مناسبة مقولة ” النساء أولًا “
نساء أولا” هو عبارة إيطالية شهيرة جدا تستخدم كوسيلة لتوجيه الاحترام للمرأة والتعامل اللطيف والمهذب معها. يتم استخدامها على نطاق واسع من قبل الجميع في أي سياق. ومع ذلك، يعكس أصل هذه العبارة فكرة مختلفة تماما. ظهرت العبارة في القرن الثامن عشر في إحدى المناطق الإيطالية، وبعد أن شاهد سكان هذه المنطقة ما حدث للشاب المخلص وحبيبته وتضحيتهما الكبيرة، تغيرت نظرة رجال هذه القرية بشكل عام نحو النساء، وظهرت العبارة نتيجة لذلك.
الزواج الغير متكافئ:
يعود الأمر إلى القرن الثامن عشر الميلادي في إحدى المقاطعات الإيطالية، حيث كان هناك شاب وسيم وجذاب ينتمي لعائلة ثرية جدًا. وفي يوم من الأيام، أعلن هذا الشاب عن رغبته في الزواج من فتاة فقيرة، ولكن عائلته رفضت الفكرة تمامًا وقررت عدم الحديث عن الموضوع أو فتحه نهائيًا.
كان الشاب يحب هذه الفتاة بشدة، إلى درجة جعله يتجاهل أي فرق في المستوى الاجتماعي بين عائلتها وعائلته، فعلى الرغم من فقر الفتاة، إلا أنه رأى فيها زوجته المستقبلية، لذلك حاول مرارا وتكرارا أن يقنع والدته بالسماح له بالزواج منها، ولكن بسبب إصرار الشاب على هذا الزواج، قررت أسرته اللجوء لطرق أخرى لإبعاد هذه الفتاة من حياة ابنهم، فقاموا بطرد والدها من وظيفته وتشريدها هي وعائلتها لإقناع الشاب بالتخلي عن فكرة الزواج، وهنا بدأت أسرة الفتاة بممارسة الضغوط عليها أيضا لترك هذا الشاب والتخلي عنه، حتى يتمكنوا من النجاة من بطش عائلته.
حب وتضحية:
لكن الأمر أصبح تحديًا كبيرًا، وقرر الشاب والفتاة مواجهة هذا التحدي معًا بتحدي آخر، وهو الموت. فقد قررا أن يموتا معًا كعقاب لعائلتيهما، عسى أن يستطيعوا العيش معًا في حياة أخرى أبدية.
جلس العاشقان يفكران في الطريقة المثالية لوضع نهاية لهذه الحياة فاختارا القفز من مكان مرتفع وبالفعل ذهبا عن أحد الشواطئ واختارا صخرة مرتفعة جدًا وقررا القفز من فوقها، وعندما صعدا إلى الصخرة قررت الفتاة القفز أولًا من على الصخرة إلا أن الشاب استوقفها وأبلغها أنه لا يستطيع أن يراها تموت أمامه لذلك قرر أن يكون هو المنتحر الأول والفعل قام الشابب بالقفز وتحطمت رأسه على الصخور ووقع ميتًا على الرمل حتى جرفته المياه، وعندما رأت الفتاة ما حدث للشاب تراجعت على الفور وعادت لعائلتها وهي تحمد ربها على هذه الفرصة التي أعطاها للنجاة.
النساء أولًا:
إلى الآن قد تبدو القصة منطقية جدًا فالفتاة هلعت من المنظر الذي شاهدته من وفاة حبيبها وتحطمه على الصخور مما جعلها تعدل عن فكرة الموت إلا أن الغريب في الأمر والذي تسبب في انتشار هذه المقولة أن الفتاة عادت إلى بلدتها ومع أول عريس دق بابها تزوجت ونست ما كان من تضحية حبيبها من أجلها ومن أجل الزواج منها، مما جعل أهل البلدة يطلقون هذه المقولة ” النساء أولًا ” وذلك لعدم ثقتهم في النساء وثباتهم على مبدأ فعلى المرأة أن تثبت أولًا أنها جديرة بالتضحية.