ممنوعات الأشهر الحرم
ما هي ممنوعات الأشهر الحرم
في الأشهر الأربعة من التقويم الهجري، تأتي ثلاثة أشهر متتالية هي `ذو القعدة` ثم `ذو الحجة` ثم `محرم`، وتعتبر هذه الأشهر أشهرا حرما، حيث يتوقف العرب عن القتال في تلك الفترة قبل الإسلام، إلا في حالة الدفاع عن أنفسهم وأراضيهم. وتشير السير والكتب التاريخية إلى أن بداية هذه الأشهر هي ذو القعدة، وكانت تلك خطوة نحو السلام. كما توجد بعض القواعد والمحظورات الخاصة بالأشهر الحرم، والتي لا تنطبق على الأشهر الأخرى، وتشمل الأشياء المحظورة في الأشهر الحرم
- يجب تجنب محاربة العدو في الأماكن التي حُرِّم فيها القتال أو بدء القتال.
- الحذر من تكرار الخطيئة والتعمد في القيام بالمعاصي والذنوب.
- زيادة الأجر والحسنات، والسعي لاكتساب رضا الله والابتعاد عن المعاصي.
- زيادة الديات.
وكانت الأشهر الحرم في شريعة إبراهيم ، عليه السلام، واستمرت حتى مجئ الإسلام وعظمتها، وكان العرب يعظمونها أيضا قبل الإسلام، حيث قاموا بتحريم القتال فيها، حتى بدأ العرب في استخدام النسيء في تقويمهم، مما أدى إلى تأخير الأشهر الحرم لتسريع حياتهم، حيث أن التقويم مذكور في القرآن في شكل استنكار، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين) [9:37].
يجب الانتباه إلى أهمية هذه الأشهر لأن الله منحها مكانة خاصة، ويجب توخي الحذر لتجنب الوقوع في الخطيئة لأن هذه الأشهر هي شهور معظمها تم تعظيمها. وقد حذرنا الله من ظلم النفس، على الرغم من أن قتل النفس محرم في كل الشهور، والمقصود هنا هو الاحتياط لتجنب أي خطيئة.
لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم
وقال “مركز الأزهر” إن هذا الشهر سمي بهذا الاسم: يتم نهي المسلمين عن القتال في الشهر الحرام لتعزيز قداسته وعظمته، ويأتي هذا الأمر بناءً على قول الله تعالى في القرآن الكريم: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ…} [البقرة: 217].
وقد تمت الإشارة أيضا مركز الأزهر العالمي اللفتاوي، إلى بعض أقوال رسولنا صلى الله عليه وسلم ، أن رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم- بينها فيما أخرجه البخاري عن أَبي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ الحارثِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، أنه – عليه الصلاة والسلام – قَالَ: «ألا إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلق اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتوالياتٌ: ذو القعدةِ، وذو الحجةِ، والمحرم، ورجبُ مضرَ الذي بين جمادىٰ وشعبانَ».
وأشار في وقت سابق إلى أن الأشهر الحرم كانت عظيمة قبل العصر الإسلامي أي فترة الجاهلية ، وحتى لو وجد العرب فيها قاتل والده ، فإن العرب ممنوعون من القتال ، حتى بعد قدوم الإسلام حيث ظلت هذه الأشهر حرم ومستمرة حتى الآن ويوم القيامة ، ويحرمهم الله ويحرم على المسلمين من انتهاك حرماته.
فضل الأشهر الحرم
يقول الله جل وعلا : {عند الله، إن عدد الشهور اثنا عشر شهرا في كتاب الله، يوم خلق السموات والأرض. منها أربعة شهور حرما، وهذا الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم.} صدق الله العظيم. إن عدد الأشهر التي قضى الله عليها في إنفاقه وتدبيره، ومصير اللوح المحفوظ اثنا عشر شهرا. هذا هو الشهر الهجري الشهير، منها أربعة شهور حرما ومتواصلة ثلاثة: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب. إن حكمة الله في اختيار هذه الأشهر تؤثر بشكل كامل على معرفة وحكمة الله تعالى. وهذا يزيد من عبودية المسلمين وإيمانهم بالله الواحد الأحد. كما أظهرت الجاهلية الاحترام بتجنب القتال في هذه الأشهر. ومن معاني العبادة تعظيم أمجاد الله تعالى. فهذه الأشهر العظيمة بلا شك وقائمة في شريعة الله بلا ريب. كما قال سبحانه: `ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه` [الحج: 30]، `ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب` [الحج: 32].
وهذه من أكبر العلامات على حرمان المسلمين هذه الأشهر ، وهذا من أعظم ما تعجب به هذه الأشهر حيث أوقفوا كل ما فيه من مكروه ، لأن ارتكاب الجرائم والإصرار على ذلك يعد ظلم على المسلمين بلا شك ، فتوقفوا عن إرتكاب المعاصي ، وقال الله تعالى في كتابة الكريم عن الأشهر الحرم فقال عز وجل ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.
من أيام الله الكريمة وأشهرها شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان، وهذان الشهرين هما أشهر لا تحصى من المجد، ولهما فضائل كثيرة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: `إن رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشهور حرمةً وفضلاً، والقتال فيه حرام`.
حينما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتال في هذا الشهر، فإن الأشهر العربية تتم تقديرها وفقا لحركة القمر وظهوره، وليس وفقا للتقويم الشمسي. وتم ذكر الأشهر الحرم في هذه الآية دون ذكر أسمائها، ولكن الحديث يذكر الأشهر بأسمائها في حديث أبي بكر رضي الله عنه. فقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قائلا: `إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة أشهر حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي يقع بين جمادى وشعبان`. صححه البخاري.
آيات عن الأشهر الحرم
ونستعرض معا في آيات كتابه الله عن الأشهر الحرم:
- وكما ذكر الله تعالى في قوله العزيز الجليل: `يسألونك عن الشهر الحرام – قتال فيه – قل: قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله، والفتنة أكبر من القتل. ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا. ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر. فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون .
- وفي قوله تعالى ﴿ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.
- وفي قول الله تعالى : ﴿ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾.
- وفي قوله سبحانه و تعالى: يا أيها الذين آمنوا، لا تنالوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا أمين البيت الحرام، يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا. وإذا أحللتم فاصطادوا، ولا يجرمنكم كراهية طائفة لأنهم منعوكم من دخول المسجد الحرام بأن تعتديوا وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. واتقوا الله، إن الله شديد العقاب.
- وفي قول الله تعالي ﴿ جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾.