نبذة عن رواية موسم صيد الغزلان
رواية موسم صيد الغزلان هي عمل أدبي للكاتب المصري أحمد مراد، ونشرت في عام 2017 عن دار نشر تسمى دار الشروق في مصر، وهي السادسة في سلسلة روايات الكاتب، وتشمل أعماله الأخرى رواية فيرتيجو ورواية تراب الماس والفيل الأزرق ورواية 1919 وأرض الإله، ويتميز هذا العمل بأنه ينتقل من التاريخ المصري القديم إلى المستقبل البعيد الذي لم يأت بعد، ويتناول الصراع المستمر بين العقل والقناعات الأسمى.
ملخص قصة رواية موسم صيد الغزلان
يبدأ الرواية بحلم شخص يدعى نديم، حيث يرى في حلمه سيدة البحر ويصفها الكاتب بأنها فتاة بيضاء ذات شعر أحمر اللون، يراها نديم في الحلم، ثم يستيقظ بعدها ويتساءل عن سبب هذا الحلم وماهيته، ثم يستعرض الكاتب العصر الذي يتواجد فيه نديم في الصفحات الأولى من الرواية، حيث يستعرضه بشكل سريع من خلال تناول بعض التفاصيل والمعالم غير الواضحة، ويستخدم الكاتب AR وهي اختصار لمصطلح (الواقع المعزز) وهي عدسة متطورة تشبه العدسات اللاصقة المعروفة باسم (العدسات اللاصقة)، لكنها تحتوي على خصائص تكنولوجية مرتفعة، حيث تقوم هذه العدسة بالقياس والتسجيل وعرض الأشياء التي نريد رؤيتها، كما يمكننا الاتصال من خلالها، وتحليل كل شيء يراه الإنسان في حياته، بما في ذلك ما يراه في أحلامه، ثم يتحدث الكاتب عن طبيعة حياة نديم وعلاقته الجافة مع زوجته مريم، وعلاقته الطيبة مع ابنته سلاف.
في هذه الرواية، يظهر نديم كشخص ملحد، لكنه ليس مجرد ملحد عادي، بل هو شخص يدعم الإلحاد وأفكاره بشدة، ومهمته الأساسية هي إلقاء محاضرات يتحدث فيها عن فكره الإلحاد للجمهور الكبير. كما يتحدث عن نقده لله ومحاولته محاربته بشكل علني وواضح. إن نديم هو شخص مغرور يجسد الشخص الذي يفخر بمعرفته ومعلوماته، ويعتقد أن العلم وحده هو المفتاح لحل جميع الألغاز. ويعتقد أن الإنسان سيأتي يوما ما وسيكون قادرا على فعل المستحيل، وبالمستحيل هنا يقصد الأعمال التي تنسب فقط للآلهة وليس للبشر. ويعتقد أن هذه المسألة مسألة وقت حتى يتم اكتشاف حقيقة وجود تلك الإله إن وجدت، حسب ادعاء نديم.
تنتقل أحداث الرواية إلى الوقت الذي يلتقي فيه نديم طارق وتاليا في إحدى محاضراته. يكون نديم معجبا بتاليا بشكل واضح، حيث تكون هي الفتاة البيضاء ذات الشعر الأحمر التي يراها في أحلامه، ويرغب في اصطياد تلك الغزالة المحتجزة في حديقة طارق. بعد انتهاء المحاضرة، يلتقي نديم بطارق وتاليا أثناء انتظاره لرحلته التي ستنقله إلى المنزل. خلال هذا الوقت، يتبادل طارق بضع كلمات إعجاب ويدعوه هو وتاليا لمنزلهما في القاهرة العاصمة القديمة في حي الزمالك. بالطبع، يقبل نديم هذه الدعوة والتي ستغير مجرى الأحداث وتغير منظوره اللاإلحادي للعديد من الأمور.
اقتباسات من رواية موسم صيد الغزلان
- هكذا اتبع المثقفون هتلر وموسوليني وستالين يومًا، وتبعوهم إلى الحافة راضين، وسيستمرون في الانحناء لكلِّ منجم دجال ما دامت الحياة.
- العلم بحر لا ينتهي، ولذلك يبحث الناس بشغف عن شخص يمتلك اليقين الكامل، ليوجِّههم ويخلصهم من الارتباك والشك. يبحثون عن شخص يتحدث عن المستقبل كمنبئ واثق بعلمه كإله أزلي، ولا يدعي اليقين الكامل في فصيلتنا إلا الجاهل المتعجرف.
