من سيحرر فلسطين ؟ ” هل هو سيدنا عيسى
من هو النبي الذي سيحرر فلسطين
يدرك المسلمون أن تحرير الأقصى شأن مهم في شريعتهم، وهو واجب عليهم وحق لهم، ويسعون جاهدين لتحقيق ذلك، ولكن في بعض الأحيان تتراجع همتهم بسبب انهزام الأمة، وفي بعض الأحيان ترتفع لتصل إلى أعلى المستويات بسبب تمسكهم بدينهم وعقيدتهم.
كانت القدس المدينة العريقة، ولم تكن وحدها بل كانت تشمل المناطق المجاورة لها في دول الشام في الماضي، وكانت تسكنها وتملكها العرب من الكنعانيين واليبوسيين منذ القدم.
والكنعانيون، وفقا للمؤرخين، هم من أعراق العرب الذين هاجروا من مناطق وبلدان شبه الجزيرة العربية واستقروا في فلسطين والمناطق المحيطة بها. ومنذ زمن بعيد، وبعد مرور أكثر من أربعة آلاف عام، أصبحت تلك الأرض عربية. وستعود مرة أخرى إلى العرب بواسطة النبي عيسى عليه السلام، وذلك سيكون جوابا على سؤال هام، وهو هل تحرير فلسطين علامة من علامات الساعة
دخل بني إسرائيل إلى أرض فلسطين وبلاد الشام وما حولها التي سكنها العرب أول الأمر، وأصبحت بلاد العرب وأرضهم من يومها، دخلها بني إسرائيل، واحتلوها بالقوة، وعاشوا فيها، ثم أصبح يحكمها الفارسيون، ثم اليونانيون، ثم عاد اليهود مرة أخرى، وبعدها حكمتها دولة الرومان، وفي عام سبعين حكم الرومان فلسطين، ودمروا القدس.
ظهرت النصرانية وانتشرت بين الروم، واعتنقها الروم واعتبروها عقيدتهم، ثم فتح العرب أرض فلسطين ودخلها المسلمون، واستمرت القدس تحت سيطرة المسلمين. ثم عادت أرضا للعرب كما كانت في البداية، ولكنها تم احتلالها بعد انتهاء الخلافة الإسلامية، تماما كما احتلوا بلادا أخرى من بلاد العرب والمسلمين. ثم جاء الاستعمار البغيض الذي منح اليهود السيطرة على الأراضي المقدسة
لقد بقت الأراضي المقدسة في فلسطين وما حولها من بلاد الشام عربية إسلامية لمدة تقارب المائة عام، بعد أن دخل صلاح الدين بجيوشه وحررها، وتعد القدس ذات مكانة عالية في نفوس المسلمين والعرب، وذلك بناء على عدة مصادر تشريع إسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فهي جزء لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي
هي القبلة الأولى للمسلمين، وهي مسرى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج، وقال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ۚ إنه هو السميع البصير} [الإسراء: 1]
ومنها عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربـطـته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم عـُرِجَ بي إلى السماء) رواه مسلم .
هذا المسجد هو ثالث المساجد التي وصفها النبي في حديث شد الرحال، وذلك حسب قصة رواها أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه -، حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى) وهذا الحديث رواه البخاري.
يعلم المسلمون وفقا لعقيدتهم أن بيت المقدس ستفتح لهم في نهاية الزمان. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن فتح بيت المقدس يحدث بعد حدوث خراب في المدينة، وبعد ذلك سيظهر المسيح الدجال بعد أن تفتح الرومية بعد ثماني سنوات. وبدءا من ذلك الوقت، سيتم فتح بيت المقدس خلال حرب مع اليهود.
من المعروف أن الحرب مع اليهود ليست حربا واحدة، بل هي حربان، الحرب الأولى يكون فيها المسلمون في شرق نهر الأردن واليهود في الغرب منه، وتكون الحرب الثانية بين اليهود والمسلمين في أرض فلسطين
اليهود سيتم هزيمتهم، وسوف تفقد دولتهم، وسيتبدل وضعهم في أرض الشام، وسيتم تحرير بيت المقدس واستعادته للمسلمين، ثم ستصبح أراضي الغرب في إيطاليا أرضا للمسلمين لمدة تقريبا ثمانية أعوام. في السنة الثامنة بعد الفتح، سيظهر المسيح الدجال بين بلاد العراق والشام ليفسد في كل اتجاه. سيبقى في الأرض لمدة أربعين يوما، ولن تكون جميع الأيام متساوية، فبعضها سيكون مثل العام، وبعضها سيكون مثل الشهر، وبعضها سيكون مثل الأسبوع، وبقية أيامه ستكون مثل باقي الأيام في السنة بدون تغيير.
