من هم اصحاب الرس ؟ ” وسبب تسميتهم
ما هي قصة أصحاب الرس
أصحاب الرس هم قوم من الأقوام الذين كذبوا رسولهم وأهلكهم الله سبحانه وتعالى كما ذكر في القرآن الكريم وقال تعالى (وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا) سورة الفرقان الآيتان 38 و 39 والتتبير في الآية يعني الهلاك وقال تعالى (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ) فأوضحت الأيات هنا أن أصحاب الرس كذبوا وحق عليهم الوعيد فأهلكوا.
رأي العلماء مختلف في تفسيرهم لأصحاب الرس، فقال بعضهم إنهم أصحاب الأخدود المذكورين في سورة البروج، وهذا ما اختاره ابن جرير، وقال عكرمة إنهم أصحاب يس المذكورين في سورة يس، وقال ابن كثير إنهم ليسوا ذلك ولا ذاك، واستبعد اختيار ابن جرير، وقال ابن عباس إن أصحاب الرس هم أهل قرية من قرى ثمود، وقال آخرون إن الرس هو بئر في أذربيجان، ولذلك سموا بأصحاب الرس، لأنهم رسوا نبيهم في هذا البئر، أي قتلوه ودفنوه فيه.
يشير كلام جميع الأقوال إلى أنهم تم إهلاكهم وتدميرهم، الأمر الذي يدل على صحة اختيار ابن جرير بأنهم هم أصحاب الأخدود، الذين ذكروا في سورة البروج. وذكر بعض الناس، مثل أنصار بن إسحاق، أن هؤلاء الأشخاص كانوا في عصر المسيح عليه السلام، وكانوا يعتبرون أصحاب الرس. وقد ذكر الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر في تاريخه الأول، عند ذكر بناء دمشق على يد أبي القاسم عبد الله بن عبد الله بن جرداد وغيره، أن أصحاب الرس كانوا يتجمعون في حضور ما، وبعث الله إليهم نبيا يدعى حنظلة بن صفوان، ولكن جميعهم كذبوه وقتلوه
لذلك عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح مع ابنه من الرس ونزلوا في الأحقاف. بعد ذلك، أهلك الله أصحاب الرس، ولكنهم اجتمعوا بشكل كبير في جميع أنحاء اليمن وانتشروا أيضا في جميع مناطق الأرض. ثم جاء جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح من دمشق وأسس مدينة وسماها مدينة جيرون. وبعد ذلك، بعث الله هود بن عبد الله بن رباح بن خالد بن الحلود بن عاد إلى أولاد عاد في الأحقاف، ولكنهم كذبوه، فأهلكهم الله عز وجل.
وهذا يعني أن أصحاب الرس اكتشفوا قبل عاد بالأحقاف بفترة طويلة، وقال ابن جريج أن عكرمة قال أن أصحاب الرس في فلج، وفلج هي قرى موجودة في اليمامة، وهم أصحاب يس. قال الله سبحانه وتعالى في قصة أهل الرس إن أول من يدخل الجنة يوم القيامة هو العبد الأسود، وتدور قصة هذا العبد الأسود حول الله سبحانه وتعالى بعث نبيا إلى أهل قرية أصحاب الرس، ولم يؤمن به إلا العبد الأسود، ثم قام جميع أهل القرية بعداوة النبي
حفروا بئرًا وألقوا العبد فيه ثم أغلقوا البئر عليه بحجر أصم، وبعد ذلك جاء العبد الأسود الذي كان يعمل في الحقل ويحمل الحطب على ظهره ويبيعه من أجل شراء طعام وشراب، ثم يذهب إلى تلك البئر ويرفع الصخرة ليعطيه الطعام والشراب ثم يعيد الصخرة إلى مكانها كما كانت
في يوم ما، ذهب العبد الأسود للنوم، فضرب الله على أذنه سبع سنين نائما، ثم استيقظ وتحول إلى الجانب الآخر، فضرب الله على أذنه سبع سنين مرة أخرى، ثم استيقظ وأخذ حزمته ليذهب إلى عمله، ولم يشعر إلا بأنه نام ساعة من ساعات النهار، فذهب إلى القرية وباع حزمته من الحطب، ثم اشترى طعاما وشرابا كما كان يفعل دائما، ثم ذهب إلى البئر الذي كان يذهب إليه دائما، ولم يجد فيه أحدا، وبعد ذلك استخرجوه وآمنوا به وصدقوه.
