ملحمة البارجة جراف شبي
شبي” هي سفينة حربية أطلق عليها الألمان في عام 1994، وهي واحدة من السفن التي استخدمها الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. تم تسميتها باسم “شبي” تكريما للأدميرال “فون شبي”، قائد الأسطول الألماني في منطقة شرق آسيا الذي توفي في الحرب العالمية الأولى أثناء خدمته. تم تصميم السفينة بدقة فائقة لتكون قادرة على القتال وإلحاق الأضرار بالسفن البريطانية والفرنسية، وقد نجحت في تحقيق ذلك بإسقاط عدد من السفن خلال معركة شرسة ضد ثلاث طرادات إنجليزية. كانت هذه المعركة الأولى والأخيرة التي خاضتها السفينة.
البارجة العملاقة جراف شبي:
وضعت معاهدة فرساي مجموعة من القيود والقوانين الخاصة بإنشاء السفن الحربية، ولكن هذه المعاهدة تم تجاهلها تمامًا عند إنشاء الـ جراف شبي التي بدأ العمل فيها في أكتوبر 1932، وفي يناير 1936 أصحت البارجة جاهزة للانطلاق والعمل بمنتهى الكفاءة حيث انضمت للأسطول الألماني وتم التلاعب في السجلات الألمانية من خلال تسجيل وزن البارجة 10 آلاف طن بينما كانت في الحقيقة تزن 16 ألف طن تسير بسرعة قصوى تصل إلى 28 عقدة أي 52 كم/ س ، كما تم تجهيزها بست مدافع كبيرة الحجم وبرجين كبيرين، وثماني بطاريات ثانوية وأربع محركات ديزل بقوة 54 ألف حصان وستة مدافع للسلاح الجوي، ومنجنيق تم وضعه على سطح السفينة وقاذفين للطوربيدات وأربعة عشر مدفع ما بين 1.5 انش و0.79 انش وكذلك تم وضع رادار عليها وتدريعها بالكامل ضد الطلقات، بلغ عدد طاقم السفينة 30 ضابط و 1040 جندي، حيث تم تصميم الجراف وسط مجموعة من السفن القتالية التي تم تجهيزها خصيصًا بحيث تستطيع اللحاق بأي سفينة أخرى تقوم بمطاردتها.
دوريات عدم التدخل:
هي مجموعة من الدوريات تقوم بها السفن عادةً ولا تدخل في سياق الحرب وهو ما قامت به الـ جراف شبي حيث قامت بخمس دوريات من دوريات عدم التدخل خلال الحرب الأهلية الإسبانية وذلك من عام 1936 إلى عام 1938، كذلك شاركت في حفل تتويج الملك “جورج السادس” ملك إنجلترا في عام 1937، وصلت بعدها إلى المحيط الأطلسي وقد كانت هذه الفترة هي الفترة التمهيدية لعمل البارجة، أو كما يقال الهدوء الذي يسبق العاصفة كما خطط له الألمان ، حيث بدأت الـجراف شبي أولى حملاتها في سبتمبر 1939 حيث استطاعت في شهر واحد إغراق سبعة سف ضخمة بإجمالي حمولة 50089 طن، كانت جميعها سفن شحن تجارية.
معركة نهر الريفير بلايت:
في الثالث عشر من ديسمبر نفس السنة 1939، بدأت المعركة الحربية الأولى في الحرب العالمية الثانية. حيث واجهت معركة شرسة ثلاث بارجات بريطانية في معركة “نهر الريفر بلايت.” وفي هجوم عنيف، تقدمت بشكل كبير وألحقت خسائر بالثلاث طرادات في آن واحد بعد قتال مستمر لأيام. وتمكنت إحدى الطرادات من إصابتها في الموقع الرئيسي للتسليح بها في محاولة منها لتكبيد الخصم خسائر. وعلى الرغم من تعرضها لضربات قاتلة من مدافع الجراف شبي، نجحت إحدى الطرادات في اختراق تدريع خزان الوقود، مما أدى إلى نفاد الوقود وتبقت كمية بسيطة تكفي لستة عشر ساعة من الإبحار. وهذا وضع الجراف في مأزق كبير، مما دفع قبطان الجراف “لانجسدروف” للاتجاه نحو ميناء محايد وهو ميناء “مونتيفيديو
وما هي إلا دقائق حتى عادت الـ جراف شبي للقتال مرة أخرى محاولة إلحاق أكبر الخسائر بالطرادات وقد استطاعت فعلا إلحاق أضرار كارثية بإحداهم وهي “الاكستر” بينما ظلت الطرادتان ” إياكس” و”أخيل” تحاولان الدفاع عنها بإلقاء القذائف على الـجراف شبي مما جعلها تشن هجومًا ضاريًا عليهم وتدمير جزء كبير من الطرادة إياكس التي حاولت تتبع الجراف شبي بعد ذلك ولكنها مع طلقات النيران عادت وقد حاولت الطراداتان إرسال الرسائل للاستغاثة وطلب التعزيزات من السفن البريطانية للحاق بهم في نهر الريفير بلايت وأبلغوا عن تمكنهم من رصد الطرادة جراف شبي، وأخيرًا استطاعت الوصول إلى ميناء مونتيفيدو في الأوروجواي لتبدأ بعدها مرحلة صراع سياسي وتنتهي مرحلة القتال حيث تعد هذه المعركة الأولى والأخيرة لهذه الطرادة العملاقة، التي تم إحراقها وإغراقها، بعد ذلك.