مقال عن الطرق والمواصلات بالمملكه العربيه السعوديه

شهدت المملكة العربية طفرة كبيرة في جميع المجالات بما فيها قطاع النقل والمواصلات ففي وقت تأسيس المملكة عام 1932م لم تكن المملكة تمتلك أي مرافق نقل أو موانيء حديثة، وكان حجم الطرق المعبدة بالبلاد لا يتخطى 30 ميلًا على الأكثر، وخاصة أن تضاريس المملكة إما رملية أو مرتفعات وعرة كما أن المسافة بين المدن داخل المملكة كانت مسافات شاسعة، أما اليوم فتمتلك المملكة شبكة طرق حديثة ضخمة وخطوط سكك حديدية وخطوط نقل جوي وبحري تعمل وفق أعلى المعايير الدولية الحديثة.

شبكة الطرق بالمملكة

كان التنقل بين مناطق المملكة الواسعة في الماضي أمرا صعبا بسبب نقص الطرق المعبدة، ولكن مع تأسيس المملكة ولأن القيادة أدركت أهمية وجود طرق معبدة داخل المدن وخارجها لتسهيل التنقل، وهذا يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، بدأ تطوير الطرق ووسائل المواصلات في السعودية من خلال تعبيد مسافات طويلة من الطرق داخل المملكة. وفي عام 2007م، بلغ طول الطرق المعبدة والترابية الممهدة داخل المملكة 173 ألف كيلومتر، وتشمل الطرق الموجودة داخل المناطق الإدارية، بالإضافة إلى عدد كبير من الطرق السريعة داخل المملكة، مما ساعد في توفير الوقت وتقليل التكاليف المتعلقة بالنقل بين المدن وحوادث الطرق. تم إنشاء تلك الطرق وفقا للمعايير العالمية، ولا تزال هناك العديد من المشاريع لإنشاء الطرق وتطويرها داخل المملكة، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية التوسعة في المستقبل. حجم الطرق المزدوجة بلغ 12 ألف كيلومتر، والطرق الفردية حوالي 49 ألف كيلومتر.

مشاريع طرق قيد التنفيذ بالمملكة

عند إجراء بحث حول الطرق ووسائل النقل في المملكة العربية السعودية، نجد أن المملكة تقوم بتنفيذ مشاريع لتطوير وإنشاء المزيد من الطرق باستمرار، لتسهيل عمليات النقل والشحن وتقليل التكاليف، وأيضا للحد من حوادث الطرق. ومن بين تلك المشاريع، يتم حاليا تنفيذ 23 مشروعا جديدا لأعمال الصيانة الوقائية لبعض الطرق، وأيضا أكثر من 55 مشروعا قيد التنفيذ، بما في ذلك عدة مشاريع لتوسيع الطرق، مثل مشروع ازدواج طريق الرياض/الرين/بيشة، وهو مشروع بطول حوالي 133 كيلومترا تقريبا.

النقل البري بالمملكة

تعمل وزارة النقل في المملكة بشكل مستمر على تطوير خدمات النقل البري داخل البلاد، من خلال رصد وتحسين وتحديث وسائل النقل العامة في جميع أنشطتها، سواء لنقل البضائع أو الركاب، باستخدام وسائل النقل البري مثل سيارات الأجرة والشاحنات والقطارات. وتتم جميع الطرق البرية داخل المملكة وفقا لأحدث المعايير الهندسية العالمية.

مشاريع السكك الحديدية في المملكة

بدون أدنى شك، تعتبر السكك الحديدية من أهم وسائل النقل البري في العالم بأسره، وتعد خطوط السكك الحديدية في المملكة شاهدا على تطور الطرق ووسائل المواصلات في السعودية. في بداية القرن العشرين، كانت المملكة تفتقر إلى أي خطوط سكك حديدية بعد إغلاق خط الحجاز، ولكن مع التطور الكبير الذي شهدته المملكة في جميع المجالات ومع تفهم قيادتها لأهمية السكك الحديدية كوسيلة نقل أساسية للركاب والبضائع، تم إنشاء مجموعة من خطوط السكك الحديدية الحديثة.

تم تدشين أول خط سكة حديد في المملكة بين الرياض والدمام في عهد الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في عام 1951، ومنذ ذلك الحين استمر تطوير وتوسعت خطوط السكك الحديدية في المملكة، وتم حديثًا تدشين شركة قطار سار كجزء من رؤية المملكة 2030.

تقدم شركة السكك الحديدية السعودية (سار) خدمات نقل الركاب بين مناطق المملكة على مدار اليوم والليل، من خلال 14 محطة موزعة في شرق وغرب وشمال المملكة، وتوفر خدمات مميزة مثل قاطرات النوم وشبكات الواي فاي المتاحة في القطارات وغيرها،

وتمتلك سار(الخطوط الحديدية السعودية) مجموعة من القطارات الحديثة لنقل الركاب وشحن البضائع أيضًا حيث توفر خدمات نقل بضائع مثل الحاويات والحبوب والأسمنت والرمل وغيرها من المواد التي كانت تنقل في السابق باستخدام الشاحنات، وقد ساهم ذلك في إزاحة أكثر من 800 ألف شاحنة نقل عن الطرق الرئيسية كانت تستخدم سابقًا في الشحن، وقد ساعد ذلك في تخفيف العبء عن طرق النقل العامة بشكل كبير، وتقوم قطارات سار بنقل حوالي 350 ألف حاوية سنوياً الدمام ومناطق الرياض المختلفة .

قطار المشاعر المقدسة

واحدة من أكبر التحديات التي كانت تواجه إدارة المملكة كانت تسهيل نقل حجاج بيت الله الحرام بين المشاعر المقدسة بطريقة سلسة وفي أسرع وقت ممكن، لذلك تمت فكرة قطار المشاعر المقدسة، والذي تم تنفيذه في وقت قياسي لنقل حجاج بيت الله الحرام بين عرفات ومنى ومزدلفة بسرعة فائقة، حيث لا يستغرق السفر بالقطار سوى بضع دقائق، بعد أن كان يستغرق عدة ساعات باستخدام المركبات. ولقد ساعد هذا المشروع أيضا في الاستغناء عن حوالي 50 ألف حافلة التي كانت تستخدم لنقل الحجاج بين المشاعر، والتي كانت تسبب ازدحاما في الطرق وتعطيل حركة المرور لساعات.

قطار الحرمين السريع

وهو قطار يعمل بسرعة 300 كيلومتر في الساعة ويربط بين مكة والمدينة وجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، والقطار يحتوي على مجموعة كبيرة من المقاعد موزعة على درجتين لتخدم كافة سكان المملكة وتوفر كثير من الوقت والراحة، ومن مميزات قطار الحرمين السريع هو إمكانية الاطلاع على جداول الرحلات من خلال الموقع الإليكتروني الرسمي للشركة.

النقل الجوي بالمملكة

تمتلك المملكة العربيةالسعودية ثلاث مطارات دولية، وهي: مطار الملك خالد الدولي في الرياض، ومطار الملك فهد الدولي في الظهران، ومطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة. وتعمل الحكومة حاليًا على خطط لتحويل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة إلى مطار دولي.

أسست الخطوط الجوية السعودية عام 1945م بطائرة من طراز DC-3 Dakota مزدوجة المحرك، كهدية من الرئيس فرانكلين دي روزفلت، واليوم تمتلك الشركة أسطولا يتكون من حوالي 140 طائرة تسير رحلات داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وتسعى الشركة إلى زيادة حجم أسطولها حيث اشترت مؤخرا 15 طائرة إقليمية من شركة إمبراير البرازيلية.

تم تطوير خطوط الطيران السعودية لاستيعاب ما يصل إلى 2 مليون زائر من حجاج بيت الله الحرام في موسم الحج فقط، ولذلك يتم تشغيل عدد من الرحلات الإضافية خلال موسم الحج لنقل هذا العدد الكبير بأسرع وقت ممكن وبدون معوقات. وتعد تنظيم رحلات نقل الحجاج من الأمور الصعبة التي تواجه أي إدارة بسبب كثرة العدد وضيق الوقت، ومع ذلك، تدير المملكة هذه العملية بنجاح.

النقل البحري بالمملكة

منظومة النقل البحري هي إحدى أهم المنظومات التي تعتمد عليها التجارة الدولية منذ القدم، ولا يمكن إغفالها في أي حديث أو موضوع عن الطرق والمواصلات. واليوم، تمتلك المملكة مجموعة من الموانئ الحديثة، سواء لنقل البضائع أو لنقل واستقبال حجاج بيت الله الحرام. عددها تسع موانئ، منها ميناء جدة الإسلامي التاريخي، الذي يستقبل حاليا أكثر من 75% من البضائع التي ترد إلى المملكة. يحتوي الميناء على 62 رصيفا بطول 12.3 كيلومتر ويحتوي أيضا على صالة لاستقبال الركاب وحوض لإصلاح وبناء السفن وعدد من المرافق الهامة الأخرى.

ومن الموانيء السعودية الأخرى:

• ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام
• ميناء الملك فهد الصناعي بينبع
• يناء الملك فهد الصناعي بالجبيل
• ميناء الجبيل التجاري
• ميناء ينبع التجاري
• ميناء جازان
• ميناء ضباء
• ميناء رأس الخير