ادبكتب

مقتطفات من كتاب غازي القصيبي حياة في الادارة

الإدارة هي فن ومهارة، وتعززها الدراسة والقراءة. فالإدارة تمثل الجهاز العصبي للمؤسسات، وتعد الوسيلة الأساسية لنجاح المؤسسات. فالإدارة هي القاعدة التي تعتمد عليها الأنشطة المختلفة داخل المؤسسة، وقد أدى إصلاح الإدارة إلى تحسين وازدهار المؤسسة .

إذا فسدت المؤسسة، فإنها توجهت نحو الفشل والانحدار، وأحد أسباب الفشل في الإدارة هي الفكرة القاصرة التي يتبناها البعض، حيث يتم تضييق مفهوم الإدارة إلى الإشراف فقط، على الرغم من أن الإدارة تتضمن مجموعة من المفاهيم التي تمثل المهام الأساسية للإدارة، مثل التخطيط والتدريب ووضع الأهداف والقيادة والقدرة على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب، ومن بين الكتب الهامة والمفيدة للقارئ العربي هو كتاب “حياة في الإدارة” للكاتب غازي القصيبي.

من هو غازي القصيبي؟

غازي عبد الرحمن القصيبي هو شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي. قضى السنوات الأولى من حياته في الإحساء بالمملكة، ثم انتقل إلى المنامة في البحرين حيث حصل على التعليم الجامعي في القاهرة وحصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق جامعة القاهرة.

حصل القصيبي على درجة الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا، وكانت أطروحته حول العلاقات الدولية. ولم تكن هذه الدراسة هي خياره الأول، إذ كان يرغب في الحصول على درجة الماجستير في القانون الدولي، وتم قبوله في بعض الجامعات، ولكن اضطر للانتقال للإقامة بالقرب من أخيه الذي مرض، ولم يكن بإمكانه الدراسة إلا في مجال العلاقات الدولية، واستكمل بعدها درجة الدكتوراه في نفس التخصص ولكن من جامعة لندن.

تولى القصيبي عددًا من المناصب والمهام كان منها:

أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض في الفترة من عام 1965 إلى 1385هـ.

مستشار قانوني في مكاتب الاستشارات بوزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة.

عميد كلية التجارة في جامعة الملك سعود عام 1971 – 1391هـ.

رئيس المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 – 1393 هـ.

وزير الصناعة والكهرباء في الفترة من 1976 إلى 1396 هـ.

وزير الصحة 1982 – 1402هـ.

كان السفير السعودي لدى البحرين في الفترة 1984-1404 هـ، وكذلك السفير السعودي لدى بريطانيا في الفترة 1992-1412 هـ.

وزير المياه والكهرباء 2003 – 1423هـ.

وزير العمل 2005 – 1425 هـ.

غازي القصيبي هو صاحب فكرة إنشاء جمعية للأطفال المعاقين في المملكة، وتبرع براتبه لمدة 30 عامًا للجمعيات المختصة بالأطفال المعاقين.

كان الشاعر غازي القصيبي من الشعراء صاحبي الاسم اللامع، وقال عنه الأديب عبد الله بن محمد الطائي “أخطأت اسم غازي القصيبي وأشعر أن قلبي يقول: ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين”، وأطلق عليه عندما أصدر ديوانه “أشعار من جزائر اللؤلؤ الدم الجديد”، وكان فعلا دما جديدا سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعدا، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه.

 كتاب حياة في الإدارة

يمكننا اختصار هذا الكتاب في كلمتين دروس من رحم التجارب حيث يمثل الكتاب سيرة ذاتية لغازي القصيبي، حيث قدم الدكتور القصيبي النصح والإرشاد من خلال تجاربه في أروقة الدبلوماسية والوزارات والهيئات التي عمل بها على مدار حياته، وتميز الكتاب بطريقة العرض الأدبية وهو الأسلوب الطبيعي للدكتور القصيبي فهو بالأساس أديب وشاعر، وقد اعتمد عرض الكتاب في أغلبه على طريقة السرد والسيرة الذاتية،  وكان الكتاب من الكتب التي لاقت نجاحًا كبيرًا حتى أنه تم تحويله إلى كتاب مسموع.

اقتباسات من كتاب غازي القصيبي حياة في الإدارة

تعلمت من تلك التجربة الكبيرة درسًا ينبغي على كل إداري ناشئ أن يضعه نصب عينيه طوال الوقت، وهو عدم التعامل مع أي موقف دون أن يتوفر لديه الصلاحيات الضرورية للتعامل معه.

– هناك ثلاث صفات يجب توفرها في القائد الإداري الناجح. الصفة الأولى هي القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة من الناحية العقلية. الصفة الثانية هي القدرة النفسية على اتخاذ القرارات الصحيحة، وإذا كانت الحكمة هي جوهر الصفة الأولى، فإن الشجاعة تمثل روح الصفة الثانية. الصفة الثالثة المطلوبة هي مزيج من الصفة العقلية والصفة النفسية، وهي القدرة على تنفيذ القرارات الصحيحة.

إذا كان الإنسان يعرف نقاط ضعفه، فلديه فرصة حقيقية لتحويلها إلى نقاط قوة.

– خلال انقطاعات الكهرباء الكبيرة في الرياض، ذهبت إلى مقر الشركة وشاركت موظفي السنترال في استقبال الشكاوى الهاتفية في ليلة ما. اتصل مواطن غاضب وصاح قائلا: قل لوزيركم الشاعر أنه إذا ترك شعره واهتم بعمله، لما انقطعت الكهرباء في الرياض بأكملها. رددت ببساطة: شكرا، وصلت الرسالة. قال: ماذا تعني؟ قلت: أنا الوزير. قال: أقسم بالله. قلت: والله. ثم حدثت لحظة صمت في الجانب الآخر قبل أن يستأنف الحديث.

إذا كنت تريد النجاح، فالثمن الوحيد هو سنوات طويلة من الفكر والعرق والدموع.

قلت لهم إني سأقود سيارة إسعاف بنفسي وسأتجه إلى المدخل، وإذا قرروا البقاء تحت العجلات، فهذا أمرهم الخاص. ذهبت فعلا إلى سيارة الإسعاف وقادتها باتجاه المدخل. عندما كنت على بعد ثلاثة أو أربعة أمتار من المجموعة، بدأ أفرادها يقفزون ويهرولون، ولم يتبق أحد أمام المدخل. قادت السيارة ببطء شديد وكنت أنوي التوقف قبل أن أصل إليهم إذا لم يتحركوا، ولكنهم صدقوا التهديد. “هنا نصيحة للإداري الناشئ، لا تستخدم سياسة الحافة الهاوية إلا في الحالات القصوى، ولا تتردد في استخدامها إذا تطلبت الضرورة القصوى، واحذر أن تنزلق من الحافة إلى الهاوية

يعتبر أي نجاح يتحقق على حساب فشل الآخرين في الواقع هزيمة ترتدي ثوب النصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى