رواية `الغرفة` هي رواية للكاتبة الأيرلندية إيما دونوغو صدرت في عام 2010، وحققت نجاحا كبيرا وحصدت جائزة مان بوكر الأدبية الدولية. تم تحويلها إلى فيلم سينمائي بنفس العنوان `روم` في عام 2015. تدور أحداث الرواية حول الصبي جاك وأمه اللذين يعيشان في عالم خاص بهما داخل الغرفة
العالم غرفة:
تبدأ أحداث الرواية في غرفة صغيرة تحتوي على سرير ومطبخ وحمام وتلفزيون، يعيش في هذه الغرفة طفل صغير يدعى جاك مع والدته. بالنسبة لهما، تمثل هذه الغرفة العالم بأكمله، حيث لا يوجد شيء خلف باب الغرفة سوى الفراغ. يعتقد جاك بشدة أن التلفزيون هو العالم الوحيد الذي يوجد، وأنه لا يوجد شيء آخر. وتؤكد أمه هذا له، فلا يوجد أحد آخر إلا والدته ونيك، ولكن نيك يأتي فقط في الليل لجلب الطعام بينما يكون جاك نائم.
ولم يكن جاك حينها يعلم أن نيك هو والده الحقيقي، وأنه وأمه مختطفان، فقد أخفت عنه أمه أن نيك قام باختطافها واحتجازها داخل هذه الغرفة منذ سبعة سنوات وداوم على اغتصابها طوال هذه الفترة وأن جاك كان نتيجة هذا الاغتصاب المتكرر، وقد حرصت والدته على الاهتمام والاعتناء به بشكل جيد وحثه على أداء بعض التدريبات الرياضية وإخفاء عنه ذلك العالم الخارجي خلف باب الغرفة.
خطة للهرب:
كانت الأم تعرف مؤخرًا أن نيك عاطلًا عن العمل منذ ستة أشهر كما أنه معرض لخسارة هذا المنزل بسبب الرهن وكان كل ما يشغلها هو ماذا سيحل بهم عند وصول صاحب الرهن ليستلم المنزل، بالتأكد سوف يقتلهم نيك للتخلص منهم، فهو لن يعرض نفسه للمخاطرة بإطلاق سراحهما لذلك بدأت التفكير في خطة للخروج من هذا المكان بأقصى سرعة ممكنة، قامت بمساعدة جاك على التظاهر بأنه مريض للغاية وأنه يجب أن يذهب للطبيب في البداية رفض نيك الأمر تمامًا ولكنها أقنعته بأن الطفل في حالة خطيرة لكنه رفض مرة أخرى وهنا لجأت الأم لخدعة أخرى وهي أن جاك قد مات فعلًا وهنا علم نيك أنه يجب التخلص من جثته فقام بلفه داخل سجادة وإخراجه من الغرفة وهنا تمكن جاك من الفرار والخروج إلى العالم الخارجي.
خارج حدود العالم “الغرفة”:
في البداية واجهت جاك صعوبة في التعامل مع المحيطين به في الخارج لكنه كان يعلم جيدًا انه يجب عليه تخليص أمه، فقد استطاع من خلال إبلاغ الشرطة الإرشاد عن أمه وتحريرها حيث قامت الشرطة بالقبض على نيك وتوجيه مجموعة من التهم له وإيداع جاك وأمه داخل إحدى المستشفيات، وهناك تمت إعادتها إلى عائلتها مرة أخرى، ومع تداول القصة عبر وسائل الإعلام المختلفة حاصرت جاك وأمه الكاميرات في كل مكان مما جعل جاك يواصل رفضه للتكيف مع ذلك العالم المليء بالضجة والعلاقات المتداخلة، وهنا تصاب الأم بإحباط كبير بعد إحدى اللقاءات التليفزيونية وتقدم على محاولة انتحار فاشلة تدخل على أثرها المستشفى وتترك جاك مع جدته وحيدًا.
وحدي أنا وأمي:
بعد أن تتعافى الأم تقرر العيش بمكان مستقل هي وابنها الذي يواجه صعوبة كبيرة في التكيف مع هذا العالم والأناس المحيطة به على الرغم من إظهارهم المودة والحب إلا ان الأمر بالنسبة لجاك لا زال صعبًا، وبعد فترة وجد جاك أنه لا يستطيع الاحتفاظ بأمه كما كانت في السابق له فقط بدون أي شريك مما كان يجعله يحن إلى تلك الغرفة حيث كان يعيش هو وأمه فقط كانت هي العالم بالنسبة له وكذلك هو ومع ازدياد رغبته في زيارة الغرفة مرة أخرى قررت الأم الموافقة على ذلك.
في الغرفة مرة أخرى:
عاد جاك إلى الغرفة مرة أخرى مع أمه ليتذكر جميع التفاصيل بها لكنه فوجئ بأنه لا يوجد ارتباط بينه وبين هذه الغرفة فقد كبر ورأى العالم الخارجي والآن لا يوجد بينه وبينها أي رابطة عاطفية كما كان يظن، بل العكس يريد الخروج منها سريعًا، وهنا استطاع جاك أن يقول للغرفة وداعًا للمرة الأخيرة ، وداعًا لجميع الذكريات بها ومرحبًا بالعالم الخارجي.
نبذة عن المؤلفة:
إيما دونوغو Emma Donoghue هي مؤرخة وأديبة وكاتبة مسرحية وروائية أيرلندية، ولدت 24 أكتوبر عام 1969 في مدينة دبلن بإيرلندا ، انتقلت بعدها لتعيش في كندا ، قامت بتأليف العديد من الروايات مثل القلنسوة والخطاب المغلق إلا أن روايتها الغرفة Room التي كتبتها عام 2010، بلغت نهائيات جائزة مان بوكر الأدبية الدولية، كما كانت من الروايات الأكثر مبيعًا دوليًا، تم تحويلها إلى فيلم سينمائي عام 2015 يحمل نفس الاسم Room من إخراج ليني أبراهامسون.