ادبروايات

مقتطفات من ” رواية فوضى الحواس ” واقتباساتها

ملخص رواية فوضى الحواس

فوضى الحواس” هي رواية من تأليف لاحلام مستغانمي، وهي الجزء الثاني من ثلاثية نشرت في عام 1997. تعد الكاتبة واحدة من أشهر الروائيات في الوطن العربي منذ فترة طويلة، وتعد من أكثر الشخصيات المؤثرة في الثقافة العربية. وتبدأ الرواية بفلسفة فوضوية غريبة للشخصية الرئيسية، وتتأرجح الأحداث بين النوم والواقع، وتصل الكاتبة إلى المسرح من خلال التداخل بين النص المكتوب والواقع الذي يعيشه الشخصيات. والبطل هو نفسه الذي ينتظره القارئ في الجزء الأول، وهو يعتقد أنه هو الشخص الرئيسي في الرواية. وتتحدث الرواية عن النضال الجزائري وتراث مدينة قسنطينة في الجزائر. وقد وصلت مبيعات كتب لاحلام مستغانمي في هذه الرواية إلى أكثر من مليونين وثلاثمئة ألف نسخة.

وعنوان رواية “فوضى الحواس” يعكس بطريقة شيقة الكثير عن المحتوى والمضمون، لأنها مزيج من المشاعر المتناقضة والمترددة بين الكراهية والحب والحزن والفرح والتسامح والرغبة في الانتقام ، فيشعر القارئ كما لو أن هناك صراعًا حسيًا يجعل من الصعب تحديد الجوانب الطيبة والخيّرة في الرواية، وتمييزه عن الجانب المقابل الآخر، ولا تتوقف الرواية عند هذا الحدّ، فهي تتطرق إلى الجانب السياسي بتسلسل لا يشعر معه القارئ بالحياد أو الملل، وفيما يلي تلخيص الراوية:

  • تدور القصة حول اللقاء الصدفي للكاتبة البطلة مع أحد معارفها القدامى الذي يدعى “صاحب المعطف” في الرواية، وحاولت أحلام مستغانمي أن تستوحي إلهامها من هذه الشخصية.
  • تكتشف الكاتبة أن هناك تشابهًا كبيرًا بين الأحداث التي تكتبها في الرواية والواقع الذي تعيشه في اللقاء الثاني لصاحب المعطف، وتجد الكاتبة أيضًا تشابهًا بين هذه الأحداث والأحداث التي تعرض في السينما.
  • تلتقي الكاتبة بشخص آخر في السينما، فتشعر بالفضول والإعجاب تجاهه، وتبحث في صفحات روايتها في مكان وجوده، وتنتقل بعدها إلى مقهى مجاور.
  • تشعر الكاتبة بعلاقة حسية غريبة مع ذلك الشخص، وتتطور الأمور حتى تدعوها إلى منزله. توافق بعد تردد لأنها امرأة متزوجة، وعندما تعود إلى المنزل، تتفاجأ بدعوة زوجها للذهاب سويًا في رحلة خارج المدينة.
  • في يوم من الأيام، ذهبت الكاتبة لشراء صحيفة خلال إجازتها، ودون سابق إنذار، وجدت رجل المقهى أمامها، وبدأوا بتبادل أرقام الهواتف والحديث، ثم طلب منها الحضور إلى منزله مرة أخرى، وهي وافقت على ذلك.
  • أثناء جولتها في منزل الرجل، اكتشفت الكاتبة أنه يعرفها منذ فترة طويلة وأن لديه العديد من كتبها ورواياتها في مكتبته، مما يعني أن لقائهما لم يكن مجرد مصادفة كما توقعت. وعندما واجهته بذلك، اعترف الرجل بأنه كان بطلًا في الحرب وخدم في الجيش، وأنه يعمل حاليًا في مجال الصحافة.
  • تنتهي الرواية عندما تدرك الكاتبة الحقيقة الصعبة وتشعر بأنها وقعت في الفخ عند نشر روايتها التي انتهت من كتابتها.

فوضى الحواس هي استمرار في عمق لغة الشعر في الرواية، حيث تدور الرواية حول كتابة الذات بشكل درامي، حيث تكتب البطلة “ذاكرة الجسد” رواية وتعيش قصة حب خيالية مع البطل الروائي الذي تكتبه لتسعينيات القرن الماضي، تناقش الكاتبة الأحداث التي مرت بها الجزائر في تلك الفترة، مع التركيز على مشاكلها السرية مع زوجها الذي كان يعمل في الجيش، ولم تنس شقيقها ذو التوجه الإسلامي، وكانت الجزائر تعيش في فترة صعبة بين الإسلاميين والعسكريين، وتتبع الرواية هذا الأسلوب في الكتابة على خطين متوازيين كما فعلت في الجزء الأول، ثم تأخذ منحى مختلفا وتصبح خيالية. وقد تصدرت الرواية قائمة الكتب الأكثر مبيعا في الوطن العربي منذ عام 1993، وحظيت بإشادة النقاد. قال الشاعر الكبير نزار قباني عن الرواية أنه تمنى لو كتبها، وفازت بجائزة نجيب محفوظ عام 1997، بالإضافة إلى جوائز أخرى.

مقتطفات من “رواية فوضى الحواس”

من بين أهم أقوال الكاتبة أحلام مستغانمي في الرواية ما يلي

  • الجنون.. بدايته حلم.
  • من الأفضل أن تحبي رجلا في حياته امرأة، بدلا من أن تحبي رجلا في حياته قضية، فقد تنجحين في امتلاك الأول، ولكن الثاني لن يكون لك، لأنه لا يمتلك نفسه.
  • إن الموسيقى تجعلنا تعساء بشكل أفضل.
  • إن عظمة النار في كونها تحرق، وتحترق.
  • تعتبر الكلمات الجميلة سريعة التلف، ولذلك لا يمكن نطقها بأي شكل يتفق عليه.
  • أحبيني بدون أي أسئلة.. فالحب ليس له إجابات منطقية.
  • الأشياء تأخذ قيمتها من انتظارنا لها.

خصائص رواية فوضى الحواس

تُعَد الرواية واحدة من أشهر الأعمال الأدبية العربية وأكثرها مبيعًا في الوطن العربي، وقد أثارت جدلاً كبيراً بين المؤيدين والمعارضين، وتم تحليلها من الناحية الأدبية على النحو التالي:

تسمى الطريقة التي استخدمها المؤلف في رواية فوضى الحواس الهدم البناء، حيث يستكشف عمق النفس البشرية ويحاول تسليط الضوء عليها. تناولت الرواية العديد من السلوكيات المتعلقة بالعادات والتقاليد، خاصة في الوطن العربي. واعتبر الكثيرون أن هذا النوع من الأدب غير مقبول في الأوساط العربية. لعبت الكاتبة بعقل القارئ العربي في أماكن بعيدة وخيالية، حيث يتم تجاهل تلك الأماكن ولا يسمح للخيال بالوصول إليها. تميزت الرواية بمستوى جديد من الجرأة، حيث يشعر القارئ بالارتباك إذا تحدثت الكاتبة عن تجربتها الشخصية أو قصة مستوحاة من خياله.

وقال العديد من نقاد الرواية وقرائها إن الرواية أعطت دعوة للأدب العربي من خلال استخدام هياكل وأجواء خيالية يمكن التعرف عليها، وتجمع بين الخيال والروايات السياسية والتاريخية، وتعقيدات ومداخل ومخارج وغيرها. كما فكروا الكثيرون في أساليب تعليمية حديثة مختلفة عن السابق، واعتمدوا على نتائج إيجابية بعد الرواية، بعيدا عن دفن رؤوسهم في التراب والاعتماد على ثقافة العيب والرعب والخيانة والخداع وغيرها من الصور الانهزامية.

لمحات عن حياة أحلام مستغانمي

ولدت أحلام مستغانمي في العاصمة التونسية `تونس`، في 13 أبريل 1953، وذلك أثناء تواجد والدها في المنفى في ذلك الوقت، حيث كانت القوات الفرنسية تبحث عنه لاعتقاله في إطار جهودها لاستعادة استقلال الجزائر. ثم عادت أحلام إلى الجزائر في عام 1962 بعد استعادة استقلالها، وتعتبر أعمال أحلام مستغانمي التالية من أهم إنجازاتها:

  • رواية الأسود يليق بك.
  • رواية نسان.
  • كتاب ذاكرة الجسد.
  • كتاب فوضى الحواس.
  • كتاب عابر سرير.
  • كتاب قلوبهم معنا وقنابلهم علينا.
  • كتاب على مرفأ الأيام.
  • كتاب عليك الهفة.
  • كتاب الكتابة في لحظة عري تام.
  • كتاب أكاذيب سمكة.

أدب الجزائر

يشير مصطلح الأدب الجزائري إلى جميع أشكال الأدب التي تمت كتابتها من قبل كتاب جزائريين على مر العصور. يتشابه الأدب الجزائري مع الأدب العالمي الآخر في تعامله مع أشكال متنوعة من الأدب. استوعب الأدب الجزائري جوانب مختلفة من حياة الجزائريين، بدءا من الفترة الاستعمارية الفرنسية وصولا إلى فترة الاشتراكية والإرهاب. يعتمد اختيار الأشكال الأدبية التي يستخدمها الكتاب على خلفيتهم الثقافية والسياسية، مثل الرواية والقصة القصيرة والمسرح والمقال والشعر والبلاغة والملحمة. بالإضافة إلى اللغة العربية، يتم كتابة الأدب الجزائري باللغتين الفرنسية والأمازيغية. يعتبر ألبير كامو، الكاتب الفرنسي الجزائري الحائز على جائزة نوبل، واحدا من أشهر الكتاب الذين كتبوا باللغة الفرنسية. لذلك، قدمت الجزائر العديد من الكتاب العالميين، بما في ذلك ألبير كامو واسيني الأعرج ومالك حداد وطاهر وطار وآسيا جبار وأحلام مستغانمي، المؤلفة لرواية `فوضى الحواس` التي تم تسليط الضوء عليها في هذا المقال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى