد | مكارمك اغتباقي واصطباحي | قل للخلافة قد بلغت مناك | أنورك أم أوقدت بالليل نارك |
إذا كنت من محبي قصائد ودواوين ابن دراج القسطلي، يمكنك تحميلها وقراءتها جميعا من الرابط التالي <هنا>
أشهر قصائد ابن دراج القسطلي
ابن دراج القسطلي اشتهر بقصائده الرائعة وقد كتب الكثير منها، وقال في قصيدته لك الله بالنصر العزيز كفيل
لَكَ اللهُ بِالنَّصْرِ العزيزِ كَفيلُ … أَجَدَّ مُقامٌ أَم أَجدَّ رَحيلُ
إن الفتح قد أقبل بسرعة، وأعماله كثيرة وجزيلة
وآيات النصر لا تزال قائمة ولم تتوقف … بواسطتها يتلاشى ظلام الضلال
توجد أسياط تنير الحق الذي انتظرته، وجياد تجول النصر حيث تجولألا يا أحد، هلم في سبيل الله لتغزو من ضل في الطريق ويسير على درب الخطأ
لئِنْ صَدِئَتْ أَلبابُ قومٍ بمكرِهِمْ … فسيفُ الهدى فِي راحَتَيْكَ صَقيلُ
فَإِنْ يَحْيَ فيهم بَغْيُ جالُوتَ جَدِّهِمْ … فَأَحجارُ دَاودٍ لَديْكَ مُثُولُ
هُدىً وَتُقىً يُودِي الظلامُ لَدَيْهِما … وحقٌّ بدفعِ المُبْطِلينَ كَفيلُيتلقى من قائد النصر جمعٌ عاجلٌ، ومن حق اليقين دليلٌ
يتحمل البحر الكثير من الموجات والأمواج العاتية، فهو يروع بها ويهول
بكل معالاة الشراع كأنها… وقد حملت أسد الحقائق غيلو
إذا تخيلت أن شدة الرياح ستسبقك، فتخيّل أن خيول فرسانك ستسبقهم
♦ كما أبدع في قصيدته هل أنت مدرك آمالي فمحييها فقال:
هل تدرك آمالي وتحييها، وتغير مصيري في الدنيا من حال الذل إلى الانتصار؟
في لحظة تستدعي مني كرامتها، هدية لك وقد حصلت عليها أولا
هي جواهر من بحور العلم ليس لها سوى قدرك في الاستماع إليهاحتى ترى الطرف في كرات فارسه … والكاعب الروَّد في أثواب جاليها
قد يتم إخبار أولئك الذين ابتعدوا عني بأن نفسي تحمل أمانيها
أما بالنسبة للقصيدة التي أضاء لها فجر النهى فتميزت بأبيات شعرية أكثر جمالا، كما يلي
أَضَاءَ لَهَا فجرُ النُّهى فَنَهاها … عن الدَّنِفِ المُضْنى بِحَرِّ هواها
وأضلها صباح يشتعل في ليلة الظلام… وكان يقودها إلى ظلماتها
ويوجد لي منها وسيط إلى اللقاء، فهو يزين لي حليها ومجوهراتهايا للشباب الذين يتبعون طريق البرد، ويا لرياض اللهو الذين جفت سفاهتهم
إنها مجرد حلول الشمس في تقاطعاتي… مما جعل أعين الغنائيات تعمى سطوعها
عين الصبا عار المشيب، ولذلك فمن أي عين بعد تلك يُمكن رؤية مثلهاسلامٌ عَلَى شرخ الشباب مُرَدَّدٌ … وآهاً لوصل الغانيات وآها
ويا لديار اللهو، أقوات رسومها، ومحّت مغانيها، وصمّ صداها
وأخبر عنها سحق أثلم خاشعٍ، كأنها هالة بدرٍ بشرت بحياتهافيا حبذا تِلْكَ الرسومُ وحبذا … نوافِحُ تُهْدِيها إِلَيَّ صَبَاهَا
عندما تهادي المها الوحشي في عرصاتها، يذكرني ذلك بآنسات مهاها