اسلامياتالقران الكريم

من هم المغضوب عليهم ؟ ” في سورة الفاتحة

من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى

عندما نقرأ القرآن الكريم نقرأ الكثير من الآيات التي تتحدث عن غضب الله من بعض العباد وخاصة العباد الذي أكثروا من فعل الذنوب والمعاصي، فوعدهم الله في كتابه بعذاب شديد وغضب دائم من الله تعالي، وسوف نوضح لكم في هذا المقال من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى بشكل عام والمغضوب عليهم في سورة الفاتحة بشكل خاص.

ويتمثل المغضوب عليهم عند الله في سورة الفاتحة اليهود، وذلك بحسب أقوال العلماء والمفسرين، ففي قوله تعالى `اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم`، فهنا نرى أن الله تعالى يأمر سيدنا محمد بأن يطلب من أمته الهداية للطريق الصواب ويحشرهم في جنة الخلد مع الأنبياء والصديقين، واختلفت الأقوال بشأن الذين أنعم الله عليهم حيث يسأل العباد من هم الذين أنعم الله عليهم وهناك من يقول المؤمنين ومن يقول المسلمين.

أما قوله ” غير المغضوب عليهم” ويقصد هنا أن الله سوف ينجي كافة المؤمنين من العذاب، وإذا تسألت عن من هم المغضوب عليهم فيقال أنهم اليهود حيث تبرهن العديد من الأدلة في القرآن والسنة أن الله غضب من اليهود ولعنهم وسخطهم وذلك لما ارتكبوه من معاصي ومخالفة لأوامر الله. وإذا تحدثنا عن المغضوب عليهم عند الله بشكل عام فتقول أنهم أشخاص علموا بكتاب الله وشهدوا الرسل والأنبياء ولكنهم اتبعوا اهوائهم مثلما فعل إبليس عندما خالف أمر الله ورفض السجود لسيدنا آدم بعد أن جعله الله خليفة في الأرض حيث عارض ابليس مشيئة الله وظن انه يعلم اكثر من ما يعلم الله وكانت نتيجة ذلك ان الله لعنة وغضب عليه حتي يوم الدين.

من هم المغضوب عليهم والضالين عند الله تعالى

عندما نقرأ سورة الفاتحة، نتوقف عند المغضوب عليه والضالين وندرك أنه لا يوجد فرق بينهما، ولكن عندما نتعمق في القراءة والتفسير، نجد فرقا كبيرا بينهما. سنوضح لكم أن المغضوب عليهم هم اليهود، الذين لعنهم الله وغضب عليهم بسبب خبثهم ومكرهم. إنهم أكثر كفرا من النصارى ويحبون الفساد ويسعون إليه ويرغبون في نشر الفاحشة في الأرض

اليهود يعرفون بأنهم المغضوب عليهم، وذلك بسبب معرفتهم بالحق والإيمان، ومع ذلك قاموا بالفساد والكفر بجميع الأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية البشرية. أما الضالون فهم النصارى، الذين كفروا بسيدنا محمد فقط، وآمنوا بجميع الأنبياء الآخرين، وخاصة عيسى عليه السلام. ويعرف النصارى بالغالين لأنهم كانوا جاهلين ولا يعرفون الحق، ولذلك لم يغضب الله عليهم، ولكن وصفهم بالضلال لأنهم لم يؤمنوا بسيدنا محمد.

تفسير سورة الفاتحة

تُعد سورة الفاتحة من أعظم السور القرآنية، لأن الله تعالى افتتح بها كتابه، وأمر بأن تُقرأ في الصلاة، وتحتوي على العديد من المعاني والأحكام التي فرضها الله تعالى، مثل حكم الله وتمجيده، والتقرب من الله، وطلب الهداية. وهناك تفسير دقيق لسورة الفاتحة يمكنكم الاطلاع عليه

تبدأ سورة الفاتحة بالحمد لله رب العالمين، وهذا يعني أننا نشكر الله سبحانه وتعالى بصدق على الكثير من النعم التي أنعمها علينا والتي لا يمكن حصرها. وتنقسم هذه الآية إلى جزأين، الأول هو `الحمد لله`، وهو يعني أننا نحمد الله ونثني عليه بما يستحقه، والثاني هو `رب العالمين`، وهو يشير إلى أن الله هو السيد الذي يجب أن نطيعه ونلتزم بأوامره، فهو خالق السماوات والأرض وكل ما فيهما، والتعبير `رب العالمين` يشير إلى أنه هو رب كل المخلوقات وسيد لكل الأصناف.

