من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب
الحساب والأعمال
سعى الفقهاء جاهدين للإجابة على هذا السؤال الهام وهو: ما هي الأعمال التي تدخل المسلم الجنة، أو ربما يدخل المسلم الجنة بمشيئة رب العباد ورحمته الواسعة؟ هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحكي قصص السابقين وتؤكد أن دخول الجنة يتوقف على رحمة الله وعلى عمل الصالحات، ولهذا السبب يتساءل المسلم دائما عن الأعمال التي تؤهله لدخول الجنة بعد الحساب أو تلك التي تؤهله للدخول إلى الجنة بدون حساب.
وقد امتاز القرآن الكريم بتفضيل بعض الناس عن غيرهم بخاصية دخول الجنة بدون حساب، وهذا الموضوع مثار جدل كبير بين علماء الدين، حيث يتساءلون من هؤلاء الذين سيدخلون الجنة بدون حساب. هذا التساؤل يثير العديد من الأسئلة، مثل كيف يمكن للمسلم أن يدخل الجنة بدون أن يحاسب، والحساب عادة يعتمد على الأعمال، حيث يحاسب الشخص الصالح على أعماله ومن ثم يؤهله لدخول الجنة. هل يعني ذلك أنه لن يقوم بأعمال صالحة وسيكون مؤهلا للدخول إلى الجنة فقط لأنه من هذه الفئة؟ لذا، من الضروري التمسك بدليل قوي من الحديث والقرآن الكريم للإجابة على هذا التساؤل ومعرفة من هم الفئات التي امتازها الله سبحانه وتعالى بدخول الجنة بدون حساب.
الفرق بين الحساب والعذاب
الحساب هو عرض المؤمن على ربه يوم القيامة ، وفي يده صحيفة أعماله ، فيقوم الله بتوازن السيئات والحسنات في ميزانه ، ويقيس سيئاته مقابل حسناته ، وبعد ذلك يحدد الله أي الكفتين ترجح ، وبناء على ذلك يكون جزاؤه ، إما الجنة ، وإما النار ، والنار هنا هي العذاب ، وهناك عباد آخرون ، ينظر الله في صحيفة أعمالهم فينجيهم بالرحمة ، ولا يحاسبهم على سيئاتهم ، وهناك آخرون ينجيهم الله بالمغفرة فلا يآخذهم على ما اقترفوه من ذنوب ، وهناك آخرون قاموا بأعمال صالحة ، ما سمحت لهم بالدخول إلى الجنة مباشرة دون عذاب أو حساب.
من يدخل الجنة بلا حساب بالدليل
عندما نفكر في معنى الجنة دون حساب، يجب أن نتفكر أيضا في معنى الحساب ذاته. فالحساب عند الله في يوم القيامة يعتمد على ميزان العدل الذي يقيمه الله، والذي ينظر إلى أعمال الناس فيجد ذنوبهم. وإذا تم حساب العبد بميزان الله، فلن يدخل الجنة. وبناء على ذلك، هناك حالات تسمح للمسلمين بدخول الجنة دون حساب، وتستند هذه الحالات إلى أدلة مثل الفئة التي تتألف من السبعين ألفا والتي يغفر لهم، والفئة التي يرحمهم الله، وفقا للآتي
الذين يدخلون الجنة بصفات الصبر
من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بلا حساب أو سابقة عذاب ، هم الذين صبروا في الدنيا على المكاره ، والذين قال الله تعالى في كتابه الكريم في حقهم ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بلا حساب ” ، وهم المؤمنون الذين يقومون من قبورهم يوم القيامة ، ليدخلوا من أبواب الجنة مباشرة ، لا يحاسبون ، ولا يساءلون عن أعمالهم ، ويكون قد ميزهم الله بعدد من الصفات ، و أهمها الصبر على البلاء ، وكثرة الحمد والشكر لله تعالى ، والإيمان بقدر الله خيره وشره.
