نبذة عن رواية تسعة عشر
رواية تسعة عشر هي رواية تصف رحلة شخص استيقظ بعد وضعه في القبر، حيث ينتقل بين عوالم مختلفة في البرزخ، والبرزخ هي الفترة التي يعيشها الإنسان بعد الموت وقبل القيامة، وتشبه هذه الرواية رحلة دانتي في الجحيم في رواية الكوميديا الإلهية، حيث يجمع بطل الرواية تسعة عشر ريشة ويقابل العديد من الأنبياء والعلماء والأدباء والمفكرين والفلاسفة، ويستخدم الريش لإيقاظ من يريد من قبورهم.
ملخص رواية تسعة عشر
تختلف رواية تسعة عشر عن باقي روايات الكاتب أيمن العتوم، فهي لا تتحدث عن السجون والمعتقلات، ولا تشبه رواية يسمعون حسيسها بالألم، ولا رواية ذائقة الموت بالمضمون، ولا رواية أنا يوسف بالطهارة.
تحكي هذه الرواية قصة حياة البرزخ، حيث يتم إحياء البطل من قبره لمواجهة المجهول والمصاعب والمخاطر، نتيجة طموح الإنسان الطبيعي للتجديد والرغبة في استكشاف المجهول. عندما يتم إحياء البطل من قبره، يجد نفسه في صحراء يتوه فيها لعقود حتى يأتي الفرج بشكل طائر العنقاء وريشه التسعة عشر. ينتقل البطل من حالة إلى حالة، مخاطرا في كل مرة، يبحث عن الجديد والونيس، فالرتابة والوحدة قاتلتان، ويتأرجح وضع البطل من السعادة إلى الجحيم حتى يصل إلى يوم البعث.
هذا الكتاب ومحتوياته ستجعلك تشعر بالجهل، حيث يحتوي على أسماء تذكر وحكم تروى وأبيات شعرية تنشد وعوالم وشعراء وأدباء وقادة تم ذكرهم في هذا الكتاب، قد تكون معرفتك بهم محدودة وتجهل الكثير منهم، ويقوم البطل بمحاورة الشخصيات التي يلتقيها ويستفزها بأسئلته، لكنه في الوقت نفسه يستفز القارئ ويثير فضوله لمعرفة قصة هذا السؤال، ويترك القارئ في حيرة دون إجابة ولا سبيل لمعرفتها إلا من خلال البحث عنها.
عندما نقرأ هذا الكتاب لن تنسى أبدًا الشخص المدعو بفتى الكلمات، ستتذكر هذا الاسم حتمًا وسيعجبك هذا اللقب، وستشعر بالندم على ضياع هذا العمر الفاني بعيدًا عن تلك الكلمات، وبعيدًا عن القراءة، وبالأخص بعيدًا عن هذا الكتاب،
تميزت كتابات أيمن العتوم بعذوبة الكلمات وبلاغة العبارات، وجمال السرد وجزالة الألفاظ، وحسن التصوير، وذلك على الرغم من تنوع مواضيعها ومحتواها.
مقتطفات من رواية تسعة عشر
يصف الكاتب أيمن العتوم في فقرة غريبة من كتابه العالم الآخر بأسلوب أدبي وبلاغي رائع، حيث يتخيل بابا يفتح على المطلق إلى حياة أخرى أكثر إدهاشا وغموضا وسحرا، ويعتبر هذا الباب هو البرزخ بين حياتين، ويشجع على التفكير في هذا الموضوع وترك التفاهات الدنيوية قبل العبور إلى هذا العالم الآخر.
