مقدمة بحث ديني عن الزكاة
الزكاة تعني الزيادة والنمو، وأطلق عليها لفظ الزكاة نظرا لأن الهدف منها هو زيادة المال وتنميته. إن إنفاق المال في سبيل الله يطهره ولا يقتصر على زيادته وتطويره فحسب، بل يؤدي أيضا إلى زيادة الأجر. يذكر في القرآن الكريم قوله تعالى: `خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها`. وتعتبر الزكاة في الشرع واجبا مفروضا على أموال الأفراد الأغنياء، ويتم توزيعها لفئة معينة في أوقات محددة.
شروط الزكاة في الإسلام
لكي يتم قبول الزكاة، يجب الالتزام بالعديد من الشروط
لا يمكن قبول الزكاة من الكافر، يجب أن يكون المتلقي مسلمًا.
تُقدم الزكاة على الأفراد الحرة فقط، ولا تُقبل من العبيد
يجب أن تكون الزكاة من المال الذي يمتلكه صاحبه ويكون مستقرًا عنده.
يجب أن تكون الزكاة من المال الزائد أو المتزايد، مثل الأنعام التي تتوالد أو الزروع التي تستمر في الإنتاج لفترة طويلة، أو في حالة وجود نقود زائدة تتزايد. والدليل على ذلك هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم “ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة”، وهذا ما رواه البخاري.
يجب أن تكون الزكاة وأموالها مخصصة للأغراض الخيرية والتي لا تشمل الحاجيات الأساسية مثل الطعام والشراب والملابس والسكن، بالإضافة إلى دعم الأسرة والأطفال وكل ما يلزم الفرد.
ـ شرطًا أساسيًا في الزكاة هو توافر قول الحول ومعناه أن يمر على امتلاك الشخص للأشياء التي يوجب عليها الزكاة عام هجري واحد، والدليل على ذلك قول الرسول صلّ الله عليه وسلم ” لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول “، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بإسناد حسن”، فتخرج الزكاة على كل شيء ماعدا الزروع والثمار لقوله تعالى ” وآتوا حقه يوم حصاده”.
وقت إخراج الزكاة
عندما يبدأ الكتابة عن الزكاة في البحث الديني، يهتم القارئ في البداية بإخراج الزكاة في أول وقت يتم فيه إتمام الحول، ومع ذلك، يمكن أن يتم تأجيل الزكاة لفترة قصيرة بعد هذا الوقت، وإذا تم تأجيلها إلى شهر رمضان بعد إتمام الحول في آخر شهر شعبان، فقد يكون ذلك جائزا، ولكن من الأفضل إخراجها في أقرب وقت ممكن، لأن الصحيح والواجب هو إخراجها في وقت إتمام الحول، ولكن إذا واجه المسلم الذي يريد إخراجها ظروفا تمنعه من ذلك، مثل الوفاة، فقد يخشى أن يتخلف الورثة عن إخراجها.
فضل الزكاة
للزكاة فضل كبير، مع العديد من الآثار الدينية والفوائد الاجتماعية الكبرى، حيث أنها تبين أهداف الإسلام وقواعده في بناء قواعد البر والتعاون، نظرًا لأن الزكاة كانت من أهم الوصايا التي أوصى بها النبي محمد صلّ الله عليه وسلم، فأوصى أصحابه بتبليغ الإسلام للناس، وجاء ذلك حينما أوصى الرسول معاذ بن جبل رضي الله عنه حين أرسله إلى اليمن قائلًا
” إنَّكَ تأتي قومًا أهْلَ كتابٍ فادعُهُم إلى: يشهد الإله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا ذلك، فأخبرهم بأن الله افترض عليهم أداء خمس صلوات في اليوم والليلة، وإذا أطاعوا لذلك، فأخبرهم بأن الله افترض عليهم إخراج صدقة من أموالهم، تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء. وإذا أطاعوا لذلك، فلا تتوكل على كرامتهم واتق دعوة المظلوم، فإن بينها وبين الله ليس حجاب.
ومن فضائل الزكاة على المسلمين :
تساعد الزكاة على تطهير المال والنفس من الغل والكبر والبطر للأغنياء، وفقًا للنص المذكور.
يتم إعفاء الفقراء من دفع الزكاة، وذلك لتجنب الحقد على الأغنياء الذين لديهم الكثير من الأموال والودائع التي يحرمون منها.
تم تعزيز معاني الأخوة بين المسلمين جميعًا، حيث قال الله تعالى: `فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ`.
يعد حفظ المال من الآفات الضارة، فهو يمنع الفقر، ومن حافظ على الأمانة حفظ ماله من السرقة، وكل ما يستخدمه الإنسان بشكل خاطئ يؤدي به إلى الهلاك.