كتاب العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية” هو كتاب يتناول فكرة الاعتماد على الذات وتطويرها، وقد كتبه الدكتور ستيفن كوفي، خبير التنمية البشرية، وصدر لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس 1989. وقد تمت ترجمة الكتاب إلى أكثر من 30 لغة، وتم بيع أكثر من 15 مليون نسخة منه، وظل على قائمة الكتب الأكثر مبيعا لفترات طويلة في جميع أنحاء العالم.
فكرة الكتاب تتمحور حول الرغبة في تغيير حياتك وتحقيق أهدافك وزيادة فعالية شخصيتك في المجتمع، ولذلك يجب اكتساب عادات تؤهلك لذلك وتطويرها. يتحدث الدكتور كوفي في هذا الكتاب عن اكتساب العادات بدلا من اكتساب بعض الممارسات، لأن العادات هي التي تترسخ في شخصيتك مع مرور الوقت وتنعكس بالتأكيد على أفعالك وممارساتك، وهي التي تساعدك على أن تصبح أكثر فعالية.
مراحل اكتساب العادات
كشف الدكتور ستيفن كوفي عن ثلاث مراحل يجب أن يتبعها الإنسان لاكتساب العادات السبعة التي يجب اكتسابها، وتتضمن هذه المراحل ما يلي:
1- مرحلة الاعتمادية : حيث يمارس السيطرة فقط من قبلك، وأنت مسؤول عني.
2- مرحلة الاستقلالية : حيث يسود نمط `أنا المسؤول عن اختياراتي`.
3- مرحلة الاعتماد المتبادل : في هذا المجتمع، يتميز نمط العمل بالتعاون، وتكون الحصيلة الإجمالية للعمل أكبر من مجموع الحصيلة التي سيحصل عليها كل من يعمل بمفرده.
العادات السبع
العادة الأولى : كن مبادرًا وسباقًا
لا تتحرك وفق ما يمليه عليك ظروف الآخرين، بل اصنع ظروفك لنفسك ولا تكن أبدًا رد فعل لما يحدث من حولك ، بل خذ أنت زمام الأمور حتى تضع الطرف الآخر في خانة رد الفعل. وتتمحور العادة الأولى حول مجموعة من الفات التي يجب اكتسابها مثل التصميم والقدرة على الاختيار وقوة ردود الفعل تجاه المحفزات والظروف من حولك.
العادة الثانية : ابدأ والنهاية في ذهنك
يسمي د. كوفي هذه العادة باسم القيادة الشخصية، أي أنك تقود نفسك نحو تحقيق هدفك في الحياة. ويذكر أنه عندما تبدأ نشاط ما وقد وضعت في ذهنك رسالة أو هدف نهائي لهذا النشاط، فإن ذلك سيساعدك على التخلص من كل ما يشتت مجهودك ويحفزك نحو الوصول إلى الهدف أو الرسالة النهائية التي وضعتها مسبقًا. مما يجعلك أكثر إنتاجية ونجاحًا.
العادة الثالثة : قم بالأشياء المهمة أولًا
وهذه العادة يطلق عليها د. كوفي اسم الإدارة الشخصية، أي أنها تتعلق بتحقيق الأهداف التي كنت قد وضعتها في العادة الثانية. وبذلك نستنتج أن العادة الثانية هي تكوين عقلي ونظري للأهداف، بينما تكون العادة الثالثة هي التنفيذ الفعلي لتلك الأهداف. وعليه لابد من ترتيب أولوياتنا في الحياة حتى لا نضيع وقتنا ومجهودنا هباء.
العادة الرابعة : فكر بطريقة تجعل الجميع رابحين، وتكون منفعة للجميع
وهذه العادة من أهم العادات حيث يطلق عليها د. كوفي اسم قيادة العلاقات الشخصية، وذلك لأنه في المعتاد تحتاج إلى تفاعل الآخرين معك لتحقيق النجاح، ولكن إذا كنت تريد أن تشركهم معك بفعالية، فعليك إذن أن تشركهم في النجاح أيضًا. وهكذا نبحث عن نقطة التقاء لجهودنا نحقق بها نجاح أكثر من إذا ما اتبعت سياسة ” أنا أربح، ولا يهم غيري “.
العادة الخامسة : افهم الآخرين أولًا كي يسُهل فهمك
تعتبر هذه العادة من أفضل العادات التي تتناسب مع عصرنا الحالي، وذكر د. كوفي أن الطبيب يقوم بتشخيص المريض أولًا ثم وصف العلاج، لذا إذا كنت ترغب في علاقات شخصية قوية فعليك بتطبيق هذه العادة. ولكن علينا أن نتحلى بالقدرة على الإنصات من أجل الفهم والتجاوب، وكذلك نتسم بالجرأة والمهارة عند التعبير عن مشاعرنا الحقيقية.
العادة السادسة : تعاون مع الآخرين
يصف د. كوفي هذه العادة بأنها تتمحور حول ” التعاون الخلاق “، ويقول دائما أن مكسب المجموع أكبر بالتأكيد من مكسب أجزاؤه. وبذلك عليك أن تبحث في جميع من حولك عن الفرص والمميزات والمهارات ولا تعتمد فقط على مهارات – لأنها وإن كثرت فهي محدودة مقارنة بمميزات المجموع. ” وتعاونوا على البر والتقوى “.
العادة السابعة : ابق منشارًا حادًا
ويقصد بهذه العادة ” تجديد الذات “، فعليك أن تتطور من العادات الستة السابقة لتضمن استمراريتهم معك. فإنك إن تعلمت لغة وتركتها لفترة سوف تنساها، وكذلك الحال مع العادات الست، فعليك أن تبقيها حادة وذلك من خلال تنمية أربعة جوانب من شخصيتك : الجانب الروحي والجانب العقلي والجانب البدني والجانب الاجتماعي.