ادببوح القصيد

من القائل ” اليوم خمر وغدًا أمر “

اليوم خمر وغدا أمر هي مقولة عربية لشاعر جاهلي اشتهر بمعلقاته الثرية باللغة، وكان يشتهر بالشعر الرومانسي وشعر الفخر. وكان والده ملك قبيلتي أسد وغطفان، وبسبب هذه المقولة تغيرت حالته. من هو ذلك الشاعر؟؟

جدول المحتويات

قصة المقولة

كان أمرؤ القيس شاعرا عظيما في الجاهلية، حيث اشتهر بالشعر العامي والفصيح، وقدم العديد من الأعمال الأدبية الشعرية التي أثرت على اللغة العربية. وهو من قبيلة كندة اليمنية، وكان والده ملك قبيلتي بني أسد وغطفان، ومع ذلك كان على خلاف دائم مع والده، حتى قام بطرده وأقسم على عدم العيش معه، وبالفعل غادر الشاب منزل والده وأقام في الصحراء مع أصدقائه.

واشتهر أمرؤ القيس بحبه للخمر فكان كلما اقتنص صيدًا ثمينًا يذهب مع أصدقاؤه لإعداده وأكله ومن ثم شرب الخمر بعد الانتهاء من تناول الطعام حتى الثمالة، وفي أحد الأيام قتل أبوه الملك فأوصى وهو ينازع في لحظاته الأخيرة بأن يتم تسليم حكم القبيلة لمن يسمع خبر موته من أبنائه دون أن يتأثر أو يجزع.

عندما وصلت الأخبار إلى أبناءه، شعروا بالصدمة والحزن لوفاة والدهم، وطالبوا بالثأر. ومع ذلك، لم يتسلموا مقاليد الحكم. وفي حين كان أمرؤ القيس مخمورا ومنشغلا بلعب النرد مع أحد أصدقائه، تلقى الخبر الحزين عن قتل والده، ولكنه لم يكترث به حتى بعد وقت طويل عندما أخبره الناعي بوجوب الانتقام وتسلم مقاليد الحكم. فرد أمرؤ القيس عليه

ضيعني صغيرًا وحملني دمه كبيرًا
لا صحــو اليــــوم ولا سُــكر غــدًا
اليـــــــــوم خمــــــــر وغـــــدًا أمر

في الصباح بعد استيقاظه من سكرته وبعدما تسلَّم قراراته ، ذهب إلى قبيلته وتعهّد باليمين أمام جميع القبيلة بعدم تناول الكحول أو النساء حتى ينتقم لأبيه وينال حقه.

اليوم خمر وغدًا أمر

يعني امرؤ القيس بمقولته الشهيرة `اليوم خمر وغدا أمر` أن الأمر الواقع اليوم يجب أن يتم التعامل معه اليوم، والأمر المتوقع غدا يجب أن يتم التعامل معه غدا. وفي حالته الحالية، يشعر بالانهيار والعجز عن القيام بواجباته بسبب ما حدث من مقتل أبيه، ولذلك فهو يفضل شرب الخمر عوضا عن التفكير في ذلك. ومنذ ذلك الحين، اعتمد العرب تلك المقولة للتعبير عن أولوياتهم ومصالحهم. وعلينا أن نهتم بالأمور التي تحدث اليوم، ونترك الأمور المتوقعة للغد.

نبذة عن صاحب المقولة

جندح بن حجر بن الحارث الكندي، شاعر العرب في العصر الجاهلي، ولد في قبيلة نجد في عام 501. اشتهر بشعره الجريء ووصفه للنساء وقصص الغرام. كان يدين بالوثنية مثل أغلب العرب في تلك الفترة. عاش حياة مترفة حتى قتل أبوه، وتغيرت أحواله وانقلب عليه قبيلة أسد، ولكنه توفي بسرعة في عام 540 عندما أصيب بمرض الجدري الذي أفنى قواه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى