من غنى عيرتني بالشيب
هناك العديد من القصائد التي تركت أثرا كبيرا، ومنها قصيدة `عيرتني بالشيب`، وتظل معروفة حتى اليوم. قام ببعض الناس بإعادة تلحين هذه القصيدة، واقتبس البعض الآخر بعض الأبيات منها. سنستعرض مغني هذه القصيدة.
القصيدة
تتكون القصيدة من أبيات شعرية تتحدث عن موضوع معين، ويميز كل عصر من العصور الشكل الخاص به في القصيدة التي يكتبها في هذا العصر، سواء كانت هذه الأبيات كثيرة أو قليلة.
القصيدة هي نوع من الأدب العربي وليست من النثر أو الشعر، بل هي نوع فريد له خصائصه الخاصة.
من غنى عيرتني بالشيب
ناظم الغزالي، أحد المطربين العراقيين الشهيرين في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، هو من ألف قصيدة عيرتني بالشيب.
ولد ناظم الغزالي في بغداد، وكان يتيم الأب، وكانت والدته مريضة، وكانوا يعانون من الفقر الشديد، وانتهت دراسته في المدرسة الابتدائية والإعدادية، ما زاد من معاناته بعد وفاة والدته.
بعد إكماله دراسة الثانوية، تابع ناظم الغزالي دراسته في الجامعة، والتحق بعد ذلك بمعهد الفنون، ولذلك اعتنقه الفنان الكبير حقي الشبلي، لأنه شعر ببصيرته وموهبته في التمثيل والأداء على المسرح، وذلك بسبب الظروف المادية التي تعرض لها.
بعد أن تخرج ناظم الغزالي من المعهد، عمل في مشروع الطحين في العاصمة العراقية بغداد، ثم واصل تعليمه في القراءة والكتابة، وخاصة في مجال الفن والعزف والمقامات العراقية، وكان يحب الاستماع إلى كبار الفنانين مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من العمالقة، لدرجة أنه كان يحفظ كل أغانيهم، واكتشف الجميع حنجرته الذهبية التي كان يتميز بها عندما كان يغني.
بعد أن اكتشف ناظم الغزالي أن صوته جميل، عاد للدراسة في المعهد وأصبح متفوقًا وبدأ في كتابة مقالات في مجلة النديم عن أشهر المغنيين العرب، كما ألف كتابًا بعنوان “طبقات العازفين والموسيقيين.
قصيدة عيرتني بالشيب
عيّرتني بالشيب وهو وقار ليتها عيَّرت بما هو عار
ان تكن شابت الذوائب مني فالليالي تزيِّنها الأقمار
دموعي بيوم فقد الولف ليلى وردت عيني يمرها النوم ليله
تعيرني عجب بالشيب ليلى واخير اثنينّا نشيِّب سويه
هذه القصيدة هي قصيدة عراقية صدرت في الخمسينات من القرن الماضي، وهي من كلمات المستجد بالله.
تباينت الآراء حول قصيدة عيرتني بالشيب، حيث ذكر البعض أنها من كلمات المستجد بالله، وأفاد آخرون بأنها من تأليف الشاعر يحي بن حكم الذي عرف بالغزالي لجماله ووسامته.
يعتقد بعض الناس أن الناظم الغزاليكان السبب وراء شهرة هذه القصيدة، وانتشرت هذه القصيدة بعد ذلك بين الناس في المجالس والسهرات وعلى الراديو، واستمرت في الانتشار حتى وصلت إلى القرن الحادي والعشرين.
الفنانون الذين تغنوا بقصيدة عيرتني بالشيب
لا تزال قصيدة “عيرتني بالشيب” مغناة حتى يومنا هذا، إذ اقتبس كثيرون من الفنانين كلمات هذه القصيدة وغنوا بها، بما في ذلك الفنان راشد الماجد الذي غنى البيت الأول من هذه القصيدة في إحدى أغانيه الخاصة.