الرحمن الرحيم

وهنا إشارة من الله لنبيه بصفات الله سبحانه وتعالى بصفاته ورحمته بعبادة. مالك يوم الدين أن ملك الأرض ومن عليها والسماء ومن فيها خالص لله سبحانه وتعالى لا يشاركه أحد في الملك وأنه هو سيد الخلق أجمعين هو الراعي لأمورهم في الدنيا والرحيم لهم يوم القيامة. كما تأتي هذه الآية بمعنى إخلاص الملك لله وقوله يوم الدين يقصد أن الله فقط هو الذي سوف يحكم بين كافة الخلائق يوم القيامة ويعرض الأعمال ويحاسب عباده على ما فعلوه من خير وشر.

إياك نعبد وإياك نستعين

أخبر سيدنا جبريل نبي الله محمد بأن يقول: (نخشع ونستكن لله دون سائر المخلوقات)، وذلك يعني أننا نوحد الله ونخشى منه ونرجو رحمته ومغفرته، ونستعين بالله على عبادتنا وطاعتنا وكل آمالنا، وهذا يدعو لإخلاصنا في العبادة لله.

اهدنا الصراط المستقيم

قال جبريل لمحمد اهدنا الصراط المستقيم أي اعطنا الطريق السليم الهادي ووفقنا له، وفسر الطبري هذه الآية حيث زعم البعض أن اهدنا الصراط المستقيم تأتي بمعني زدنا هداية ولكن هذا غير صحيح لأن الله لا يكلف عبد بفريضه إلا إذا بينها له أولا. أما قوله اهدنا فهي طلب من الله أن يثبتنا على الهدي حتى يأتي الأجل. قوله صراط المستقيم وهنت نري إجماع كبير من أهب العلم والحجة أن الصراط المستقيم هو طريق الحق والصواب والهداية الذي يرغب الجميع في الوصول إليه لضمان نعيم الأخرة.

الصراط للذين أنعمت عليهم، ليسوا من الغاضبين ولا من الضالين

حيث أمر الله سيدنا محمد وأمته أن يطيعوا الله ويسألون ربهم الهداية للطريق المستقيم طريق الأنبياء والمرسلين والصديقين، حتى ينعم الله عليهم كما أنعم على من قبلهم من المؤمنين أو المسلمين فتختلف الروايات في هذا التفسير ولكن في النهاية أن الله أنعم على سيدنا محمد وأمته، أما عن قوله( غير المغضوب عليهم) إشارة واضحة أن من أنعم الله عليه هداه للدين وانقذه من الكفر والضلال ويقصد بالمغضوب عليهم هم اليهود كما ذكرنا خلال السطور السابقة، وقوله “ولا الضالين” ويقصد بهم النصارى وسموا بالضالين لأنهم تركوا الطريق المستقيم واتبعوا طريق الضلال.

علامات غضب الله على العباد

كلنا نرغب في رضا الله ونعمل بجد لتحقيق ذلك، ونسعى للتقرب إلى الله من خلال الورع والأعمال الصالحة، ونبتعد عن كل ما يحظره الله علينا ويعتبره محرما، ونأمل أن نعرف ما إذا كانت أعمالنا مقبولة أم أن الله غاضب منا. إليكم أهم العلامات التي تشير إلى غضب الله تعالى من العبد، من خلال التوجيه والحقيقة. عندما يكون الله راضيا عن عباده، يجعل لهم أداء العبادات سهلا ويوفقهم لذلك. من بين تلك العلامات: الامتثال لأوامر الله والابتعاد عن الخطايا. فمن أعراض غضب الله أن يسيطر العبد على شهواته، مما يبعده عن طاعة الله، ويفتقر إلى الإيمان الكافي لتطبيق أحكام الله.

يجب تجنب النصائح التي تحث على الطاعة والامتناع عن تنفيذها، على غرار ما كان يفعل اليهود، حيث كانوا يسمعون كلام الله ويحرّفونه ولا يطيعون أوامره. وإصرار الإنسان على الذنوب والمعاصي على الرغم من علمه بأنها تغضب الله، لا يمكنه مقاومة نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى