تعد رواية رجال في الشمس رواية فلسطينية تهتم بتعبير عن حالة المعاناة التي عاشتها الكثير من الأسر الفلسطينية عندما هاجروا من فلسطين خلال الخمسينيات من القرن الماضي بحثا عن المال والاستقرار، خاصة بعد الوضع الاقتصادي السيء للشعب الفلسطيني بعد نكبة 1948م واحتلال فلسطين من قبل المحتل الصهيوني .
مما دفع العديد من الأسر الفلسطينية كنتيجة طبيعية لحالة الفقر ، و التشرد التي عاشها للاحتلال الصهويني إلى المغامرة ، و اقتحام جحيم الصحراء هرباً إلى الكويت مضحين بأرواحهم من أجل لقمة عيش كريمة إذ تقوم الرواية بعكس ظاهرة الابتزاز ، و التي عادةً ما تظهر بوضوح ، و قوة في بعد الأزمات السياسية أو الحروب .
هذا بالإضافة إلى تناقض الرواية مع بعض العادات المنتقدة أو السلبية في المجتمع الفلسطيني، وربما توجد في بعض المجتمعات العربية الأخرى في نفس الفترة التي تتناولها الرواية، مثل زواج الأبناء من بنات أعمامهم. وتوضح الرواية أيضا كيف أن قسوة الحياة والظروف الصعبة دفعت ببعض الفلسطينيين إلى الكسب غير المشروع .
نبذة عن مؤلف رواية رجال في الشمس
مؤلف رواية رجال في الشمس هو الكاتب الفلسطيني الشهير غسان كنفاني ، و هو أديب فلسطيني الجنسية جاء ميلاده في مدينة عكا بينما تلقى تعليمه في مدينة يافا ، و من ثم أرغمته المأساة الفلسطينية على النزوح من فلسطين إلى لبنان ليعمل في مجال الصحافة ، و له العديد من الإسهامات الأدبية الشهيرة .
بالإضافة إلى مساهمته الفلسطينية، يجدر بالذكر أن جهاز الموساد الإسرائيلي قام باغتياله في عام 1972، ومن بين أبرز روايات غسان كنفاني: أرض البرتقال الحزين، عائد إلى حيفا، موت سرير رقم 12، أم سعد، عالم ليس لنا، عن الرجال والبنادق، رجال في الشمس .
ملخص رواية رجال في الشمس
تتألف رواية رجال في الشمس من سبعة فصول، وهي
الفصل الأول :- – يتناول هذا الفصل من الرواية رجلا عجوز خرج طمعا في تحقيق مستقبل جيد لأبنائه من خلال بناء بيت لهم، ولكن امتد طموحه باتجاه شراء قطعة أرض صغيرة تضمن لهم العيش الكريم، بعد تردد دام لفترة من قبل الرجل العجوز أبو قيس.
نظرًا للظروف الصعبة التي يواجهها، قرر الشخص أن يخوض تجربة الصحراء، خاصة بعد فقدان ابنته (حسنا) بعد شهرين فقط من ولادتها، وتعرضه لمحاولة ابتزاز من قبل صاحب المكتب في البصرة .
الفصل الثاني :- – يصف هذا الفصل قصة شخص يدعى أسعد الذي يسعى لتحقيق حياة مستقرة في دولة الكويت، ولكنه يتعرض لابتزاز من قبل عمه الذي قرضه مبلغا قدره خمسون دينارا على أمل أن يتزوج ابنته في المستقبل. يواجه أسعد غدرا من شخص يدعى أبي العبد في نقطة تسمى الجفور، لكنه يتم إنقاذه بواسطة أجنبي ليصل إلى البصرة .
الفصل الثالث :- – مروان: يحكي هذا الفصل من الرواية قصة مروان الذي يغادر منزله بحثا عن أخيه الذي فقدت أخباره وأمواله من العائلة، حيث تزوج والده من فتاة تدعى شفيقة المعاقة وقد فقدت ساقها بسبب الحرب في عام 1948. وكانت فكرة الزواج منها تستند إلى الطمع من جانب والده.
كانت تمتلك تلك الفتاة بيتًا من الأسمنت، وعدة دكاكين مؤجرة، مما دفع والد مروان للتخلي عن زوجته الأولى وأولاده، وتقوم زوجة والده بدعمه ماليًا للسفر، وفعلًا يودع مروان والده وزوجة أبيه .
الفصل الرابع :- – في هذا الفصل من القصة يجتمع كل من أبو قيس، وأسعد، ومروان مع شخص يدعى أبي الخيزران، والذي كان يعمل في التهريب (تهريب الأشخاص) من البصرة إلى الكويت عن طريق وضعهم في الخزان تحت الشمس وتهريبهم في وقت الظهيرة، وذلك لأن الدوريات الأمنية لا تفتش الشاحنات في ذلك الوقت بسبب شدة الحرارة .
تم تكليف أسعد بمهمة التفاوض في هذا الفصل بدلاً من أبو الخيزران بسبب عدم خبرة أبو قيس وأبو مروان في هذه الصفقة. وتم الاتفاق على دفع قيمة عشرة دنانير لكل فرد إلى أبو الخيزران (المسؤول عن التهريب) مقابل تهريبهم إلى الكويت .
الفصل الخامس :- الطريق :- و في هذا الفصل يصعد الشبان الثلاثة إلى سيارة أبي الخيزران ، و الشمس تصب لهيباً عليهم ، و لكن حركة السيارة تخفف بعض الشيء من قوة الحر بينما تسيطر على مخيلته أبو الخيزران مأساته عندما فقد رجولته ، و لكنه يعزي نفسه بأن ذلك أرحم من الموت ، و يقترب بالفعل من مدينة صفوان العراقية.
وبالتالي، ينفذ الشبان الثلاثة الخطة المتفق عليها بإتقان، حيث ينزلون في البداية داخل الصهريج، في حين يقوم أبو الخيزران بإنهاء معاملة الدخول ومغادرة مركز الحدود على عجل، ليستطيع الشبان الثلاثة الشعور بالراحة والارتياح .
الفصل السادس :- في هذا الفصل من الرواية “الشمس والظل”، يعيد أبو الخيزران الكرة مرة أخرى لتجاوز الحدود الكويتية، فينزل الشبان الثلاثة داخل الصهريج ويقود أبو خيزران السيارة بكل سرعة. هناك يشغل موظفو الجمارك عن طريق الحديث عن مغامراته والراقصة كوكب. ونتيجة لإغلاق باب الصهريج وعدم دخول الهواء بالإضافة إلى حرارة الشمس الشديدة، تصعد أرواح الشبان الثلاثة إلى بارئها.
الفصل السابع :في هذا الفصل، قرر أبو الخيزران إلقاء جثث الشبان الثلاثة بعد تفكير عميق على رأس الطريق حيث تقف سيارات البلدية لإلقاء قمامتها، وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن لأي شخص يمر بالقرب من هذا المكان في الصباح الباكر رؤية جثث الشبان. وقد قام أبو الخيزران بترك جثث الشبان بعد سرقة نقودهم وإخراج ساعة مروان من يده، ومن ثم توجه إلى منزله وهو يصرخ ويتساءل لماذا لم يقم الشبان الثلاثة بتفكيك جدران الخزان .