ادبروايات

مقتطفات من رواية ورددت الجبال الصدى

قصة رواية ورددت الجبال الصدى

تبدأ قصة الرواية مع عبد الله و أخته باري في أفغانستان وتنتهي بعد مضي أكثر من خمسين عامًا مرورًا بقصصِ من ربطتهم دروب الحياة المتشابكة في أثينا وفرنسا وباكستان وأفعانستان بحبكة ممتعة و أسلوب واقعي مذهل، وترتبط الرواية مع العديد من السمات التي تتقاطع مع روايتيه السابقتين: العلاقة بين الآباء والأبناء، والأسلوب الذي يؤثر فيه الماضي على الحاضر، وتشترك معهما بالميل في رسم خريطة منطقة في منتصف الطريق بين عالم الخرافة الزاخر بالجرأة وعالم الواقع الضبابي الغامض.

يبدأ الكاتب قصته بترويج قصة خرافية يرويها الأب الصبور لأبنائه عن مخلوق خرافي يجول قرى أفغانستان ليأخذ الأطفال من عائلاتهم، والويل لكل من يعترضه لأنه سيفقد جميع أطفاله بدلا من طفل واحد يتم تقديمه طواعية، وأي قرار أصعب بالنسبة لأي أب أن يقدم طفله طواعية، وأي خيار أصعب من أن يختار أحد أبنائه لتقديمه كتضحية من أجل أن يتمكن من الاحتفال ببقية الأطفال، فكأنك تبتر إصبعا لتنقذ بقية اليد كما وصفها الكاتب.
تتبع القافلة القصة حيث نكتشف أنها مقدمة لنا كقراء لفهم القصة وتحدي الخيارات الصعبة، بينما للأب كانت القصة مقدمة لأطفاله لفهم ما هو على وشك الحدوث وصعوبة القرار والاختيار، وكيف أن ما يفعله هو لصالح الإصبع المبتور ولصالح باقي اليد.

هذا الفعل سنسمع صداه عبر 9 قصص متفرعة ومتصلة من القصة الرئيسية، حيث يعيش طفلان ويجمعهما حب أخوي وأبوي نسبيا، ثم يختطفون بشكل مفاجئ للصالح العام، ويعيش الأكبر ويعاني طوال حياته، وتؤثر هذه الحادثة بشكل قوي على حياته واختياراته حتى بعد أن يكبر ويصبح كهلا، وبسبب صغر سن الأخرى نشأت لدينا قدرة النسيان، فبالرغم من شعوره بالفراغ طوال حياته، إلا أن آثار الحادثة المنسية كانت خفيفة عليها، وتظهر دائما من اللاوعي مما يتيح لها أن تعيش حياة مختلفة.

وتتردد أصداء هذه القصة بقصصٍ أخرى فرعية بين الخال نبي الذي هو السبب في الحادثة، والأب بالتبني وحدتي، والأم بالتبني نيلا وحدتي، وماركوس الطبيب التابع لهيئات الإغاثة في أفغانستان، والأخ الثالث قليل الذكر وابنه، وابنة الأخ الأكبر، والأخت الصغرى الإصبع المبتور وحكايا أخرى في نفس الزمان.

في النهاية، التقى عبدالله بأخته باري، التي باعها أبيها عندما كانت عمرها ٣ سنوات، وعلى الرغم من أنهم تفرقوا لفترة طويلة، إلا أنهم لم ينسوا أبدا أغنية الطفولة والملامح التي تشاركوها سويا. كانت باري تشعر طوال حياتها أن هناك شيئا مفقودا لا تعرفه، وعندما التقوا، شعرت باري بأن العالم صغير جدا وأن السر الذي اختبأ سيكشف في يوم من الأيام، وسيعرف أن هناك عالما كاملا يفصل بين شادباغ وفرنسا فقط بشعور ولمسة.

