ملخص رواية عداء الطائرة الورقية
تبدأ أحداث الرواية في الستينيات حيث كان أمير بطل روايتنا طفلًا مدللًا لأب من أهم أغنياء كابول وأم متوفية كانت أستاذة جامعية في الأدب والشعر، يحيا أمير في منزله مع أبوه الذي لا يجد منه الحنان والعطف المعنوي ويظن أنه يعاقبه على موت أمه أثناء إنجابه، وفي المنزل أيضًا خادمهم الوفي علي وابنه حسان الذي يصغره بعامٍ واحد، يعيش أمير طوال طفولته صراعًا داخليًا بين إذا ما كان حسان صديقه أم خادمه، بشكل ما يخون أمير حسان ويفترقا.
خلال تلك الأحداث الشخصية، لم تستقر أفغانستان، فقد سقطت الملكية وأعلنت الجمهورية، وبعدها دخل الاتحاد السوفيتي وتحولت أفغانستان إلى بلد حرب. هذا اضطر أبو أمير للهروب إلى أمريكا دون أن يتمكن من أخذ ثروته معه. أمضى ما استطاع الفرار به في رحلته، وعاش حياة الفقر في أمريكا بعد أن كان واحدا من أهم أثرياء كابول. لجأ إلى العمل في محطة وقود وبيع الخردة في سوق الخردة كل سبت. يوجد أولئك الذين يعتقدون أن الكاتب تطول في الجزء المتعلق بحياة أمير ووالده في أمريكا.
ومع ذلك، فإن الهدف من هذا الجزء هو إظهار حياة الأفغان الذين هربوا من الحرب في بلادهم المنفى، وليس تركيزا فقط على أفغانستان قبل وبعد الحرب. وإذا لم يكن الهدف كذلك، فكان من الممكن أن يتم الكتابة عن حياة الأشخاص الذين بقوا في أفغانستان ولم يهربوا منها، مثل القصة التي تتحدث عن أمير عاد إلى أفغانستان لإنقاذ ابن حسان بعد معرفته بأن الطالبان قتلوا والديه وأنه تم تركه في أحد ملاجئ الأيتام السيئة في أفغانستان، والتي هي الأسوأ فيها. ويشعر بالحزن عندما يرى الدمار الذي حل بمدينته كابول ومنزله.
أصبح المنزل الذي كان درة في كابول مأوى للأشباح ، حيث تحطمت نوافذه وجدرانه وانتشر الخراب في ركنها. حديقته التي كانت تشع بأشكال وألوان الزهور والنباتات أصبحت جرداء بلا حياة. التقى أحد المتسولين في حيه القديم وتبادل معه حوارا صادقا كشف فيه عن هويته ، ليكتشف أن هذا المتسول كان أستاذا جامعيا في جامعة كابول وكان زميلا لأمه في الستينيات. ثم وصل إلى ابن حسان بعد العناء وتمكن من إنقاذه وإخراجه من أفغانستان بعد أن كاد يفقد حياته في سبيل ذلك.
وتنتهي الرواية بتبني أمير لـسوهراب ابن حسان ليحيا معه في أمريكا، ويطيرون معا الطائرات الورقية كما كان يفعل مع أبوه في طفولتهما، وبالإضافة إلى أن الرواية تسهم في التعرف على أفغانستان، التي تبقى غامضة بالنسبة لمعظم الناس في العالم الذين لا يعرفون عنها إلا الحرب وحركة طالبان، فإنها تحمل أيضا العديد من المشاعر الإنسانية العميقة والتجارب الحياتية النبيلة. تتناول الرواية الصداقة في الطفولة وعلاقات الأب والابن، والشعور بالفقدان والحنين، والندم والألم، والثقة والخيانة، وتسلط الضوء أيضا على المشاعر العاطفية مثل الحب. أعتقد أنه لا يوجد رواية أخرى تحتوي على هذا الكم الهائل من المشاعر الإنسانية.
في الرواية، يركز الكاتب على نقد حكم طالبان في الجزء الذي يعود فيه بطل الرواية إلى أفغانستان، وبالطبع لكل كاتب حق مشروع في ذلك، ولكن القصة تتحول إلى سرد مروع عن أفعال أعضاء طالبان، ولكن لا يوجد تحليل أو مناقشة من مختلف الزوايا، بل ما يفعله طالبان هو شر بلا حدود حتى إنهم قد يقتلونك إذا رفعت عينيك في وجههم، وبالإضافة إلى ذلك، لا يوجد أحد ينصر طالبان: لا شيعة ولا سنة ولا متدينين ولا متعصبين ولا متسولين، فالجميع يلعنهم ويتمنى اندحارهم.
