من الذي ? لقبه الرسول ” بالطيب المطيب “
من هو الصحابي الذي لقب بـ الطيب المطيب ولماذا
الرسول أطلق لقب الطيب المطيب على أحد الصحابة، وكان هذا الصحابي الجليل هو عمار بن ياسر رضي الله عنه وأرضاه، ويدل على ذلك ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: `عمار استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الطيب المطيب ائذن له`، ويعتبر عمار بن ياسر أحد الصحابة المكرمين جميعا ورضي الله عنهم.
نبذة عن الصحابي عمار بن ياسر
هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس المذحجي العنسي، وكنيته هي أبي اليقظان، وقال الواقدي وبعض من العلماء الآخرين في نسب عمار: يُعد عمار بن ياسر مولى لبني مخزوم، بسبب زواج والده ياسر بأمة من بني مخزوم التي ولدت له عمار، على الرغم من أن عمار ينتمي لقحطاني مذحجي من عنس.
حيث زوج أبا حزيفه أبوه ياسر بن عامر بجاريته سمية بنت خياط فأنجبت له عمار، وقد ولد عمار في مكة وأعتق أبو حذيفة عمار فأصبح سيدنا عمار بذلك حليف لبني مخزوم، ومن صفاته التي كان يتصف بها أنه كان طويلاً، أشهل العينين، وعريض المنكبين، شعره أبيض وأجعد، وقيل إنه كان أصلع مع وجود بعض الشعر في مقدمة رأسه.
كان عمار بن ياسر من أوائل الناس الذين أسلموا للإسلام مع صهيب بن سنان في دار الأرقم. وكذلك، أسلمت أمه سمية بنت خياط وأبوه ياسر بن عامر. وتعتبر أمه سمية خياط هي أول من نالت الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى.
يقال إنه هاجر إلى الحبشة والمدينة المنورة، وشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته، كما شارك في حروب الردة بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه، وشارك في معركة اليمامة حيث تم قطع أذنه في هذه المعركة.
قصة آل ياسر
كان آل ياسر من أوائل من أعلنوا إسلامهم من موالي قريش وقد أخفوا هذا الإسلام لمدة 4 سنوات حتى عرف أسياد بني مخزوم بأمر إسلامهم فغضبوا عليهم غضباً شديداً وقاموا بتعذيبهم أشد العذاب حتى يتركوا دينهم فقد قال عبد الله بن مسعود: “أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فألبسهم المشركون أدراع الحديد، وصفدوهم في الشمس، وما فيهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال”.
وعن مجاهد بن جبر فقال: «فجاء أبو جهل يشتم سمية، وجعل يطعن بحربته في قبلها حتى قتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام»، وقد روى عثمان بن عفان أن النبي محمد كان يمر بعمار وأهله وهم يُعذّبون، ولا يستطيع أن يدفع عنهم العذاب، فيقول: «صبرا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة»، وقال: «اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت».
و روى عبد الكريم الجزري : قال أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: اختطف المشركون عمارا ولم يتركوه حتى واجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأثنى على آلهتهم بخير. عندما واجهه النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له: `ما وراءك؟` فأجاب: `شر يا رسول الله. والله، لم أترك حتى أصل إليك، وأثنيت على آلهتهم بخير.` فقال النبي: `فكيف تجد قلبك؟` فأجاب: `مطمئن بالإيمان.` فقال النبي: `فإن عادوا فاعف عنهم .
كانوا في مكة يُعذَّبون في رمضاء (وهي الرمال الحارة والمشمسة) في وقت الظهيرة، حيث يخرجون مع عمارتهم ووالديهم ليتعرضوا لحرارة الشمس الحارقة حتى يفقدوا الوعي ولا يدركوا ما يقولون.
تدور قصة ابتلاء آل ياسر عندما تعرض عمار بن ياسر لحرق جسده بوضع صخور ملتهبة عليه، وتعرض والده للتعذيب حتى فارق الحياة.
كانت أمه قدوة في الصبر والثبات على مبدأ الحق. واستمرت في مواجهة أبي جهل وتوجيه كلمات قاسية له حتى أغضبته. ثم قام بطعنها في قلبها، فتحولت إلى أول شهيدة في الإسلام. وخلال كل تلك المعاناة، عندما كان يمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجانبهم، كان يشعر بالحزن لمعاناتهم ويواسيهم، ويقول لهم: “صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة.” وكانت تلك البشارة سببا في ثباتهم وصبرهم على كل تلك المحن حتى أصبحوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات على مبدأ الحق حتى يوم القيامة.
وروى أبو بلج عن عمرو بن ميمون قال : في هذا الحديث، يروي أن المشركين عذبوا عمار بالنار، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يمر بجواره ويضع يده على رأسه ويقول “يا نار كوني برداً وسلاماً على عمار كما كنت على إبراهيم .
روى الحكم بن عتيبة قصة حول سيدنا محمد عندما هاجر إلى يثرب، حيث وصل إلى المدينة وقت الضحى، واقترح عمار بن ياسر إنشاء مكان لسيدنا محمد للاستظلال فيه والصلاة فيه، فجمع عمار مجموعة من الحجارة وبنى مسجد قباء.
وفاة الصحابي عمار بن ياسر
شارك الصحابي الجليل عمار بن ياسر إلى جانب سيدنا علي بن أبي طالب في حربه مع معاوية بن أبي سفيان بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان، وكان عمار بن ياسر يجول في المعركة ويؤمن أنه واحد من شهدائها، كما قال النبي.
وقد وتحققت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم أمام عينيه: تقتل عماراَ الفئة الباغية وقد قُتل عمار بن ياسر في وقعة صفين في صفر سنة 37 هـجرياً، وكان بلغ عمره 93 سنة، وقد تم قتله وهو يقاتل في صفوف جيش علي بن أبي طالب وقتله أبو الغادية الجهني.
هناك اختلاف فيما بين أهل العلم حول مقتل عمار، فقد روى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه “تقتله الفئة الباغية”، ولكن هناك روايات أخرى من بعض الصحابة مثل أم سلمة وأبو قتادة الأنصاري وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وحذيفة وعثمان بن عفان وآخرين.
في عام 1981، روى أبو عبد الرحمن السلمي أنه شاهد عمار بن ياسر في يوم معركة صفين وهو لا يتجه في أي اتجاه أو واد إلا وأصحاب النبي يتبعونه. وقد سمعه في ذلك اليوم يقول لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص: «يا هاشم، اهرب من الجنة! الجنة تحت الهارقة، اليوم ألقى الأحبة، محمدا وحزبه، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على حق، وأنهم على الباطل.
ويرجح الكثيرون أن الحقيقة هي أن عمار بن ياسر كان ينتمي إلى جانب علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان في حربهما، وقتل في صفين، وقد وصى قبل وفاته بأن يُدفَن في ثيابه، قائلاً “ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم”، وقد صلى علي بن أبي طالب على جثته ولم يغسله، وتم دفنه وفقاً لوصيته في ثيابه.