اقتباسات ومقتطفات من رواية ورددت الجبال الصدى

  • يعد نشر أعمالك على لوحة إعلانات أمرًا خاطئًا، حيث إن هذه الأمور يتم التعامل معها بصمت وكرامة، فالإحسان لا يعني توقيع الشيكات للناس
  • لم يفهم أبدًا سبب شعوره بالاضطراب، إنه شعور يشبه الاستيقاظ من حلم حزين دون تذكر أي شيء سوى نهايته الحزينة.
  • تعلّمت من الزمن أن يحافظ الإنسان على قدر من التواضع والإحسان عندما يحكم على مشاعر قلب شخص آخر.
  • لا يمكن لعبد الله أن يتخيل أن أباه كان طفلًا يتأرجح يومًا، لم يستطع يومًا تخيّله كطفلٍ صغيرٍ مثله، صبي معفي من الهموم، صبي سعيد، يركض بلا هدى بين الحقول المفتوحة مع رفاقه، هذا الأب ذو الكفّين المشققتين والوجه المحفور بالخطوط العميقة من التعب، الأب الذي يبدو أنه قد ولد والمجرفة بيده، وأنه ولد والطين محشي تحت أظافره.
  • قضيت وقتًا طويلًا في الحياة يا سيد ماركوس، لأتعلم أن الحكمة تتطلب من الإنسان التواضع والنية الحسنة عندما يحكم على تصرفات الآخرين من الناحية الإنسانية.
  • كان لدي سرير ومنضدة وكرسي، ومساحة كافية لفتح سجادةالصلاة خمس مرات في اليوم، وكان هذا يكفيني في ذلك الوقت ولا يزال يكفيني حتى الآن.
  • كان عبدالله متعجبًا من الحياة الحالية التي توفر الماء بسهولة من خلال فتح صنبور، بينما كان يقضي ساعات كل أسبوع في سحب دلاء الماء من بئر شاد باغ العمومي.
  • قد لا تدرك وجود هدف وتعيش من أجله إلا بعد انتهائه، وقد يكون هذا الهدف غير مخطط له من قبلك.
  • في عالم الآباء، لا ينتهي الكدح ولا شيء مجاني، وحتى الحب يتطلب الدفع مقابل كل شيء.
  • في طفولتي، كنت أتذكر أن شجار والدي لا يتوقف إلا بعد فوز أحدهما على الآخر.
  • علمت أن العالم لا يراك، فأنت الساكن داخل قميص اللحم والعظم، ولا يهتم بك مقدار ذرة بآمالك وأحلامك، ولا بحزنك الذي ينبض في داخلك، والأمر بسيط بقدر ما هو عبثي وقاسٍ لدرجة وحشية.
  • لا يوجد شيء يمكن أن يماثل الحياة بكلمات أخرى، فالإنسان يعيش حياته وهو يسأل الأسئلة دون أن يجد إجابات، حتى لو كانت هذه الإجابات فوضوية أو معقدة.
  • لم أتصوّر يومًا أن يكون اختيار الإنسان أن يكون والدًا عملًا تهوريًا وغير عقلانيًّا، ويتم بكامل وعيه وإرادته.
  • سألها جوليان عمّا وجدته في الرِّياضيات، فقالتْ: وجدت الرياضيات مريحة، حيث قالت: أعتقد أنني كنت سأقول إنها تثير الرهبة بدلا من الراحة، إلا أنني أجد الراحة في ثبات الحقائق الرياضية وثباتها، وفي عدم الحاجة إلى الكثير من الكلام والغموض، وفي معرفة أن الإجابات قد تكون خادعة ووهمية، ولكنها ممكنة، فجميع الإجابات موجودة هناك، فقط بانتظار حلها على السبور بواسطة رسومات طباشير.

ملخص رواية ورددت الجبال الصدى

تبدأ الرواية بالفترة من عام 1952 إلى عام 2012، ولكل فصل راوٍ مختلف وزمان ومكان مختلفين أيضًا. ومع ذلك، استطاع الكاتب من خلال موهبته الأدبية العملاقة ربط كل هذه الاختلافات معًا بخيط رفيع وموقع محدد، وهو مسقط رأسه في أفغانستان.

تنطلق أحداث الرواية من قصة الأخوين عبدالله وباري الورقتين، الذين طُردا بعيدًا عن بعضهما البعض منذ صغرهما بفعل الرياح، لكنهما لا يزالان مرتبطين ببعضهما في العمق، في جذور الشجرة التي طُردا منها بفعل الرياح.

رواية الوجود التام، والغياب المقيم، ومشاعر الألم مجهول المصدر كشعور المريض الذي يشعر بوجود الألم لكنه لا يستطيع أن يشرح للطبيب طبيعة الألم ولا حتى مكانه، تجد هنا في الرواية أشواق طفولتهم وحبس أنفاسهم بانتظار سماع الصدى الذي كان سيرتد إليهم ذات يوم حتى وإن كان بعد ثمانية وخمسون سنة، ذلك التصدع منذ الأمد البعيد يلتئم الآن من جديد، معه شعور ارتطام لطيف في صدريهما وخفقات قلبيهما، ينبض من جديد ويستعيد حيويته.

في هذه الرواية يأخذك الكاتب برحلةٍ شيقة حقًا في مدن متفرقة من أفغانستان، وفرنسا، واليونان والولايات المتحدة الأميركية، وبهذه الأماكن المتعددة التي يربطنا حسيني بها عن طريق خيط رفيع يتمحور حول شخصيتي الرواية المركزية عبدالله وباري استطاع فيها الكاتب إرسال عدة رسالات ورسم خطوط عريضة لدوافع، ودروس إنسانية كبيرة من خلال سبر أغوار النفس البشرية من خلال شخصياته، وأسماع العالم لصوت المقهورين من أبناء جلدته الواقعين تحت نير غيلان الفقر والحرب، وذلك عن طريق روايته أسطورة تتعلق بالغيلان والجني المارد الذي يتنقل في القرى الأفغانية طالبا حصته من الأطفال، وفيها إشارة كبيرة من الحسيني لغيلان الفقر والفساد وغيلان الحروب الذين استولوا حتى على أراضي الفقراء وبنوا عليها قصورهم، ويحكي والدهما هذه القصه ليلة قرر فيها التخلي عن ابنته باري إلى عائلة غنية في كابل ليس لها أولاد، حتى يضمن لهم عيش كريمة، فاشترطوا عليه عدم رؤيتها مطلقًا، لتعيش البنت في كنف هذه العائلة الغنية ويتمكن النسيان من باري الطفلة الصغيرة على العكس مع الأخ الكبير عبد الله الذي كان عصيًا على النسيان إلى أن تمكن الزهايمر من عبد الله ليجمعهم القدر مرة أخرى بعد ستين عامًا تقريبًا فلا عبدالله يتذكر أخته العزيزة والذي أطلق اسمها على ابنتها الوحيدة ولا باري تتذكر صندوق الريش الذي كان قد حفظه لها وكان بمثابة أعز ما تملكه باري.

نبذة عن كاتب رواية ورددت الجبال الصدى

خالد حسيني (Khaled Hosseini)‏ هو كاتب الرواية وهو طبيب أفغاني أمريكي ولد في الرابع من مارس 1965 في كابول بأفغانستان، كانت روايته الأولى عداء الطائرة الورقية والتي تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعًا لمدة 4 أسابيع، أما روايته الثانية ألف شمس ساطعة التي تصدرت قائمة صحيفة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا لمدة 21 أسبوع و49 أسبوع لأفضل غلاف فني، ووصلت مبيعات كلتا الروايتين إلى 38 مليون نسخة على الصعيد الدولي.

انتقل خالد الحسيني من أفغانستان إلى لندن، وتخرج من مدرسة الاستقلال الثانوية في سان خوسيه كاليفورنيا، وحصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء، ثم التحق بجامعة الطب وحصل على دكتوراه في الطب، مارس مهنة الطب لأكثر من عشر سنوات لكن اختلف الأمر بعد إصداره رواية عداء الطائرة الورقية، فهو يعمل حاليًا مبعوث النوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى