مقترحات جديدة لتعديل نظام الجنسية بالمملكة
خلال السنوات الأخيرة، شهدت المملكة طلبات متزايدة لمنح جنسية المملكة للأطفال المولودين فيها، وخاصة أبناء المواطنات المتزوجات من أجانب، لأن هذا يعتبر حقًا من حقوق المواطنة الخاصة بهم .
يتعلق قرار مجلس الشورى بشأن منح الجنسية
بعد عدة مقترحات قدمت وبعد عدد من الجلسات قرر مجلس الشورى يوم الثلاثاء الماضي الموافق السادس من فبراير الجاري لعام 2018، الموافقة على دراسة التعديلات على نظام الجنسية بالمملكة، فيما يتعلق بمنحها لأبناء المواطنات المتزوجات من أجانب، ويتضمن المقترح منح الجنسية للأبناء فقط وليس للزوج، وقد تم تقديم مقترحين، الأول مقدم من العضوة لطيفة الشعلان، والعضوة هيا المنيع والعضو عطا السبيتي، أما المقترح الثاني فهو مقدم من ثريا عبيد ووفاء طيبة .
الأسباب التي دفعت المجلس للموافقة على تعديل نظام الجنسية لأبناء السعوديات
أكد الدكتور عبد الله الحربي أن وزارة الداخلية شكلت فريقًا لدراسة تعديل نظام الجنسية في المملكة، وأن الأسباب التي قدمت كانت مقنعة، ومن بين هذه الأسباب:
1- إن إقامة الابن على كفالة الأم كابن مواطنة يكون مرتبط بوجود الأم على قيد الحياة، وبموت الأم يسقط حق الابن في الإقامة، وتبدأ رحلة معاناته في البحث عن كفيل، وإذا لم يجد كفيل يتم معاملته معاملة الوافد ويتم ترحيله إلى بلد والده، وبالتالي يتم الحكم على الابن بالاغتراب عن بلده التي ولد ونشأ وتربى فيها .
2- إن تأشيرة الخروج والعودة تكون عبء مادي على الأسرة، وتكون بمثابة قيد للابن لا يستطيع أن يتحرك من دونها، وفي حالة ما إذا كان الابن يدرس خارج المملكة فإن التأشيرة تجبره على العودة إلى المملكة قبل انتهاء تاريخ التأشيرة، الأمر الذي يضطره لترك كل التزاماته الدراسية، وهذا الأمر ينطبق أيضا على تجديد الإقامة .
تؤدي تربية الأطفال في المملكة إلى شعورهم بالولاء والانتماء لبلدهم، لأنهم يتم معاملتهم في نظام التعليم على قدم المساواة مع المواطنين، ولكن بعد التخرج يتم معاملتهم كالعمالة الوافدة .
يعتبر نظام التجنيس لأبناء المواطنين نظامًا مفعلاً ومعترف به في معظم دول العالم، بما في ذلك الدول العربية التي تواجه زيادة كبيرة في عدد السكان ولا تتمتع بالاقتصاد المزدهر مثل المملكة .
أكد الدكتور فيصل آل فاضل أن التجنيس حق من حقوق الإنسان، ويساعد على مكافحة التمييز والعنصرية .
أوضحت الدكتورة إقبال درندري أن معظم المعارضين لنظام تجنيس أبناء المواطنات، يرفضون ذلك بسبب خوفهم من أن هؤلاء المجنسين سيتقاسمون مصيرهم وعملهم، مما قد يزيد من مشكلة البطالة، وهذا الخوف غير مبرر .
شروط منح الجنسية لأبناء المواطنات
يتضمن الاقتراح الحاجة إلى منح الجنسية تلقائيًا لأولاد الأم السعودية والأب الأجنبي الذين يولدون في المملكة أو خارجها، وذلك بناءً على خمسة شروط
1- أن يبلغ الابن سن الرشد .
الخيار الثاني: التخلي رسميًا عن جنسية الأب .
يجب أن يكون لدى المرشح سلوك حسن وألا يكون قد صدرت بحقه أي حكم في قضايا جنائية أو جرائم أخلاقية لمدة تزيد عن 6 أشهر .
4- أن يجيد التحدث باللغة العربية .
5- يجب أن يكون قد أقام في المملكة لمدة لا تقل عن 10 سنوات متتالية عند بلوغه سن الرشد، ما لم يتعين عليه السفر بسبب ظروف الدراسة أو عمل والديه، ويجب أن يقدم الوثائق الرسمية لتثبت ذلك .
أهداف المقترح
تهدف الموافقة على مقترح تعديل نظام الجنسية ومنحها لأبناء المواطنات المتزوجات من أجانب إلى عدة أهداف
يتم التأكيد على حقوق المرأة وأنها لا تختلف عن الرجل وأنه لا يجوز التفريق بينهما ولا تمييز أحدهما عن الآخر في الحقوق .
2- حماية المواطنات من التعرض للضرر العلمي والعملي والمادي الناجم عن عدم حصول أبنائهن على الجنسية .
حماية المواطنة من الضرر الذي ينجم عن عدم حصول الأبناء على الجنسية في حالة وقوع خلافات مع زوج الأجنبي، تعتبر إحدى الأساليب الهامة لحماية المواطنين .
الحفاظ على حقوق وواجبات أفراد المجتمع وحمايتهم من أي تمييز أو عنصرية بسبب جنسية أو عرق أو قبيلة أو مذهب أو طائفة أو غيرها .
فوائد اعتماد هذا المقترح الجديد
إن هذا المقترح الجديد سوف يحمي المواطنات في المملكة لاسيما مع ازدياد نسبة زواجهم من الأجانب، حيث أن الإحصائيات التي أجرتها المملكة منذ عامين تفيد بأن عدد المواطنات المتزوجات من أجانب بلغ 700 ألف امرأة، بنسبة 10 % من إجمالي النساء بالمملكة، كما أن هذا النظام الجديد سوف يوفر العناء على أبناء المواطنة من محاولة الحصول على الجنسية عن طريق نظام اكتساب النقاط، وكذلك فإن أهم فائدة للنظام هو حماية المواطنات من ابتزاز بعض الأزواج الأجانب لهم من خلال أبنائهم .
[show-quiz id=”1148690″ title=”معلومات عن الجنسية السعودية”]