تعد رواية الحاج مراد للكاتب الروسي ليو تولستوي واحدة من آخر أعماله الهامة، وتحكي قصة حقيقية عن رجل يضطر للتحالف مع أعدائه للانتقام. ويشير تولستوي في هذه الرواية إلى الصراع الحتمي بين الشرق والغرب .
نبذة عن الكاتب ليو تولستوي :
ولد ليو تولستوي عام 1828م ، و هو أحد كبار الأدباء الروس ، ولد في موسكو ، و هو من أسرة ثرية ملكية ، و قد اهتم بالشرق و شعوبه و تاريخه ، و لذلك درس اللغات الشرقية في جامعة جازان ، و بعد ذلك درس القانون و سرعان ما اتجه إلى قضايا المجتمعات و بدأ في الدفاع عنها ، و قدم العديد من الكتب و الروايات التي يعالج فيها هذه القضايا ، و من أهمها رواية الحرب و السلم ، و رواية البعث ، و رواية آنا كارنينا ، و رواية الحاج مراد .
نبذة عن رواية الحاج مراد :
تم نشر رواية الحاج مراد لأول مرة عام 1910م ، و كان ذلك بعد وفاة ليو تولستوي ، و من بين الحروب العنصرية في العالم ، و الاضطهادات العرقية ؛ قام تولستوي بإخراج تحفته الأدبية ” الحاج مراد” ، و قد اعتمد الكاتب على اسلوب الكتابة الواقعية ، و تبدأ الرواية بظهور الشخصية الأساسية فيها و هو الحاج مراد ، فبعد أن جمع باقة كبيرة من الأزهار وبينما هو متوجه إلى بيته ؛ رأى زهرة في غاية الجمال من النوع الذي يطلقون عليه اسم ” التتري ” ، فكر أن يقطف زهرة تلك النبتة و يحتفظ بها ، و على الرغم من حدة تلك الزهرة إلا انه اصر على انتزعها ، و بعدها وقف يتأمل تلك الزهرة و قدرتها على الدفاع عن نفسها ، و تمسكها بالحياة .
الحاج مراد هو قائد ونائب الزعيم الشيشاني “شامل” الذي أمر بإلقاء القبض على الحاج مراد حي أو ميت بسبب خصومة بينهما لم يبين الكاتب في الرواية أسبابها ، و استمر الزعيم الشيشاني يبحث عنه في كل مكان ، حتى أنه أمر بتوزيع نساءه على القرى سبايا وبقتل ابنه أو بفقء عينيه إن لم يسلّم الحاج مراد نفسه طوعًا له ، و بالتالي اضطر الحاج مراد أن يتحالف مع الروس ضد هذا الزعيم لتخليص أسرته من الأسر ، و لكن الروس يماطلون في تحرير أسرته ؛ مما يدفعه للهرب و القيام بذلك بنفسه .
مقتطفات من رواية الحاج مراد :
كان واضحًا أن عجلة العربة قد مرت على النبتة مرارًا، ثم وقفت مائلة بعد ذلك، لكنها بقيت منتصبة على الرغم من ذلك، كأنها فقدت جزءًا من جسمها وأحشائها ويدها وعينها، ولكنها لم تستسلم للإنسان الذي يبيد إخوته من حوله.
– ” قلت في نفسي : إنها قدرة عظيمة! فقد انتصر الإنسان على الكثير، ودمر ملايين النباتات، فيما تظل هذه النبتة قوية وصامدة دون الاستسلام.
في هذه الجملة الشعرية، يعبر الشاعر عن تقبله للموت وقدره، ويتحدث عن الرصاصة التي ستكون مسببًا لموته، ويذكر أنه كان يدوس الأرض بحصانه، ويشير إلى أنه سيتحول جسده إلى التراب وروحه إلى السماء.