مقدمة وخاتمة عن الجنة ونعيمها .. ” مؤثرة “
مقدمة عن الجنة ونعيمها
تعتبر المقدمة التي تتحدث عن الجنة ونعيمها بمثابة دراسة دينية، حيث يعتبر الهدف الأساسي لجميع المؤمنين في هذه الحياة هو السعي للحصول على رضا الله ورحمته، وذلك للدخول إلى الجنة التي تعد بالنعيم الكبير، وتعد الجنة بيت الخلود بعد انتهاء حياة الدنيا، وعلى العكس من ذلك، فإن النار هي المصير الذي ينتظر الذين ارتكبوا الذنوب والكفر بالله العزيز الجبار، وهي عقاب العصاة الذين تركوا عبادة الله سبحانه وتعالى.
وقد وصف الله سبحانه وتعالى الجنة في كتابه العزيز وقال (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) كما وصف أصحاب النار في قوله تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)
يشير ذلك إلى أن الجنة هي مكان النعيم لجميع المؤمنين الذين أقاموا حدود الله كما أمر الله سبحانه وتعالى، ولذلك فهي تسمى دار النعيم، وذلك لأنها تحتوي على أشخاص خاليين من الذنوب، حيث يكون باطنهم مثل ظاهرهم، ولم يوسوس إليهم الشيطان لارتكاب الآثام، ولقد أعد الله عز وجل جنة تجري بهاالأنهار لتكون مأوى للمؤمنين الذين يستحقونها.
وصف الجنة في القرآن والسنة
وصفت الجنة في القرآن الكريم من قبل الله سبحانه وتعالى في عدة آيات، ووصفت أيضا داخل الأحاديث النبوية الشريفة، حيث وصفت بأن الملائكة ستكون على أبواب الجنة لاستقبال المؤمنين ودعوتهم للدخول وللمباركة لهم لما سيحظون به من النعيم داخل الجنة والعيش في سرور. ويدخل المؤمن الجنة بعد أن يزول عنه كل ما هو سيئ من صفاته، مثل الحسد والحقد والنفاق. ووصفت الجنة بأن سقفها هو عرش الرحمن، وأن الشجر فيها مصنوع من الذهب والفضة، وأن ثمار تلك الأشجار ضخمة جدا ولا تنتهي أبدا.
ومن أكثر درجات رضا الله على عباده هو رؤية وجه الله سبحانه وتعالى، ووصف الله الجنة في كتابه العزيز وقال (سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وقال الله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا) كما ذكر وصف الجنة في الحديث الشريف بأنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأن الله سبحانه وتعالى قال (أعْدَدْتُ لِعِبادِيَ الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ، ذُخْرًا، بَلْهَ ما أطْلَعَكُمُ اللَّهُ عليه)
اهل الجنة
أهل الجنة هم المؤمنون الذين قاموا بعبادة الله عز وجل حق عبادة وأقاموا حدود الله من أقوال وأفعال، مثل أداء الصلاة وأذكارها والدعاء بكثرة وصلاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتلاوة القرآن الكريم. إنهم قد أطاعوا أمر الله عز وجل ولم يرتكبوا ذنوبا أو معاصى تبعدهم عن ربهم. من بين أوائل المشرفين بدخول الجنة هم الصحابة الذين ساعدوا في نشر الإسلام. لا يمكن لأي إنسان أن يتنبأ أو يحكم على من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار، فذلك بيد الله وحده، سبحانه وتعالى.
لا يمكن لأي شخص دخول الجنة إلا بطاعة الله عز وجل، وهذا يحدث بعد انتهاء رحلة الحياة الدنيا وموت الإنسان، حيث يخرج من جسده الروح، ثم تأتي الملائكة لتشمر عن عطر الجنة أمامه، فترتفع الروح إلى السماء، ويوضع الجسد في القبر، ثم يعود الملائكة بالروح إلى الجسد وتسأل الملائكة الشخص المؤمن عن ربه ودينه ورسول الله، فإذا أجاب المؤمن بالصواب، فإن هذا يعني أنه سيدخل الجنة، وإذا خاف المؤمن وتردد في الإجابة، فسوف يطمئنه الملائكة، ويبقى باب الجنة مفتوحا حتى يدعو المؤمن ربه قائلا: يارب أقم الساعة حتى ينعم بمكان في الجنة.
صفات الجنة
توجد العديد من صفات الجنة وهي ما يلي:
- بيوت الجنة
يوجد داخل الجنة بيوت وقصور ذات درجة كبيرة من الجمال وهي تختلف اختلاف كامل بين بيوت وقصور الأرض وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (الخَيْمَةُ دُرَّةٌ، مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا في السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا، في كُلِّ زَاوِيَةٍ منها لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لا يَرَاهُمُ الآخَرُونَ) وتكون القصور التي توجد داخل الجنة للمؤمن الذي قام بعبادة الله حق عبادة مثل القيام بنشر السلام او إطعام الفقير وقراءة القرآن الكريم.
- طعام الجنة وشرابها
الطعام في الدنيا يحتوي على طعام صحي جيد وطعام سيء ضار، ويحتوي على أنواع مختلفة من الطعام الذي يشتهيه البعض والذي لا يشتهيه البعض الآخر. ولكن طعام وشراب الجنة يختلف تماما عن طعام الدنيا. قال الله تعالى: `مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات`. وقال الله تعالى: `وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون`
- لباس الجنة
سكان الجنة يرتدون ملابسا فاخرة ويتزينون بأجمل الزينات والمجوهرات المصنوعة من الذهب والفضة واللؤلؤ. وقد قال الله سبحانه وتعالى: `عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة`، حيث أن ملابس سكان الجنة لا تتلف أبدا. وأيضا، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم إن ملابس سكان الجنة تنتج من أشجار عمرها مائة عام، وتستمى هذه الأشجار بشجرة الطوب.
- نساء الجنة
وصفت نساء الجنة في القرآن الكريم بأنهن رائعات الجمال، ولديهن أعين جميلة وجاذبة، وأنهن جميلات وحسنات وطاهرات. وقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان)، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة نظرت إلى الأرض، لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)
خاتمة عن الجنة ونعيمها
كل ما يعبد الله حق عبادته ينال الجنة، وتعتبر أفضل درجة يحصل عليها المؤمن، وذلك لأن الجنة تعتبر نهاية للأحزان ونهاية للتعب والشقاء الذي شعر بهم في الدنيا. كما أنها تعتبر نهاية للفقر والمرض وبداية لحياة سعيدة وصحة مديدة. وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟` فيقول: `لا، والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط`. وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أول زمرة تدخل الجنة من أمتي، على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك منازل`. وقال الله سبحانه وتعالى: `في جنة عالية، لا تسمع فيها لاغية، فيها عين جارية، فيها سرر مرفوعة، وأكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة`