مقارنة بين علاج السحر بالرقية الشرعية وعلاج السحر بالسحر
السحر والرقية الشرعية
السحر
يتهم الكثيرون السحر والحسد بالتسبب في العنوسة والطلاق والبطالة بسبب التصرفات الرديئة، ويمكن لهذه الأنشطة أن تنتهك قوانين الفيزياء في بعض الحالات. فالشعوذة والسحر هما أفعال وعقود تؤثر على القلوب والأجساد وتسبب المرض والوفاة والانفصال بين الأزواج وتفرق بين الأصدقاء. لذلك يجب عدم تعلم السحر وتعليمه كونه كفرا، ولا يجوز للمسحور أو المصاب بالعين والحسد أن يتعامل مع السحرة والكهنة، لأن ذلك يعتبر شركا بالله، ويجب أن يستعينوا بآيات القرآن لإبطال السحر والحسد، وإذا لم ينجحوا في ذلك، فيجب عليهم اللجوء إلى شيخ أو عالم خبير لإبطال ما أصابهم، ويجب التمييز بين من يلجأ إلى السحر لعلاجه وبين من يلجأ إلى آيات الله لعلاجه
الرقية الشرعية
الرقية الشرعية هي الاستغاثة والتوجه إلى الله مباشرة دون وساطة أو شريك، ويستخدمها الكثيرون للشفاء من بعض الأمراض أو للوقاية من الحسد والعين والسحر، حيث أن السحر والحسد والعين من الأمور المثبتة في القرآن الكريم والحديث الشريف.
وقد شرح العلماء معنى الرقية في اللغة والاصطلاح، فالرقية في اللغة هي الرقي والتقدم، وهي الحماية من أي ضرر أو ضرائب. والرقية الشرعية هي اللجوء والاستعانة بالله سبحانه وتعالى بالثقة التامة في أن الشفاء بيده وحده، وأن جميع الأمور، سواء كانت شرا أو خيرا، تحدث بإرادته ومشيئته. ويتضمن التضرع للشفاء والمغفرة منه قراءة آيات من القرآن الكريم والأذكار والأدعية المذكورة في السنة، ويتم ذلك مع اتخاذ الإجراءات المناسبة، بمعنى التأكد من الحاجة الفعلية للرقية الشرعية وأنه ليس هناك حالة مرضية تستدعي الشفاء بوسائل أخرى من الأطباء والعقاقير.
الفرق بين علاج السحر بالرقية الشرعية وعلاج السحر بالسحر
العلاج بالرقية الشرعية
بعض الناس يلجأون إلى أشخاص مجهولين يستخدمون السحر كعلاج لهم، أو يعتمدون بشكل كامل على الرقية دون الإيمان بأن الشفاء بيد الله وحده. وتسمى هذه الرقية المحظورة أو المحرمة، وهذا الأمر مختلط في آراء الكثير من الناس بين الرقية الشرعية والمحظورة، حيث تشمل الرقية الشرعية آيات القرآن والأذكار والأدعية كما هو واضح من الحديث النبوي، سواء قرأها المسلم بنفسه أو قام شخص آخر بقراءتها عليه. وتكون لها تأثير، ولكن بشرط أن يكون المعالج أو المعالجة مؤمنا بشكل قوي بأن تأثير العلاج أو الرقية ليس بيد الراقي، وإنما يكون بالاعتماد على الله والثقة به، وليس فقط على الرقية. فهذا سبب من الأسباب التي تجعل الرقية بلا فائدة أو لا يكون لها تأثير.
بالنسبة للرقية المحظورة، هناك العديد من الأسباب التي تمنعها، منها أنها تتحول إلى شركة، عندما يعتمد الشخص عليها ويؤمن أنها هي السبب الرئيسي للشفاء. إذا كانت الرقية تعتبر بذلك، فإنها تشكل شركة بالله. وإذا اعتمد الشخص تماما على الرقية واعتقد أنها ستفيده بدون الله، أو إذا كان هناك أي شكل آخر من العبادة غير الله، فإن الشركة تكون أكبر، ومثال ذلك هو الرقية التي تحتوي على كلمات وعبارات غير محددة وغير معروفة أو غير مفهومة .
لذلك عند الإصابة بسحر أو بعين حاسدة، يجب الذهاب إلى معالجين معروفين بالعلاج بالرقية الشرعية وخاصة في حالة الإصابة بسحر لتجنب أي ضرر غير معروف، حيث تستخدم الرقية في علاج السحر ولكن على يد العلماء والخبراء في هذا المجال، فهم من يقومون بقراءة الرقية على المصاب ويقومون بعدها بتحصينه وتحصين أهل بيته وتحصين الأطفال الذين يتواجدون معه، وذلك لحمايتهم حتى انتهاء علاج المصاب بالسحر، ويكون تأثير الرقية إيجابي بإذن الله وذلك بسبب التوكل على الله في الشفاء.
فيما يتعلق بالشعور بالحسد أو للذين يرغبون في حماية أنفسهم، كل ما عليك فعله هو الاستماع إلى الرقية الشرعية، وعند ذلك ستلاحظ أعراض المحسود عند سماع الرقية. إن هذه الأعراض ناتجة عن تأثير الرقية الشرعية على الجسم، مثل زيادة التثاؤب. ولمن يتساءل عما إذا كانت زيادة التثاؤب تشير إلى وجود الحسد، الإجابة هي نعم، فالتثاؤب هو واحد من الأعراض التي تظهر بعد الرقية، وأحيانا أثناء الرقية أيضا، ويعتبر دليلا على نجاح الرقية بإذن الله.
علاج السحر بالسحر
استخدام السحر والشعوذة حرام في الإسلام سواء السحر المعاصر (مجرد خداع أو وهم) ، السحر الأسود (الظلام) ، السحر والشعوذة (المعجزات الزائفة)، فالسحر له معاني أوسع تشمل السحر أو السحر الأسود (في استخدام الجن)، حيث يشير السحر إلى الأفعال السامة التي يقوم بها أشخاص يُفترض أن لديهم إمكانية الوصول إلى العالم الخارق، فهي قوة الجن التي يستخدمها الساحر لارتكاب أعمال شيطانية.
ومن هنا نشدد على أن العلاج بالسحر هو عمل شيطاني أيضا، لأن المعالجين الذين يستخدمون السحر يدخلون عالم الشرك الأكبر، والذي يشير إلى ارتباط الشريك بالله والدعوة إلى غير الله، والاعتماد على الآخرين دون الله. لذا، من يلجأ لهذه الطريقة فهو يرتكب إثما إذا لم يكن قد أشرك، حتى لو كان الهدف هو إزالة السحر، لأنه في هذه الحالة تستعين بغير الله، أو بمعنى آخر، تستعين بالجن ليخلصك من جن. فالجن هم المسؤولون عن قضية السحر ولا يمكنك الحصول على السحر بدون الجن. لذلك، هذه الدائرة لا تنتهي، ومن هنا يأتي التحريم. فعلى الرغم من أن السحر هو شرك بالله، إلا أنه أيضا يسبب ضررا لصاحبه.
والدليل على انه شرك ، فمن السحرة من يدعون طلب المساعدة من الكواكب، ومنهم من يستعين بالجن، وأخطرهم من يستعين بالشيطان الذي يمده بخدم من الجن لتحقيق مصلحته، هناك أنواع عديدة من السحر، وأهمهم سحر النجوم والكواكب و سحر استدعاء الشبه والسحر الاسود وسحر التوكيل و سحر التكليف.
في النهاية، عليكم دائما أن تقوموا برقية أنفسكم من وقت لآخر لتحصينها من أي عين أو شر، وإذا لم تكونوا على دراية بكيفية الرقية الشرعية، فكل ما عليكم فعله هو طرح سؤال بسيط على أحد الكبار أو المعلمين أو البحث على الإنترنت، وجعلها عادة لديكم