مكونات الشخصية والسلوك الإنساني
مكونات الشخصية الإنسانية
تنوعت أساليب التعامل للمختصين النفسيين، العلماء في مجال علم النفس، في رؤيتهم لعناصر الشخصية. ومن بين ما قدمه فرويد، حيث ترجع دراسته إلى العناصر الثلاثة الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على شخصية البشر، يتضح أنه قد ابتكر ثلاث مستويات من الوعي تتوافق مع الأجزاء الثلاثة المختلفة للعقل: الوعي الواعي، والوعي اللاواعي، والوعي الباطن.
ووفقا لما ذكره فرويد، يحتوي العقل الواعي البشري على العمليات العقلية الحالية التي تساهم بشكل كبير في الوعي الحالي، والمستوى الجديد من الإدراك العقلي هو العقل السابق للوعي والذي، وفقا لفرويد، يجمع كل شيء يدركه العقل، ولكن الإنسان لا يوليه الاهتمام الحقيقي أو التركيز
يعتقد بعض الناس أن الإنسان يمكنه إماأن يلاحظ الأشياء ويترك عقله الواعي يتعامل معها، أو أن الجزء الثالث من عقل الإنسان هو العقل الباطن الذي يتجاوز بعض أفكار الناس المستوى الواعي
من خلال تقسيمات فرويد لمستويات الإدراك، تم تطوير حالة توضح شخصيات البشر، وتشمل الهوية والأنا والأنا العليا، وهذه الشخصيات تحدد نتائج تفكيرنا وشعورنا وسلوكنا
تعتمد وظائف الهوية بشكل أساسي على مبدأ المتعة، حيث يسعى عقولنا إلى تحقيق المتعة وتجنب أي شكل من أشكال الألم، وأشار فرويد إلى أن الهوية تتكون من غريزتين رئيسيتين وهما إيروس وتاناتوس
يعرف الأول أيضا باسم غريزة البقاء التي تدفعنا للبحث عن الأنشطة الممتعة، في حين أن الثانية هي غريزة الموت التي تدفعنا للسعي إلى التدمير. إن الأنا هي المكون الجديد لشخصيات الناس، فهي قلب وعيهم
وهي السمة من خلال أي من الوظائف المهيمنة التي تتمثل مثلا في الانطوائية أو الانقلاب تجاه الآخر، يقوم على مبدأ الواقع الذي ينص على أن العقل يعترف بما هو حقيقي وما هو موجود حاليًا، يفهم أيضًا أن هناك ردود فعل مقابلة لسلوكيات البشر، والأنا العليا هي العنصر الأخير في الشخصيات حيث يتم احتواء القيم والأخلاق.
يعتبر التنظيم الديناميكي داخل الفرد أو الخصائص المميزة التي يمتلكها الفرد والتي تجعله فريدا، هي مكونات الشخصية، وتؤكد كلا التعريفين السابقين على فرادة الفرد، وبالتالي فإنه من المستحيل مقارنة شخص بالآخرين في بعض الأوقات بسبب التنوع الكبير بينهم واختلافهم
من جهة أخرى، يؤكد الرأي الأولي قابلية المقارنة بين الأفراد، حيث يرى أن السمات لها نفس المعنى النفسي لدى الجميع.
يجب أن نأخذ في الاعتبار تأثير الطبيعة وتفاعلها، وأن لبعض العلوم علاقة بذلك، مثل علم الأحياء وعلم الوراثة وغيرها، بالإضافة إلى البيئة والتنشئة، وذلك فيما يتعلق بتنمية الشخصية.
ما هو السلوك الإنساني
يشير المصطلح `السلوك البشري` إلى مجموعة السلوكيات التي يظهرها البشر، والتي تتأثر بالثقافة والمواقف والعواطف والقيم والأخلاق والسلطة والألفة، والإقناع والإكراه. يندرج سلوك الأفراد ضمن نطاق متنوع يتضمن سلوكيات شائعة وأخرى غير عادية، وبعضها مقبول وبعضها خارج الحدود المقبولة.
أما في علم الاجتماع، يعتبر السلوك بشكل عام على أنه ليس له معنى، ولا يتم توجيهه إلى أشخاص آخرين، وبالتالي فهو العمل البشري الأساسي، حيث لا ينبغي الخلط بين السلوك بهذا المعنى العام والسلوك الاجتماعي، وهو إجراء أكثر تقدمًا، لأن السلوك الاجتماعي هو سلوك موجه بشكل خاص إلى أشخاص آخرين.