تبدأ الرواية بمشهد مروع للرجم، حيث يظهر شخص يدعى ستايل يرتدي النظارات الشمسية وينحدر ليقوم بالرجم، وسط هتافات حادة من الجماهير التي لا تحب أحدا منهم الطالبان. في هذا المشهد، يبرز الكاتب الجميع بصورة إنسانية، فعلى سبيل المثال، يكشف الكاتب أن السفير الأمريكي الرتيب يعاني من حزن عميق، وأحد المحتلين السوفييت ينقذ أفغانية من الاغتصاب على يد زميله، حتى من تسبب في محاولة الاغتصاب، وتبرر تصرفاته بأنه كان مخدرا وغير واع. أما الطالبان، فكان لهم وجود بارز على طول السرد، حيث يمكن انتقادهم بحرية ولكنهم يعرضون بشكل فني عميق.
في ذلك الجزء أيضًا تناسلت الصدف غير المنطقية، بصورة تجعلك تبحث عن أقرب مسدس لتختصر هذا العذاب، ثم هناك التحدي اﻷرعن الذي يخاطر فيه عاصف بالتنازل عن كل شي في مواجهة ليس مضطرًا لها أساسًا، وفي النهاية تتركك الرواية في النهاية ولديك فضول كبير للتعرف أكثر على أفغانستان وتاريخها وأسباب وصولها إلى تلك الحالة المذرية، ولا بد لك من قراءات أخرى عنها، ليس فقط روايات وإنما أيضًا قراءة في التاريخ، فربما لو لم ننتبه لحالنا لوصلنا يومًا إلى نفس الحال.
مقتطفات واقتباسات من رواية عداء الطائرة الورقية
- عندما كنت صغيرًا جدًا، تسلقت شجرة وأكلت تفاحًا خضراء حامضة، فانتفخت معدتي وأصبحت قاسية كالطبل، وألمتني كثيرًا، فقالت أمي إنني لو انتظرت حتى ينضج التفاح ما كنتُ مرضت، وهذا ما يحدث الآن، فكلما رغبت في شيء بشدة، أحاول تذكر ما قالته أمي عن تلك التفاحات.
- السرقة هي الخطيئة الوحيدة التي لا يمكن مغفرتها، وهي الخطيئة الأكبر بين كل الخطايا، لأنه عندما تقتل رجلاً، فأنت تسرق حياته، وتسرق حق زوجته في الزوج، وتسرق أباً من أولاده، وعندما تكذب، فأنت تسرق حق شخص في الحقيقة، وعندما تغش، فأنت تسرق حق العدالة، لا يوجد شرٌ كالسرقة.
- قالت: كنت خائفة جدًا، وقلت: لِمَ؟ فأجابت: لأنَّني أشعر بسعادةٍ غامرةٍ يا د. رسول، والسعادة بهذا الحجم مخيفة. فسألتها: لِمَذَا؟ فأجابت: لأنهم لن يتركوك سعيدًا بهذا الحجم إلا إذا كانوا ينوون أخذ شيءٍ منك، فقلت لها: اسكتي الآن، يكفي من السخافة.
- أريد أن أمزق نفسي من هذا المكان ومن هذا الواقع، أريد أن أرتفع كغيمة وأطوف بعيدًا، أن أذوب في هذه الليلة الصيفية الرطبة وأتحلل في مكان بعيد فوق التلال، لكني هنا، رجلاي خرسانتان من الحجر، رئتاي خاليتان من الهواء، وحنجرتي تحترق، لن يكون هناك هروب إلى البعيد، لن يكون هناك واقع آخر الليلة.
- قد يكون الوقت جشعًا جدًا أحيانًا في سرقة كل التفاصيل من الأشياء.
نبذة عن كاتب رواية عداء الطائرة الورقية
خالد حسيني (Khaled Hosseini) هو كاتب وطبيب أفغاني أمريكي ولد في الرابع من مارس 1965 في كابول بأفغانستان، كانت روايته الأولى عداء الطائرة الورقية والتي تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعًا لمدة 4 أسابيع، أما روايته الثانية ألف شمس ساطعة التي تصدرت قائمة صحيفة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا لمدة 21 أسبوع و49 أسبوع لأفضل غلاف فني، ووصلت مبيعات كلتا الروايتين إلى 38 مليون نسخة على الصعيد الدولي.
انتقل خالد الحسيني من أفغانستان إلى لندن، وتخرج من مدرسة الاستقلال الثانوية في سان خوسيه كاليفورنيا، وحصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء، ثم التحق بجامعة الطب وحصل على دكتوراه في الطب، مارس مهنة الطب لأكثر من عشر سنوات لكن اختلف الأمر بعد إصداره رواية عداء الطائرة الورقية، فهو يعمل حاليًا مبعوث النوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
فيلم عداء الطائرة الورقية
عداء الطائرة الورقية (The Kite Runner) هو فيلم درامي أمريكي صدر عام 2007، أي بعد عام من صدور الرواية، الفيلم من إخراج مارك فورستر، وقصة الفيلم مأخوذ من رواية المؤلف خالد الحسيني.