من هم الفينيقيين
يعتبر الفينيقيون هم شعوب الفينيق القديمة، فهم التجار الذين جاءوا بالتحديد من الخليج العربي إلى بلاد الشام وشمال أفريقيا وقبرص، وذلك في عام 3000 قبل الميلاد، وكان الفينيقيون يتحدثون اللغة السامية، ونجحوا في احتلال منطقة ساحل البحر الأبيض المتوسط، وكانوا يتمتعون بحضارة مزدهرة بلغت ذروتها في القرن 13 قبل الميلاد، وتميز الفينيقيون ببراعتهم الكبيرة في التجارة البحرية وذلك يعود لموقعهم المتميز على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وسنتعرف بالتفصيل من خلال المقال على أهم المعلومات عن الفينيقيين.
من هم الفينيقيين
يجدر الإشارة إلى أن العديد من المؤرخين أشاروا إلى أن أصل الفينيقيين في الأساس يعود إلى الجزيرة العربية، وتحديدا من منطقة حمير. وسبب هجرتهم من أرضهم يعود إلى تعرضهم لزلزال كبير أجبرهم على الهجرة نحو الشمال، حيث استقروا في منطقة سواحل البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك جبال لبنان الغربية. واندمجوا بعدها مع سكان المنطقة الأصليين، وهم سكان الكنعانيين، ونجحوا في بناء العديد من المدن المختلفة وكانوا يكافحون بشكل كبير للدفاع عن مدنهم.
وأقام الفينيقيون علاقات تجارية واسعة مع اليونان وشمال أفريقيا أيضا، وبالتالي أصبحوا كوسطاء تجاريين بين المصريين والبابليين والأشوريين وبين اليونانيين وشمال أفريقيا وسواحل أسبانيا أيضا، ونتيجة لذلك تجددت تجارتهم وازدهرت مدنهم، وانعكست هذه العلاقات بشكل واضح على ثقافتهم وحضارتهم أيضا، التي توسعت حتى أنهم أسسوا العديد من المدن في شمال أفريقيا، ومن بين هذه المدن الشهيرة قرطاجة، بالإضافة إلى إبرامهم لمجموعة كبيرة من المعاهدات المختلفة لحماية تجارتهم وأساطيلهم المتنوعة ولحماية مدنهم أيضا، وبهذه الطريقة نجحت سيطرتهم في الانتشار إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وذلك من القرن الحادي عشر قبل الميلاد حتى القرن الثامن قبل الميلاد.
نبذة بسيطة عن الفينيقيين
من الملاحظ أن اسم فينيقيا مشتق في الأساس من “فينيكس” ويقصد به سكان المنطقة المنخفضة أو يقصد به أيضا “اللون الأرجواني” ويرجع السبب الرئيسي وراء تسميته بهذا الإسم هو اشتهارهم بصناعة الأقمشة المصبوغة ذات اللون الأرجواني، وربما يرجع أيضا لأنهم كانوا يتسموا بالبشرة صاحبة اللون النحاسي، وأما عن ديانة الفينيقيين فلقد عرف عنهم بعبادتهم للشمس والقمر والسماء والأرض والبحر والمطر وغيرها من العبادات الأخرى المقتبسة من الطبيعة، كما اتخذ هؤلاء الفينيقيين إلها للحرب وللصيد وأطلقوا عليه اسم “اله الملوك”، ولقد أشارت الكثير من الدلائل على اعتقادهم بوجود الحياة عقب الموت، ولذلك فقد قاموا بالاهتمام بالموتى ودفنهم في مغر كانوا يحفرونها ويضعون فيها الطعام والشراب وممتلكات الراحل الأخرى مثل الحلي والأسلحة وغيرها من أغراضه الشخصية أيضا.
أهم إنجازات الفينيقيين
يتميزون بخبرتهم الواسعة في مجال البحرية، ويتميزون أيضًا بقدرتهم على صباغة الأقمشة المختلفة ذات اللون الأرجواني، وكانوا يحصلون على هذا اللون من المحار.
2- عبد الفينيقييون آلهة الخصوبة، كما قاموا أيضًا بعبادة الكثير من الآلهة الأخرى المتعددة وأطلق على هذه الآلهة الكثير من الأسماء المختلفة ومن أهم هذه الأسماء بعل وستارت وأدونيس، وتميزوا بأنهم كانوا يقدموا المولود الجديد لديهم سواء كان هذا المولود من البشر أو من الحيوانات كقربان لهذه الألهة.
لعب الفينيقيون دورًا مهمًا في تطوير الكتابة بالأحرف الأبجدية، وساهم ذلك في تطور الأدب اليوناني، ولا شك أن الكتابة بالأبجدية تعتبر من الكتابات السهلة مقارنة بالكتابة المسمارية والهيروغليفية المعقدة والصعبة.
4- اشتهروا بعملهم في صناعة المجوهرات والزجاج، وتم العثور على أعمالهم في نمرود بالعراق، بالإضافة إلى عملهم في الطين والمرمر والنقش الفينيقي العاجي المصنوع من الأحجار الكريمة وغيرها من المعادن والقشور المختلفة، بالإضافة إلى الخشب الموجود في مناطق متعددة في البحر الأبيض المتوسط والمناطق المجاورة لآسيا الصغرى.
يشتهر الفينيقيون أيضًا بصنعهم في تصنيع المنسوجات المختلفة، وتم تصدير منتجاتهم إلى مختلف بلدان العالم، حيث كانوا يشتهرون بالمنسوجات المصنوعة من القماش الأزرق والأرجواني.
6- برعوا في الفن ولذلك ازدهر الفن في عهدهم بشكل كبير، وأصبحت المنطقة الفينيقيية في عهدهم مشهورة بالتجارة وصارت مركز تجاري رئيسي في دول العالم القديم كله، واتسمت الآلهة الفينيقيية بكل من الزي المصري وكذلك الزي السوري، واعتمد الفن في هذا العهد على الرموز الأجنبيية الشهيرة التي قام بإستخدامها الفنانون وذلك بغرض توضيح جميع المعتقدات الأصلية لكافة الشعوب القديمة كلها.
نبذة بسيطة عن سقوط الدولة الفينيقية
على الرغم من أن هذا البلد لم يتمكن من الصمود أمام هجمات الآشوريين وسقط في القرن السادس بالتحديد، إلا أنه قدم الكثير فيما يتعلق بالفرس والمهندسين والحرفيين، ومعظم البحار تم اكتشافها بواسطة الفينيقيين.