من أول من فكر ببناء السد العالي
يعد السد العالي واحدا من أعظم المشاريع القومية التي قام بها المصريون، حيث يولد الطاقة الكهربائية ويحمي جنوب مصر من خطر الفيضانات، ويحتجز الفائض من المياه لاستخدامه في وقت لاحق.
من أول من فكر في بناء السد العالي
الحسن بن الهيثم كان أول من فكر في بناء السد العالي، حيث كان مهتما بنهر النيل. عندما عرف خصائص النهر، قال: `لو كنت في مصر، لأقوم ببناء سد يحتفظ بمياهه ويستفيد منه في جميع الظروف، سواء في الزيادة أو النقص. لقد وصلتني معلومات أن النهر ينحدر من مكان مرتفع وهو في طرف المنطقة المصرية`.
وقع ذلك في عهد الخليفة الفاطمي الذي كان مهتما بأعمال العالم العربي الشهير الحسن بن الهيثم، وخاصة في مجال الهندسة، فأرسل الخليفة دعوة للحسن بن الهيثم، ولبى العالم العربي الدعوة واستقبله الخليفة بنفسه.
تم إرسال الحسن بن الهيثم مع مجموعة من العلماء في مجال الهندسة لدراسة نهر النيل ودراسة ضفافه، وقد تتبعوا نهر النيل من بدايته وحتى أسوان، ثم أقاموا في أسوان فترة من الزمن، يحاولون معرفة الحل، وقد فكر في بناء السد ولكن كانت الإمكانيات وقتها ضعيفة جدا، مما أصابه بخيبة أمل، لأن ما يريده كان وقتها من الصعب تحقيقه.
بعد مرور حوالي ألف عام على فكرة العالم الشهير الحسن بن الهيثم، أحيا العالم اليوناني دانينيوس الفكرة من جديد، وعرضها على جمال عبد الناصر الذي رحب بها جدا، حيث كان السد هو السبيل الوحيد للتخلص من الاستعمار والبدء في بناء دولة مستقلة، ورفضت الدول الأوروبية الفكرة ورفض البنك الدولي تمويل السد، ولكن هذا السد كان السبب في تأميم قناة السويس ومن خلاله تم بناء السد.
فائدة السد العالي للمصريين
يتم تخزين الماء الزائد للاستخدام في حالة الجفاف في أي وقت بدلاً من إهداره في الفيضانات.
– يقلل من مخاطر تعرض جنوب مصر إلى الفيضانات، حيث كانت تدمر الأراضي والمنازل، كما كانت المياه تغمر السواحل وتعمل على نحرها.
تنتج مصر الكهرباء بشكل رئيسي من توليد الطاقة الكهربائية.
– يجعل تدفق الماء في نهر النيل ثابتًا، وبالتالي لا يوجد أمواج عاتية أو فيضانات مفاجئة، مما يجعل الملاحة في النهر أسهل وأكثر أمانًا.
– له الكثير من الفوائد الإقتصادية.
– المياه التي يتم حجزها في السد من الممكن إستخدامها في ري الأراضي الزراعية، وبالتالي يساعد في تنمية الزراعة وتطوير الإقتصاد المصري.
بناء السد العالي
في عام 1955، قدم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مشروع بناء السد إلى البنك الدولي للتمويل، ولكنه ماطل وفرض شروطًا تجعله يتدخل في الشؤون الداخلية للدولة.
في السادس والعشرين من شهر يوليو عام 1956، قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم شركة القناة العالمية للسويس وجعلها شركة مصرية مساهمة، حتى يمكن استخدام العوائد المالية منها في بناء السد دون أي تدخل من أي جهة. وقد أثار هذا الإجراء غضب فرنسا وإسرائيل وبريطانيا، وأدى إلى حدوث العدوان الثلاثي على مصر.
في تاريخ 9 يناير 1960، وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حجر الأساس لبناء السد.
في العاشر من يناير عام 1971، قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتدشين السد العالي، الذي اعتبر آنذاك أعظم إنجاز هندسي في القرن العشرين، نظرا لفوائده وتصميمه الهندسي الفريد على الرغم من التحديات التي واجهها المصريون في ذلك الوقت.