من هم الجالية البرماوية في السعودية
البورماويون هم سكان دولة بورما، المعروفة الآن باسم اتحاد ميانمار، وهي دولة كبيرة في جنوب شرق آسيا. تحدها الصين وخليج البنغال وتايلاند وجمهورية لاووس، والجالية البورماوية في المملكة العربية هي ما سنتحدث عنه اليوم.
دولة بورما
ولاية أركان هي واحدة من أكبر الولايات هناك، والتي يتمركز فيها المسلمون بشكل كبير، وهم الذين يعرفون باسم الروهينجا، ويبلغون حوالي 15% من النسبة العامة للسكان هناك، والتي تبلغ حوالي 55 مليون نسمة، وينتمي غالبية السكان هناك إلى البوذية، حيث تعتبر بورما منبع البوذيين، كما يوجد عدد كبير من البوذيين في العالم يزورونها على مدار العام لزيارة معابدهم الخاصة.
وقد وصل الإسلام إلى بورما في القرن الثاني للهجرة بالتحديد في عام 172 هـ، ووصل إلى هناك عن طريق التجار العرب عبر ميناء اكياب وهي عاصمة ولاية اراكان، ولكن الإسلام انتشر بشكل كبير في عهد هارون الرشيد، ومن هنا انتشر الإسلام بشكل كبير وتأسست دولة إسلامية عريقة على يد السلطان سليمان شاه، ولكن الأمر مع الوقت أصبح أكثر سوءا من ذي قبل، حيث قام البوذيون بإيذاء المسلمين ومضايقتهم بشكل كبير.
هجرة البورميون للمملكة
بعد الحملات الكبيرة لإجلاء الكثير من المسلمين وإجبارهم على ترك منازلهم، هرب العديد من المسلمين بأنفسهم ودينهم، وظهر الهجرة للمسلمين هناك تجاه الله، وأول الدول التي توجهوا إليها كانت الدول الإسلامية القريبة منهم، مثل باكستان وبنغلاديش وأيضا تايلاند والهند وأيضا إلى ماليزيا وبعض دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية التي ذهبوا إليها لمجاورة بيت الله وأداء العبادة هناك، حتى سمحت حكومة المملكة لهم بالإقامة في بلادها مقابل العمل.
الهجرة الاولى: تمت الهجرة الأولى لهم إلى المملكة العربية تقريبا بين عامي 1368هـ و 1370هـ، وحدث ذلك في عهد الملك عبد العزيز ال سعود.
الهجرة الثانية: هذه الفترة كانت بين عامي 1370هـ و1275هـ وتعرف باسم هجرة المشي على الأقدام التي استغرقت عاما كاملا، حيث كان من المفترض أن تخرج الأسرة التي تتكون من 12 فردا من بورما وتصل إلى المملكة، لكن عددهم انخفض إلى 2 أو 3 أفراد فقط، وتوفي الباقون بسبب الجوع والمرض والسرقة والاعتداءات من الحيوانات البرية أو اللصوص، ووصلوا إلى المملكة عبر اليمن والأردن.
الهجرة الثالثة: تمتد الفترة بين عام ١٣٧٥هـ وعام ١٣٨٠هـ، وشهدت وصول عدد كبير من الأشخاص إلى المملكة عبر جوازات سفر للحج من باكستان والهند، بالإضافة إلى بعضهم الذين حصلوا على الجنسية السعودية.
الهجرة الرابعة والاخيرة: هذه الفترة عرفت باسم الهجرة الجماعية، وكانت بعد عملية ناجامين أو التنين الكبير، حيث تم إبادة عدد كبير من المسلمين وحتى قرى كاملة تحت غطاء المواطنة غير الشرعية في الفترة من عام 1380 هـ حتى عام 1391 هـ. وحصلوا على الإقامة داخل المملكة دون جواز سفر بعد هذه الحادثة، وتوقفت الهجرة الغير شرعية أو الهجرة الجماعية بعد ذلك. وتوقفت الهجرات الجماعية بشكل كامل منذ أربعين عاما، ولكن الهجرات الفردية ما زالت تحدث بعدد قليل للغاية، لم يتجاوزوا أصابع اليد، ولكنها شبه متوقفة تماما في العشر سنوات الأخيرة.
كم عدد البرماويين في المملكة العربية حاليا
منذ وصول الجالية البرماوية إلى الحرمين، وخاصة مكة المكرمة والمدينة المنورة، كانوا يعيشون هناك، لكن مع مرور الوقت، طالب بعضهم بالعيش في مدينة جدة. وأصبح توزيعهم مقتصرا على الثلاث مدن فقط، وإجمالي عددهم في الثلاث مدن لا يتجاوز 250,000 نسمة كحد أقصى.
هذا هو الرقم الأقرب للواقع، وكانت آخر إحصائية تم إجراؤها في مدينة مكة المكرمة في عام 1425 هـ، حيث أفادت بوجود حوالي 1،338،341 شخصًا يعيشون في مدينة مكة المكرمة وليسوا من المواطنين السعوديين.