وكان النبي دائما مايسأل عن ذلك الأسود ما فعل؟ فيقولون له لا ندري حتى قبض الله النبي عليه السلام وأيقظ العبد الأسود من نومته بعد ذلك قال ابن جرير لا يجوز أن يقال أن هؤلاء هم أصحاب الرس المذكورون في القرآن قال ذلك لأنَّ الله قال في آياته الكريمه عن أصحاب الرس انه أهلكهم وهؤلاء المذكورين قد آمنوا لنبيهم إلا أن يكون حدثت لهم أحداث معينة حتى آمنوا بالنبي بعد هلاكهم آبائهم والله وبالنسبة عن ذكرهم أنهم أصحاب الأخدود فهذا ضعيف لما ذكر في القصة حيث توعدوا لأصحاب الأخدود بالعذاب في الآخرة إن لم يتوبوا ولكن لم يذكر هلاكهم ولكن قد ذكر بهلاك أصحاب الرَّسِّ
زمن أهل الرس
في زمن أصحاب الرس، كان هناك نهر غزير لا يوجد أعذب منه، ومن اللافتات في زمن أهل الرس كانت قرى أصحاب الرس الأطول عمرا، وكانت مدينة اسفندار واحدة من أعظم مدن أهل الرس، وتحتوي على عين مائية خاصة بشجرة الصنوبر، وقد غرست حبة صنوبر في كل قرية وأقيم نهر لتلك العيون المستمدة من العين الرئيسية للصنوبرة، ولكنهم حرموا شرب مياه تلك العيون سواء للأشخاص أو الحيوانات وفرضوا عقوبة القتل على من يخالف ذلك
وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن تلك الأعين التي تروي شجر الصنوبر هي عبارة عن حياة آلهتهم لذلك قالوا لا يجب الشرب من مصدر حياة الآلهة التي يعتقدون بها كما كانوا يقدمون لتلك الشجر القرابين كل شهر لكل قرية بالتوالي وذلك على مدار العام بأكمله فكانوا يذبحون الذبائح ويشعلون فيها النيران وإذا بلغ دخانها عنان السماء واختفت الشجرة من أثر الدخان قاموا بالسجود وهم يبكون ويتضرعون إلى الشجرة كي ترضى عنهم
حتى جاءهم الشيطان أثناء توسلهم وقام بتحريك أغصان الشجرة ثم يصيح بهم أني قد رضيت عنكم حينها يرقصون ويهللون شاربين الخمر وعازفين بالمعازف ويستمرون هكذا طوال اليوم والليل وكان أهل الرس يقيمون عيدهم الأكبر بالقرية العظمى التي يوجد بها شجرة الصنوبر الرئيسية والعين المتفرع منها باقي الأعين فكان يحضر هذا العيد كل صغير وكبير من جميع القرى كما كانوا يصنعون عند الشجرة سرادقًا من ديباج له اثنتا عشرة بابًا لكل قرية باب فيسجدون لشجرة الصنوبر من خارج السرادق كما كانوا يقومون لها بالذبائح بكميات مضاعفة عن تلك التي قدموها في قرابينهم.
وفي وقت الاحتفال وتقديم القرابين، يأتي الشيطان أيضا ليهز شجرتهم ويعدهم بالكثير من الأمنيات أكثر مما وعدهم به أي شيطان. يذهب إلى كل قرية حتى يجعلهم يسجدون فرحا ويشربون الخمور ويعزفون على الآلات الموسيقية، ويستمرون في ذلك لاثني عشر يوما، بحسب عدد قراهم واحتفالاتهم الأخرى. وعندما يكتمل وقت كفرهم بالله عز وجل، يبعث الله إليهم نبيا من بني إسرائيل، من ولد يهوذا بن يعقوب، ليدعوهم لعبادة الله والابتعاد عن الكفر، ويقيم معهم لسنوات عديدة
على الرغم من ذلك، لم يتجاوبوا معه. عندما رأى وتأكد من إصرارهم على الكفر، دعا عليهم بعد أن حضر أحد أعيادهم وشاهد الكفر والفجور الذي يحدث فيها، حتى ذبلت أشجارهم بعد الدعاء الذي ألقاه النبي عليهم. وانقسموا بعدها إلى فريقين، ففريق يقول إن النبي استخدم السحر ضد آلهتهم، وفريق آخر يقول إن الآلهة أظهرت غضبها عندما رأت هذا الرجل الذي يدعي أنه نبي، ولذلك اتفقوا جميعا على قتله
بعد قتلهم لنبي الله عليه السلام، أرسل الله عليهم رياحًا عاتية وزلزالًا شديدًا في يوم عيدهم، وانشقت الأرض من تحت أقدامهم ونزلت عليهم حجارة من الكبريت، وغطتهم سحابة سوداء، وأرسل الله عليهم جمرًا ملتهبًا حتى انصهرت أجسادهم وهلكوا، ولم يبق لهم أي أثر.