ثم تكون الحرب التي تليها وهي التي بين المسيح الدجال، ومن معه من اليهود، وتكون الحرب مع نبي الله عيسى عليه السلام المسيح بن مريم، ينزل في دمشق في سوريا، ومعه ملكان، له صفات يعرفها به كل مسلم، ويذوب من ريحه كل كافر، ويقابل المسيخ الدجال في أرض فلسطين المحتلة الآن في منطقة فيها الآن مطار، وهو مطار تل أبيب، ويقتل نبي الله عيسى عليه السلام المسيخ الدجال، ويقوم بكسر صليب النصارى، ويقتل الخنزير، ومعه تسقط الجزية، ومع يكون المسلمين ليقاتلوا معه، ويأتون له من كل مكان في الكرة الأرضية، ووقتها ينطق الشجر، وينطق الحجر أيضاً، ليخبر عن من يختبئ خلفه، إلا نوع من أنواع الشجر، وهو من شجر اليهود، لا ينطق.
متى وأين يعيش عيسى عليه السلام بعد نزوله إلى الأرض
ورد حديث للنبي صلى الله عليه وسلم حول نبي الله عيسى عليه السلام في حديث أبي هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الأنبياء لهم أمهات مختلفات، ولكن دينهم واحد، وأنا أفضل الناس إلى عيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه قادم، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل طويل القامة وبشرته بيضاء كالثلج، يبدو وكأن رأسه يتساقط ماء، حتى وإن لم يتبلل، وهو يهدم الصليب، ويقتل الخنزير، ويجب الجزية ويفضل المال، ويقاتل الناس من أجل الإسلام.
حتى يهلك الله عز وجل في حكمه جميع الأديان إلا الإسلام، وحتى يهلك الله عز وجل في حكمه الزائل المسيح الكاذب الأعور، وتحل السلامة في الأرض، حتى يرعى الأسد مع الإبل، والنمر مع البقر، والذئاب مع الغنم، وتلعب الأطفال بأمان دون أن يؤذي بعضهم بعضا، سيكون ذلك لمدة أربعين سنة، ثم يتوفى صلى الله عليه وسلم، ويصلي المسلمون عليه. هذا مروي عن أبو داود في سننه.
– حياة عيسى عليه السلام كانت أربعين عامًا، وعاشهم ثلاثة وثلاثون عامًا قبل أن يرفعه الله، وسبعة أعوام بعد أن ينزل مرة أخرى إلى الأرض ليقتل المسيح الدجال ومن معه من اليهود. وينزل عيسى عليه السلام في دمشق في سوريا، وتقول بعض الأقوال أنه يدفن في المدينة.
أولاد النبي عيسى عليه السلام
أما عن أولاد النبي عيسى عليه السلام، فلم يرد في شريعة الإسلام بشأن زواج أو انجاب النبي عليه السلام، أولاد له، بل إن أمر زواج نبي الله عيسى عليه السلام ليس مما ذكر عن النبي عليه السلام، فلا يوجد مانع من النبوة والزواج فقد تزوج كل الأنبياء، ولم يكن هناك تعارض بين الزواج والنبوة.
لكنه لم يتم ثبوته من قبل النبي، ولا يمكن نفيه أو إثباته في شريعة الإسلام حيث لا يوجد دليل عليه، ولا يوجد دليل على إنجاب عيسى عليه السلام لأولاد، على عكس شريعة النصارى التي ترفض تماما ولا تقبل فرضية أن عيسى عليه السلام قد تزوج .
تحرير فلسطين في القرآن
قد جاء ذكر تحرير فلسطين في القرآن الكريم في الأيات:
- ﴿ تمجيد لله الذي أسرى بعبده في الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا. إنه هو السميع البصير. ومنحنا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل لكي لا يتخذوا وكلاء غيرنا. وذرية من حملنا مع نوح. إنه كان عبدا شاكرا. وقضينا في الكتاب على بني إسرائيل أنهم سيفسدون في الأرض مرتين ويعلون علوا عظيما. فإذا حققنا الوعد الأول لهم، أرسلنا عليكم عبادا لنا، قوما شديدي القوة، فجاسوا في البيوت والأماكن. وكان هذا الوعد مفعولا. ثم رددنا الأمور عليهم وأعطيناكم القوة والأموال والأبناء، وجعلناكم أكثر نفيرا. إن أحسنتم فإنما تحسنوا لأنفسكم، وإن أسأتم فلها. وعندما يأتي الوعد الآخر، سيسوء وجوهكم وسيدخلون المسجد كما دخلوه في المرة الأولى، وسيتبرأون مما ارتكبوه من الشرك والمعاصي. عسى ربكم أن يرحمكم إذا تابتم، وإن عدتم فإنا سنعد. وجعلنا جهنم حبسا ومأوى للكافرين .
تشير الآيات إلى أن اليهود، على الرغم من انتصاراتهم وسيادتهم على الأرض، سيتم هزيمتهم على يد المسلمين، ويؤكد ذلك العلماء مثل ترتيب علامات الساعة الكبرى لابن باز، وبالتالي يتم الإجابة على السؤال حول من سيحرر فلسطين، وهو سيدنا عيسى عليه السلام