كما نعلم جميعًا أن تركيا كانت حاضرة الخلافة العثمانية لمدة حوالي 600 عام بالطبع شهد ذلك وجود عدد هائل من المخطوطات العربية و المخطوطات باللغة العثمانية القديمة تعد تلك المخطوطات ثورة قومية وحدها بها التاريخ الديواني العثماني و بعضها يحتوي على الرسائل بين الحاكم و الولاة و بعض المخطوطات تحتوي على القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة ، بالطبع البعض من محبي المخطوطات و مشاهدة الخطوط العربية القديمة يتوافدون لتركيا من أجل الاستمتاع بمشاهدة ذلك ، لذلك نجد إن مكتبة الشعب للمخطوطات الأثرية المسماه مليت تقوم بتلك الدور.
هي من أجمل المكتبات الوثائقية تم إنشاءها من قبل شيخ الإسلام السيد فيض الله أفندي عام 1112 هجرية أعوام 1700-1701 ميلادية أي في بداية القرن الثامن عشر لحفظ التراث الثقافي العثماني، مع بداية القرن العشرين حدث تخريب كبير بالمكتبة مما أدى إلى هدمها و تحويلها إلى حديقة و لكن تتدخل كبار المشايخ و محبي الشيخ لتشيد المكتبة مرة أخرى وقف الهدم من قبل مصطفي خيري أفندي بإعمار المكنية ثانية منذ عام 1916 ميلادية عام 1334 هجرية .
تتألف المكتبة من 2189 مخطوطة قيمة وهبها الشيخ لاطلاع العام أيضا بها حوالي 16 ألف كتاب أو يزيد و تم تحويلها بعد ذلك إلى مكتبة عامة للجميع منذ عام 1924 يوجد مكتبات رشيد أفندي، جارالله أفندي، حكيم أوغلو علي باشا، برتاو باشا بالإضافة إلى مكتبة فيض الله أفندي، تم جمع كتب هذه المكتبات في المكتبة الشعبية “ملّيت” و تم تحويلها لتكون اكبر مكتبة عامة لوثائق و المخطوطات في تركيا تم في عام 1962تم نقل الكتب العائدة من الوقف السليماني إلى المكتبة و في عام 1981 أخذت شكلها المتواجد عليه الآن في منطقة لاللي و أطلقوا عليها المكتبة الشعبية و تدار المكتبة اليوم طبقًا لوزارة الأوقاف التركية و ارتبطت مكتبات مثل مراد ملا وعادل سلطان ويوسف باشا وحكيم أوغلو علي باشا الشعبية بالإضافة إلى مكتبات أبو بكر باشا ياوز سليم وزمبيلي على أفندي للأطفال بتلك المكتبة و تم نقل جميع المخطوطات و الكتب التراثية من مكتبة السليمانية إليها عام 2000 ليتم التوسع بشكل أوسع و تقدم المكتبة خدمتها لباحثين و المهتمين بدراسة التاريخ العثماني .
تحولت الكتب الحديثة إلى ملكية وزارة الثقافة والسياحة، وتم إنشاء مكتبة بحثية مختصة لدراسة التاريخ الإسلامي بأكمله والتاريخ العثماني بشكل خاص. تقدم مكتبة الشعب للمخطوطات الأثرية خدماتها تحت هذا الاسم، والدخول مجاني ومواعيد الزيارة يومية، باستثناء أيام العطلة، من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الخامسة مساء. توفر المكتبة أيضا خدمات المكتبات الحديثة مثل التصوير واستخراج الوثائق بواسطة الماسح الضوئي، ولكن ليست جميع الوثائق متاحة، إذ يتم توفير صور لعدد من الوثائق فقط للباحثين للحفاظ على التراث العثماني والمخطوطات في المكتبة ..
لعل المكتبة فرصة جميلة للباحثين والمهتمين بالتاريخ و محبي الوثائق و العلماء ، نجد إن المخطوطات تنقسم لثلاث أقسام قسم خاص بالسلاطين و قسم خاص بالوزراء و قسم ديني خاص بالعلماء فتجد المخطوطات الدينية و المخطوطات السياسية و ليس فيض أفندي فقط هو من اهتم بجمع المخطوطات مثل أسعد أفندي، وعاشر أفندي، وولي الدّين أفندي، وعاطف أفندي و ظهرت طائفة من النساء قامت بجمع المخطوطات مكتبة طرخان ، وصالحة خاتون، وأسماء خان، وجلنوش، وبرتونيال، وكثير من المكتبات التي تسمى “والدة باشا” و تم جمعها تحت اسم مكتبة والدة السلطان ، لذلك المكتبة ليست الأولى من نوعها في الدولة العثمانية بل كانت سلسلة ضمن عدد من المكتبات الأخرى اكتسب جميعها نفس الشعبية من جانب محبي المخطوطات و الوثائق ..