من الشعراء الذين عنوا بالمديح والمناسبات
من أبرز شعراء المناسبات والإشادة بالإنجازات
يمكن استنتاج معنى شعر المناسبات من اسمه، حيث يشير إلى الشعر الذي يكتب ويلقى في المناسبات، سواء كانت دينية أو وطنية. إنه نوع من الشعر القديم الذي اشتهر عبر التاريخ. يطلق عليه هذا الاسم لأنه لا يعكس مشاعر الشاعر الحقيقية، بل يتطلب بعض الأغراض الأخرى التي تتطلب وقوع المناسبة في زمن محدد. وعند انتهاء المناسبة، يصبح هذا الشعر مجرد إحساس عابر وانفعال ضعيف. ومؤخرا، اشتهرت هذه الأشعار بما يعرف بأدب المناسبات، وتميز في هذا المجال العديد من الشعراء، ويعتبر بعضهم من أبرز شعراء المناسبات
الشاعر أحمد شوقي
أقام أمير الشعراء أحمد شوقي العديد من الأمسيات الشعرية، نظرا لطبيعة الحال، إذ كان يقيم في قصر الخديوي، وبالتالي قام بتنظيم العديد من قصائد المديح للخديوي في مناسبات مختلفة. ولكنه لم يقتصر على ذلك، بل رثى العديد من الأدباء والكتاب العرب والغرب، والفنانين والموسيقيين وأصحاب النفوذ والسياسيين. فقد استغل كل مناسبة ليعبر فيها بقصائده. لذا يعتبر أحمد شوقي واحدا من أعظم الأمثلة على شعر المناسبات في الشعر العربي، وقصائده تختلف عن القصائد التي كانت معروفة في الماضي عندما كانوا يمدحون الخلفاء وأمراء المؤمنين. المعنى هنا ليس فقط مديح الخديوي، بل لشخص سيقرأ ما يكتب.
الشاعر حافظ إبراهيم
يعد حافظ إبراهيم، الشاعر المصري، أحد أبرز شعراء المناسبات، وهو من مدرسة الإحياء الرائدة في القرن العشرين. أصبح المتحدث الرسمي باسم الشعب المصري خلال الاحتلال الإنجليزي بعد حادثة دنشواي، ولقد ألقى العديد من القصائد المشهورة في المناسبات المختلفة، مثل تكريم مصطفى كامل، واستقبال اللورد كرومر واستقالته، واستقبال السير جورست، وغيرها الكثير التي تتعلق بالأحداث السياسية.
الشاعر إسماعيل صبري
إسماعيل باشا صبري هو شاعر مصري ولد عام 1854، وهو واحد من أبرز شعراء عصر النهضة ومن أبرز شعراء المناسبات الذين كتبوا في العديد من المناسبات والمدح، ولم يكتب أي أشعار بالإنجليزية. وقد شغل إسماعيل صبري العديد من المناصب القضائية، وتولى إحدى المناصب الكبرى، لكنه استقال منها اعتراضا على محاكمة دنشواي.
الشاعر خليل مطران
الشاعر اللبناني خليل مطران او كما عرف بلقب شاعر القطرين، والمقصود بها الشام ومصر، وهو واحد من أعلام شعر المناسبات، كما له العديد من القصائد في المدح، وقد عرف هذا الشاعر بعلمه الغزير وإلمامه بالأدب الفرنسي والعربي والانجليزي، ولقد شبهه المنفلوطي بابن الرومي، وهو من رواد الشعر الحديث.
أمثلة على شعر المناسبات
قام العديد من الشعراء بتأليف قصائد خاصة ببعض المناسبات، ومن أبرز تلك القصائد والمناسبات التي تمت ذكرها هي:
- قصيدة أحمد شوقي عند فوز مصر بأول ميدالية أولمبية
نحن نعتز بالشرف ونرفع رؤوسنا بكل فخر ونتلقى التكريم من وطننا
يَهنيكَ ما أُعطيتَ مِن إِكرامِها وَمُنِحتَ مِن عَطفِ اِبنِ إِسماعيل
اليوم هو يوم السابقين، لذلك كن كفتى لم يبحث عن بديل لقصب الرهان
فإذا جريت مع السوابق، فاقتحم غرارًا تسيل إلى المدى وحجولًا
حَتّى يَراكَ الجَمعُ أَوَّلَ طالِعٍ وَيَرَوا عَلى أَعرافِكَ المِنديلا
هَذا زَمانٌ لا تَوَسُّطَ عِندَهُ يَبغي المُغامِرُ عالِياً وَجَليلا
ليس التوسطُ هو سبيلُ النُبوغ، فكُن سابقًا في النجاح أو ابقَ بمعزل
أيها القاهر العتيد، ملأت الشفاه بجميل ثناء مصر عليك
قمت بإدارة يد بشدة حتى شبهت البأس، حيث رفعتها في الهواء الطلق
- قصيدة حافظ إبراهيم في حفل تكريم مصطفى كامل
