من خصائص السنه النبويه
تعريف السنة النبوية
السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهي عبارة عن كل ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو سيرة أو تقرير أو خُلقية أو خَلقية. وتم تعريف السنة النبوية في اللغة والاصطلاح بالطريقة التالية:
- السنة في اللغة: يتم تعريف مصطلح السنة في اللغة بأنه الطريق والمنهج، سواء كان هذا الطريق والمنهج جيدا أو سيئا، حيث إن سنة الله هي أوامره وأحكامه ونواهيه التي فرضها على خلقه وفصلها.
- السنة في الاصطلاح: السنة النبوية” هي كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان قبل البعثة أو بعدها، وفي قول علماء الحديث فإنها تشمل جميع أفعال النبي الكريم ولا يوجد دليل على وجوب اتباعها.
ماهي خصائص السنة النبوية
تتميز السنة النبوية بعدة خصائص مميزة، ومن بين أهمها
المصدر الرباني
وهو ما يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مؤيداً بوحي من الله سبحان وتعالى، فلا هناك قول أو فعلي أصدره من تلقاء نفسه كما أن ما ورد عن الحبيب المصطفى من تشريعات وأحكام إنما كان يتلقاها من الخالق سبحانه، وهو ما ورد في قوله سبحانه (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)، [سورة النجم، آية: 3-4].
كما قال سبحانه (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ)، [سورة الحاقة، آية: 44-46]، والجدير بالذكر أن تلك الخاصية ليست قاصرة فقط على السنة النبوية المشرفة ولكنها تمتد لتنطبق على جميع الرسالات الإلهية المنزلة على كافة الأنبياء والمرسلين، ولكن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم انفردت عن تلك الرسالات بأنها تخاطب الناس أجمعين، وهو ما ورد ف قول الله سبحانه (قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّـهِ إِلَيكُم جَميعًا)، [سورة الأعراف، آية: 158].
الاعتدال والوسطية
وصف الله سبحانه أمة الإسلام بالوسطية وهو ما ورد في قوله تعالى (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، [سورة البقرة، الآية: 143]، حيث كان يدعو صلى الله عليه وسلم إلى التيسير والوسطية على الناس وهو ما جاء في قول النبي الكريم (يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا)، ، كما قال صلوات الله عليه وسلامه (إنَّما بُعِثتُمْ ميسِّرينَ، ولم تُبعَثوا مُعسِّرينَ).
ثبوت السنة النبوية وصحتها
وفي ذلك ورد بعضاً من صور السنة بطريقة مجملة بالقرآن الكريم في قول الله تعالى (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)، [سورة فصلت، آية: 42]، ومن تلك الصور ما ورد في نشأة النبي الكريم في قوله سبحانه (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى)، [سورة الضحى، آية: 6-8].
وما ورد في وصف أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)، [سورة آل عمران، آية: 159].
ومن دلائل صحة السنة النبوية أن العلماء قد اعتمدوا بتدوينها على ذات القواعد التي اتبعت بتدوين سنة الرسول الكريم مثل قواعد مصطلح الحديث وعلم التعديل والكثير من القواعد الأخرى التي تعتبر من أدق العلوم بضبط الأخبار والروايات، فضلاً عن أن أغلب السيرة النبوية بأصح كتب السنة مثل صحيحي مسلم والبخاري. ، .
العبودية لله وحده
سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم توضح أسمى مظاهر العبودية لله، حيث كان ينهي أصحابه الكرام عن المبالغة في مدحه، حتى لا يبتعدوا عن توحيد العبودية لله. وقد ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: `لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم، وقولوا: عبد الله ورسوله`
جعل هذا الأمر الحبيب المصطفى مثالاً يحتذى به وقدوة لغيره من الناس في مختلف مجالات الحياة، وهذا الأمر يعد من المستحيل العثور عليه لدى رسول أو نبي آخر بسبب تحريف سيرتهم وكتبهم، مثل ادعاء الألوهية للنبي عيسى عليه السلام.
الوضوح والشمولية
سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تتميز بشمولها لأدق تفاصيل حياته، بدءا من زواج والديه وولادته، ومن ثم بعثته والأحداث التي مر بها الحبيب المصطفى قبل وبعد البعثة، وصولا إلى وفاته. تشمل مختلف جوانب الحياة التي عاشها منذ صغره حتى أصبح رسولا كريما وزعيما وأبا وزوجا. وقد قام الصديق بواجبه في تعليم الناس مفاهيم الأخوة والصحبة، وبالتالي أصبح الحبيب المصطفى قدوة للمسلمين جميعا.
مصادر السيرة النبوية
حفظ الله جل وعلا دينه وشريعته حتى قيام الساعة وهو ما جاء في قوله سبحانه (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)، [سورة الحجر، الآية: 9]، والمقصود هنا هو القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وقد حفظت سيرة رسول الله بالكثير من المصادر الموثوقة ومنها:
- القرآن الكريم: ذكرت في كتاب الله العديد من المواقف التي مر بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بما في ذلك حالة الخوف التي مر بها خلال نزول الوحي، وقد ورد في سورة المزمل “يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا، إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا” (الآيات 1-5)
- السنّة النّبويّة: تحتوي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على العديد من الأحداث التي وردت في السنة النبوية، سواء كانت مروية عن النبي الكريم نفسه أو عن أصحابه رضوان الله عليهم.
- كتب السيرة النّبويّة: كان الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- شديدي الاهتمام برواية وقائع السيرة النّبويّة إلى من تلاهم من أقوام، حيث بدأ التدوين الفعلي لسيرة النبي بعهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، والذي استمرّ حتى عصر التابعين، إذ اختصّ جماعة منهم بتدوين أدقّ التفاصيل الخاصة بالسيرة في صحائفهم؛ مثل عروة بن الزبير بن العوام وأبان بن عثمان بن عفان، وغيرهما، يليه إفراد السيرة النّبويّة بالتصنيف، وقد كان محمد بن إسحاق بن يسار من أول المصنّفين بها وأشهرهم. .
- الشعر العربي بعهد الرسالة: تضمنت كتب السيرة النبوية العديد من الأشعار التي استخدمت للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم في مواجهة الإساءة والهجوم على الدعوة من قبل الشعراء المشركين. استجابة لذلك، قام شعراء المسلمين مثل عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت رضي الله عنهما بالرد عليهم. تلك الأشعار تصف أيضا البيئة التي عاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم والتي انتشر فيها الإسلام.