في هذا الكتاب يضع الكاتب أمامك فقرة مؤثرة تتحدث عن التوبة إلى الله، وتشرح كيفية تحقيقها ومتى يمكن أن تتحقق. في هذه الفقرة يقول: هل التوبة هي الطريق إلى الله؟ لقد سلكت هذا الطريق منذ النفخة الأولى ولم أصل بعد، وهو حزن طويل. لقد اقترفت أخطاء في هذه الدنيا تجاهلتها، وأخشى أن يكون لي موقع في الأشقياء وأنا لا أدري. في الأيام التي كنت ألهو وألعب فيها، سمعت قصة عن زاهد التقى منيبا، فسأله الزاهد: “هل توبت؟” فأجاب المنيب: “نعم”. فسأله الزاهد: “وهل قبلت توبتك؟” فرد المنيب: “لا أعلم”. فقال الزاهد: “اذهب واعلم، فأنا اليوم مثلك، أذهب في هذا الطريق لأعرف، أبحث في البرزخ عمن يقول لي: “قبلت”، ولكنني وجدت الأنبياء يقولون: “لا أعلم ماذا سيفعل بي ولا بكم”. وهم أكثر الناس جدارة بأن يعرفوا إجابة لسؤالي، وإذا كانوا لا يعرفون، فكم أتمنى لو أجد شخصا يعرف ما أبحث عنه! حزنت كثيرا على عدم الحصول على إجابة، فإن حزن الأم التي تفقد أبناءها ينتهي، ولكن حزني لا ينتهي. أعدائي الأكثر عداء هم أنفسنا الموجودة بجانبي، وهي تظل معي أينما ذهبت. فأين يمكنني أن أجد ملاذا؟ وأنا مستمر في رحلتي.
ويتحدث الكاتب في صورة بلاغية يصف فيها بداية الكون قائلًا: في البداية، ولد الظلام، ثم ولد النور، في البداية كان القلم، ثم كان الكتاب، في البداية ولد شيء ثم ولد نقيضه، في البداية كان الله ثم كان كل شيء، من الجميل أن يخلق الله الشر لكي يعرف به الخير، أو لكي يتصارعا وتكون لهذا جولة، وفي هذه الجولة النهائية يقرر الله من سينتصر، ولأن الله خير مطلق، فسينتصر، وتلك هي الحياة نعرف الفرح بالحزن، والنعيم بالألم.
اقتباسات من رواية تسعة عشر
- صارَ لا بُدّ من البحث عن مخرجٍ بأيّ ثمنٍ، الثّمن المُقابل هو أنْ تلتهمني الوحوش؛ هنا ألفُ وحشٍ بألفِ وجه، الزّمن الّذي لا ينتهي وحش، الكتب الّتي لا تنتهي وحش، الأفكار الّتي تتصارع داخل جمجمتي وحش، الوحدة، الفراغ، اللّيل السرمديّ، الحُزن، الذّكريات، القراءة، الوَعي، اللاّنهاية، كلّها وحوش بألف ذراعٍ تلتفّ على عنقي.
- ثم قدمت إلى الشخص الأول، وإذا هو يتحدث عن الأحلام، فعرفت أنه ابن سيرين، فسألته أن يفسر الحلم الذي أراه منذ أن استيقظت من القبر حتى الآن. فكأنني سمعته يقول: يا بني، أنت في الواقع الحقيقي، والحلم هو ما كنت تعيشه في الدنيا المؤقتة. إذا أردت، سأفسر لك حلم الحياة الأولى، أما الموت، فقد أدخلك إلى الحقيقة وأغلق بينك وبين الحلم بابا لا يمكن فتحه مرة أخرى. ألم تسمع قول الحكيم: “الناس نيام، وإذا ماتوا استفاقوا.
- لا يزال الجرح غير الموجود لا يسبب ألما، حيث يجعل النزف المستمر الجروح القديمة أقل ألما.
- يعد البحث عن الحقيقة أصعب من البحث عن الحياة في عالم ينهش فيه الأحياء في كل لحظة.
- سواء قرأت بروحك أو لم تقرأ.
- لن يصل من يطيل الوقوف.
إن حرق كتاب أسوأ بكثير من حرق إنسان. - لا ينفع مع الجهل عذر.
- النسيان أنجح الأدوية للشفاء من الحزن.
- في القلب مساحة واسعة تتسع لكل خطيئة غمستك فيها، في القلب منعرج نحو غفرانها، فاعبر؛ فإن الله يدعو كل جارحة إلى نسيانها.
- كلنا مجانين بصورة أو بأُخرى.
- الهدف هو لمن يثبت نفسه وليس لمن يشتهر، والنجاح لمن يحققه وليس لمن يثيره.
- لا يُجدر بالعاقل أن يحارب نفسه.
-
عندما يُغمر العالم بالظلام والفوضى، لا شيء يُمكن أن يُعيد ترتيب فوضاه مثل هذه الكتب.
- إنها لحظة واحدة فقط في الزمن، لكنها كانت تساوي دهرًا كاملاً في الشعور.