يتم تقييم مدى قبول السلوك في ضوء العادات والتقاليد الاجتماعية، ويتم التحكم فيه من خلال وسائل مختلفة للرقابة الاجتماعية، حيث يتم دراسة سلوك البشر من قبل التخصصات الأكاديمية للطب النفسي وعلم النفس والعمل الاجتماعي وعلم الاجتماع والاقتصاد والأنثروبولوجيا.
يتم اختبار سلوك الإنسان طوال حياته، ويشمل طريقة تصرفه بناء على عوامل مختلفة مثل الوراثة والتقاليد الاجتماعية والإيمان الأساسي والموقف
يتأثر سلوك الأفراد ببعض الصفات التي يتمتعون بها، وتختلف هذه الصفات من شخص لآخر، ويمكن أن تؤدي إلى سلوك أو أفعال مختلفة من كل فرد. كما تؤثر العادات والتقاليد الاجتماعية على السلوك، ويتوقع أن يتبع الناس قواعد معينة في المجتمع التي تحدد الطريقة التي يتصرفويتصرفون بها في المجتمع
توجد بعض السلوكيات التي قد تكون مقبولة أو غير مقبولة في المجتمعات والثقافات المختلفة، ويمكن فهم جوهر الإيمان من خلال دين أو فلسفة الفرد، حيث تشكل هذه العقيدة الطريقة التي يفكر بها الشخص والتي يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات بشرية مختلفة
أهمية دراسة الشخصية في علم النفس
من المهم معرفة أن دراسة نظريات الشخصية توفر فرصة للمهتمين بمعرفة الخصوبة والثراء العلمي في علم النفس، حيث يقوم المتخصصون الراديكاليون بأسلوبهم العلمي في البحث عن الإنسان وغير ذلك من المتخصصين الأقرب إلى الكتّاب، وبالتالي فإنها تقدم ما يلي:
- تمكّن دراسة الشخصية من الإجابة على العديد من الأسئلة التي يتساءل عنها الدارسون أو المهتمون، مثل أسباب تفاوت الفردية بين البشر وعلاقة الجسد بالعقل ومدى حتمية السلوك في جنس الإنسان.
- تتشكل الشخصية الإنسانية من مجموعة من الصفات والخصائص التي تتعلق بالوضع الاجتماعي للفرد وتقديره ومدى أهميته، ويتحدد الموقع الذي يشغله الفرد في حياته وطبيعة العلاقات بينه وبين الآخرين.
- تجد الحداثة التي يهتم بها الناس في دراسة الشخصية، تجعل الدراسة نفسها ممتعة للمهتمين بالبحث عن ما غاب عنهم أو ما يسمى بالمجهول، كما أنها تهتم بالمستقبل بشكل عام والإنسان بشكل خاص.
- كذلك يمكن أن تقدم الإجابة على بعض من الأسئلة التي يطرحها العلماء في هذا المجال مثل كيف يمكن أن يتصرف الإنسان وكيف له أن يتفكر، لماذا عليه أن يهدأ أو أن يغضب، كيف يمكن له أن يهدأ ولماذا هذا الشخص قد يكون شجاع أو قد يكون جبان أو ربما يكون فارس كما يقال في الشعر العربي الفصيح أنه لا يجد له الغبار، وقد يكون في موضع أخر مرة خاضع ومتواضع، لماذا قد يوجد شخص سلوكه عدواني وآخر سلوكه مسالم، هل السبب في كل ذلك مرجعه وراثي أم لأسباب بيئية أو أن كلا منهما السبب.
علم نفس الشخصية وأنواعها
يعتبر كل إنسان أو فرد فريدا مكونا من أربعة أنماط شخصية مختلفة، وتختلف هذه الأنماط مع مرور الزمن وتم تسميتها وتصنيفها بأسماء مختلفة. ومن أجل تسهيل فهمها للناس، أطلق عليها أسماء كـ”المخرج”، “المتخصص الاجتماعي”، “المفكر”، و”الداعم”، وهي تعد اختصارا لهذه الأنماط. وعلى الرغم من ذلك، يمكن الإشارة إلى أن هذه الأنماط الشخصية تعرف أيضا بأحرف A و B و C و D على التوالي، ومن خلال تعلم كيفية تحديد الأشخاص بناء على نمط شخصيتهم، يمكن تعزيز الفهم للعلاقات الشخصية وبناء الفرق بشكل أفضل، وخاصة بالنسبة لأصحاب العمل الذين يسعون لتحسين توظيف الموظفين والاحتفاظ بهم