من الصحابية التي دافعت عن رسول في معركة احد
غزوة أحد هي إحدى المعارك التي وقعت بين المسلمين والمشركين خلال العام الثالث من الهجرة، وهي الغزوة الوحيدة التي هزم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته. وكان السبب الرئيسي لتلك الغزوة هو انتقام المشركين لما حل بهم من هزيمة على يد المسلمين في غزوة بدر، وأظهر الله عز وجل لرسول الله محمد من هم المسلمون الصادقون الذين وقفوا بجانبه في الحرب ومن هم المنافقون. وظهرت أحدى السيدات في تلك الحرب وهي تدافع عن رسول الله من الكفار.
نسيبة بنت كعب وغزوة أحد
تعد غزوة أحد هي الغزوة الثانية التي قام بها المسلمون خلال العام الثالث من الهجرة والتي استعد لها الكفار جيدا ليواجهوا المسلمين، وكان عددهم 3000 مقاتل، بينما كان عدد المسلمين 1000 مقاتل، وانسحب منهم 300 من المنافقين، فبقي أمام المسلمين 700 مقاتل تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكما ذكرنا، ظهرت بطلة من نساء المسلمين تقاتل وتحارب مثل الرجال، دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي نسيبة بنت كعب الأنصارية.
والتي قد وهبت حياتها كلها من أجل الدعوة لدين الله عز وجل، وهي من السيدات اللاتي بايعن رسول الله في بيعة العقبة الأولي، كما أنها لم تترك غزوة إلا وقد شاركت بها فقد كانت تعمل على خدمة المسلمين خاصة الحرجي وتقوم بسقاية الجنود، وقد خرجت خلال غزوة أحد مع زوجها وابنيها لمقاتلة أعداء الله ورسوله ومع بداية المعركة وعندما بدأ المسلمين في عدم الإنصات إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان منها إلا أن أمسكت بقوسها وأخذت تدافع عن رسول الله.
وقد روت ما حدث خلال المعركة وأكدت أن من كان يحمى رسول الله في تلك الغزوة قد ابتعدوا عنه ولم يتبقى سوى 10 من الرجال وأنا وزوجي ووالدى وقد أخذ الجمع يدافع عن رسول الله من المشركين بكل ما أوتوا من قوة، وقد تعرضت نسيبة وكنيتها هي أم عمار إلى العديد من الجروح في تلك المعركة تلقتها جميعا بدلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما تجمع الكفار أكثر من حول رسول الله لم تخاف واستلت السيف وأخذت تشق صفوف الكفار ولم تهدأ إلا بعد أن جرحت 13 منهم.
وشعرت بالطمأنينة في قلبها بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن بين المواقف التي تعرضت لها في أحد، حاول أحد الفرسان قتلها، ولكنها نجحت في التصدي له حتى رأى رسول الله ما يحدث وأخبر ابنها ليساعدها في التغلب على الفارس. وتعرض أحد أبنائها للضرب وتدفق الدم منه، وفي ذلك الوقت كانت مشغولة بالقتال، حتى أخبرها النبي أن ابنها قد أصيب، فراحت تهتم به وتعالج جراحه، ثم حثته على القتال في سبيل الله مرة أخرى دون خوف.
أخبرها الرسول عن الكافر الذي ضرب ابنها، فضربت ساقه بسيفها، فابتسم لها رسول الله حتى ظهرت نواجذه، ولاحقت ذلك الكافر مع مساعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتلته، وفرح رسول الله بأنها ثأرت بنفسها.
جهاد نسيبة بنت كعب في الإسلام
حضرت نسيبة بنت كعب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الحديبية وحنين، وشاركت في بيعة الرضوان، وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتداد بعض المسلمين عن الإسلام، ذهبت إلى أبي بكر الصديق لتلتحق بجيش المسلمين في حرب الردة، وأذن لها، ثم خرجت هي وابنها عبد الله بن زياد للمشاركة في الحرب واستشهد ابنها حبيب بن زيد على يد مسيلمة الكذاب المدعو نبيا.
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيبا إلى مسيلمة الكذاب ليأمره بالتوقف عن ادعاء النبوة، ولكن مسيلمة رفض، وطلب من حبيب أن يترك رسول الله وينضم إليه، ولكن حبيب رفض، وبعد ذلك، قام مسيلمة بقتل حبيب وتقطيع جسده، وكان حبيب من الصابرين، وأقسمت نسيبة على الانتقام من مسيلمة الكذاب وأخذ حقها منه، وخلال إحدى الغزوات التي قادها أمير المؤمنين خالد بن الوليد، خرجت نسيبة معه للجهاد في سبيل الله.
وقد صاحت في الحرب تطلب مسيلمة وتبحث عنه حتى تتمكن من الأخذ بالثأر وقد تعرضت إلى الجرح حتى قطعت يدها في تلك الحرب وتمكن وحشى من تصويب حربته نحو مسيلمة فوقع على الأرض وانقض عليه عبد الله بن زيد حتى يأخذ ثأر أخيه، توفيت نسيبة بنت كعب خلال العام الثالث عشر من الهجرة بعد سنوات عدة من الجهاد في سبيل الله.