فداك يا شرق، فلا تحزن إذا ذهب اليوم، فانتظر غدًا
كم من محنةٍ أعقبت محنة، وتوالت سريعًا كصدىً يعود
لا ينبغي أن تحزنك أقوال الأعداء، حتى لو كانت مثل قذف الحصى
يتم إيداع كنوز العلوم فيك ويتقدم الغرب وهو يستفيد
ترسل إليك الأنبياء في أرضك ويأتيك الغرب متبعًا لهدايتهم
هل يقضي عليك قضاة الضلال طوال الليالي بأن تستلقي؟
أحتج بعهد سما بالعلوم فأضحى الضعيف بها أيدا
- قصيدة إسماعيل صبري في إحدى المناسبات الوطنية
يا مصر،تجوبي على آثارهم وتوقفي في تلك المواقف الرائعة في أعماق تاريخنا
لَا يُـؤْيِـسَـنَّـكِ مَـا قَـالُـوا وَمَـا كَـتَـبُوا بَــيْــنَ الـبَـرِيَّـةِ تَـضْـلِـيـلًا وَتَـمْـوِيـهَـا
إذا حاولوا منع الناس من التحدث، فلم يمنعوا الحق في الشكوى والتعبير عنه
الحق أكبر من أن تستبد به يدًا، وحتى لو طال البطل في تماديها
مَـا ضَـيَّـعَ اللـهُ ظُـلْـمًـا أُمَّـةً نَـهَـجَـتْ إِلَـى الْـمَـفَـاخِـرِ نَـهْـجًـا وَهْـوَ هَـادِيهَا
فَـقَـلِّـدُوا الْأُمَّـةَ الْـكُـبْـرَى وَقَـدْ رَكِبَتْ مَـتْـنَ الْـفَـخَـارِ وَكَـانَ الْـجِـدُّ حَـادِيهَا
- قصيدة لخليل مطران في أحد المناسبات الوطنية
الْيَوْمَ يَوْمُ مَصَارِعِ الشُّهَدَاءِ هَلْ في جَوَانِبِهِ رَشَاشُ دَمَاءِ
للهِ غُيَّابٌ حضُورٌ في النُّهَى مَاتُوا فَبَاتُوا أَخْلَدَ الأَحْياءِ
أَبْطَالُ تَفْدِيَةٍ لَقُوا جُهْدَ الأَذَى في اللهِ وَامْتَنَعُوا مِنَ الإِيذاءِ
الأعداء يسعون للشهرة ولكنهم ينتهون في الخزي والتعب
لَبِثُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ وَيَدُ الرَّدَى تَهْوِي بِتِلْكَ الأَرْؤُسِ الشَّمَّاءِ
مشيئتهم سلمت،وجميعهم متقطعوا الأوصال والأعضاء
صَبَرُوا عَلَى جَبَرُوتِ عَاتٍ قَاهِرٍ سَاءَ النُّهَى وَالدِّينَ كُلَّ مَسَاءِ
أبرز شعراء المديح
يقتصر شعر المديح على التغني بأحد القبائل أو الأعيان أو الشخصيات الدينية أو السياسية الهامة، ويعد هذا النوع من الشعر بوابة واسعة في الأدب العربي، فقد كان مرتبطًا في بدايته بالمدح، ومن أبرز شعراء المديح منذ الجاهلية حتى العصر الحديث ما يأتي:
- امرؤ القيس.
- أبو بكر الخالدي.
- أبو الحسن الجرجاني.
- أبو زبيد الطائي.
- النجاشي الحارثي.
- صالح مجدي بك.
- نظام الدين الأصفهاني.
- عنترة بن شداد.
- النابغة الذبياني.
- حاتم الطائي.
- زياد التميمي.
- فاطمة الزهراء.
- ابن سناء الملك.
- أحمد شوقي.
- الفرزدق.
- حافظ إبراهيم.
- إسماعيل صبري.
- الأخطل.
- نزار القباني.
أمثلة على شعر المديح
يكثر استخدام الشعر في المديح كثيرا، فالمديح هو من الأغراض الشعرية القديمة التي ظهرت منذ الجاهلية أو قبلها، وأكثر ما وردنا عنها كان من الجاهلية، ومع تاريخ الإسلام زادت أشعار المديح في الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر أشعار المديح قصيدة أحمد شوقي في مدح رسول الله ولد الهدى، فالكائنات ضياء، ومن أبياتها ما يأتي
وُلد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائكي حوله يدعون للدين والدنيا
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
حديقة الفرقان هي حديقة جميلة ومفعمة بالحيوية والأزهار العطرة
يقطر الوحي على شكل سلسلة، ويعد اللوح والقلم بديع الصنع مصدرًا للرواء
تم تنظيم أسماء الرسل في صحيفة على اللوح، واسم محمد هو الطغراء
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
أيها الخير الذي أتى الوجود، تحيةً من المرسلين إلى الهدى بسببكَ جاؤوا
هو بيت النبيين الذي لا يلتقي فيه إلا الحنفاء والمستقيمون