والدليل الذي ورد في كتب الفقهاء يشير إلى أنه في يوم القيامة، سينادي مناد: `ليقم أهل الفضل`، فينهض بعض الناس ويقال لهم: `انطلقوا إلى الجنة`، فيستقبلهم الملائكة ويسألونهم: `إلى أين؟`، فيجيبون: `إلى الجنة`، فيتساءلون: `قبل الحساب؟`، فيؤكدون: `نعم`، فيتساءلون: `من أنتم؟`، فيجيبون: `نحن أهل الفضل`، فيتساءلون: `ما هو فضلكم؟`، فيجيبون: `كنا إذا جهل علينا حلمنا، وإذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا غفرنا`، فيقال لهم: `ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين`، ومن خلال هذا يتجلى صفات الصابرين الذين يدخلون الجنة بدون حساب مسبق أو عذاب، ويتميزون بصفات وخصال تميزهم عن سائر الخلق، فقد تفوقوا في يوم الحشر العظيم وسبقوا الآخرين في دخول الجنة، دون أن يواجهوا الميزان أو يتعرض أعمالهم وأوراقهم أمام الله تعالى.
الذين يدخلون الجنة بصفات السبعون الف
أخبر عنهم النبي حين قال: ذكر شخصية في هذا المقطع أنه عرض عليه الأمم، فرآه النبي ومعه الرهط، ورأى النبي معه رجل ورجل آخر، ثم أبلغ أنه سيدخل الجنة من أمته سبعين ألفًا بدون حساب أو عذاب، فسأله الصحابة عن هؤلاء الناس، فأجاب بأنهم الذين لا يسحبون الأرقام الحظ ولا يأخذون الطالع، ويتوكلون على الله
قد تميز الله فئة من المسلمين بصفات معينة، فإذا قام بها المؤمن فسيدخل الجنة بلا حساب، وهم من المؤمنين الذين استقاموا على دين الله، وقاموا بأعمال صالحة، مثل أداء الفرائض وترك المعاصي، وكانوا حريصين على عمل الخير، وعلاوة على ذلك، السبعون ألفا الذين وصفهم الحديث الشريف يتميزون بثلاث خصال كالتالي
لا يسترقون
هم الفئة التي إذا احتاجت إلى الرقية الشرعية، فإنها لا تلجأ إلى هؤلاء الذين يستغلون الرقية ويدعون أنهم قادرون على استخراج السحر وإزالة السحر والعين والمس، إذ يتميز المؤمنون من أمة رسول الله بدخولهم الجنة، فيلجؤون إلى الرقية التي أمر بها رسولنا الكريم، دون اللجوء إلى أي أساليب أخرى، مع الاعتماد الصادق على الله والثقة في ذلك.
لا يكتوون ولا يتطيرون
ميزهم الله بأنهم لا يكتوون” يعني أن الله منحهم ميزة عدم التكيف مع العلاج بالحرارة، وبالتالي فإنهم لا يستخدمون العلاج بالكي، ما لم يكن الأمر ضروريا في الحالات القصوى التي استثناها رسول الله الكريم، والتي ذكرها فيما يتعلق بعدم تطيرهم، وهذه هي الشروط الثلاثة لهذه الفئة، حيث أن التطير محرم، وهو التشاؤم، والمؤمن لا يتشاءم، حيث يؤمن بأن كل ما كتبه الله في القدر يحمل الخير والشر، وكان التطير معروفا في الجاهلية، عندما كان الناس يذهبون في رحلات تجارية، حيث كانوا يلقون السهام، فإذا ذهبت السهم لليمين فإنهم يبشرون، وإذا ذهب لليسار يتشاءمون، ولهذا السبب فإن هذه الصفة غير موجودة في المؤمن الذي ميزه الله بالدخول إلى الجنة دون حساب.
المتوكلون
يتميز أولئك الذين فرَّق الله بينهم وبين عباده بأنهم دائمو التوكل على الله تعالى، ولا يخافون من الأقدار، ويؤمنون دائمًا بقدر الله، وإن كان سيئًا، ويتوكلون على الله بالاعتماد الحقيقي، ويكونون دائمًا في حالة اللجوء إلى الله في جميع أمور حياتهم ودنياهم.