- لا عجب أن المثقفين يزورون الدجالين والمشعوذين وقراء الفناجين بشكل كبير، فهم مضطربون من الداخل، وكلما زاد علمهم زادت معرفتهم بأنهم لا يعرفون شيئا.
- فجأة، ظهر فراغ أسود لا نهاية له تناثرت فيه النجوم، يشق المذنب طريقا نحو الشرق، لأول مرة أراه بهذا القرب؛ صخورا تفور، تغلي، وتتفتت.
- أبتعد عن الناس ونفسي لفترات وأشعر بالضياع بين الطرقات.
- قد تضطر الظروف أحيانًا إلى أن تصبح شخصًا لم تتخيل يومًا أن تكون، وهكذا هي الحياة ومشيئة القدر.
- يعد الحب الشيء الوحيد الثابت الذي لا يمكن للعلم أن يشكك في وجوده، ويعد السبب الوحيد المنطقي لخلق هذا الكون.
- الفجور ليس في الجلد، بل في العقل.
- ما دام عقلك يتحكم فيك، فسيجعلك تعتقد أن أحلامك مجرد خيالات أو تفريغات ليومك، وعندما تستيقظ، ستقنع بأنك تعرف حقيقتك بشكل كامل، على الرغم من أن كل ما تعرفه عن نفسك هو انعكاس لصورتك في عيون الناس حولك، وآراءاتهم التي قد تشجعك أو تهينك.
- يمكن السؤال عن من يقنع القط بتعذيب الفأر واللهو به قبل تناوله، أو عن من يجبر الضبع على الاعتداء على فريسته وهي تحتضر.
- أعتذر، لم أُرسل طلبًا للانضمام إلى مجتمعك، أرفض الاختيار والاختبار.
- إن كان إبليس قد أخطأ، فمن يوسوس له؟
- النساء تركيبة، وقد يحتقر من يصرح بأن الشقراوات هن النساء أو يصف الخمريات بأنهن نصف الجميلات.
مقتطفات من موسم صيد الغزلان
تحكي رواية موسم صيد الغزلان عندما يعبر عنها الناشر في ملخص الكتاب كما يلي: في مستقبل بعيد، خلال مرور المذنب في السماء، يستيقظ نديم ليشاهد لمعانا من خلال عدسته. يحلم بامرأة غجرية ذات شعر أحمر تقف في قاع البحر، ترفع رأسها لتنظر نحوه، وبعد ساعات من حلمه، أثناء إلقاء محاضرته على المسرح، يفاجأ بالغجرية جالسة بين الحاضرين. في ذلك اليوم، يتلقى نديم دعوة غير متوقعة، وهي تجربة يتمنى الكثيرون خوضها طالما أنهم لا يعرفون مصيرها النهائي. بعض الحقائق من الأفضل أن تبقى في الظلال.
ومن أهم الأفكار الإلحادية التي استعضها الكاتب أحمد مراد حين قال: (لا يعد ذلك غريبا لأن المثقفين هم من أكثر زائري الدجالين والمشعوذين وقراء الفناجين؛ فهم ببساطة مهزومون من داخلهم، حيث كلما حصلوا على قدر من العلم، أدركوا أنهم لا يزالون مبتدئين في الحياة، وأن العلم بحر لا ينتهي؛ ولذلك يتوقون بشغف للعثور على شخص قد وصل إلى اليقين الكامل، ليقودهم ويخلصهم من الارتباك والشك، وشخص يتحدث عن المستقبل كأنه رسول، واثق بعلمه كإله أزلي، والجاهل المتعجرف هو الوحيد الذي يدعي اليقين الكامل في مجتمعنا؛ لذلك، المثقفون اتبعوا هتلر وموسوليني وستالين في يوم من الأيام، وتبعوهم إلى الهاوية، ورضوا بذلك، وسيستمرون في ذلك ما داموا يسعون خلف المنجمين الدجالين حتى نهاية حياتهم .
كما تناول معتقدات الإنسان القديمة قائلًا: أعتقد القدماء أن صواعق السماء سهام من جعبة زيوس كبير آلهة الأوليمب، يلقيها ترهيبًا وتخويفًا على البشر ليصيب بها من أخطأ، كما اعتقدوا أن الرسل تصعد إلى السماء بحيوان خرافي، يجمع بين الثديات والطيور، نحتت أقدم صوره في المعابد الفارسية، زرادشت يركب فوق ظهره وبرفقته ملاك، يصعد من السماء السابعة حيث كان على موعد مع إله النور، لكي يعلمه الحكمة ويعطيه الشريعة.