احكام اسلاميةاسلاميات

مقارنة بين ذي الوجهين ومن يريد الإصلاح بين الناس

الفرق بين ذي الوجهين و من يريد الإصلاح بين الناس

يعتبر مرض النفاق من الأمراض التي نعيش معها في مجتمعنا الحالي؛ وذلك لأن المنافق يظهر الإيمان والإسلام ويخفي ما في داخله من باطل وكفر. وصفات الشخص ذو الوجهين تجتمع في العديد من الصفات السيئة، مثل الكذب والكفر والفتنة.

في يوم القيامة عند الله، سيكون شر الناس هم الذين لديهم وجهان، وسيكونون أشد كفرا من الكفار، وذلك كما ذكر الله في القرآن الكريم: `إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا` (النساء: 145)

في هذا الأمر يمكن أن نجد المنافقين الذين يستغلون حدوث المشاكل والخلافات ويتدخلون كمصلحون بين الناس. يستخدمون الكذب والخداع لإصلاح العلاقات بين الناس وهم في الواقع لا يريدون إلا الخراب والتدمير. يجب عليك أن تعرف حكم من يعمل بالوجهين في هذه الدنيا والفرق بين المنافق الذي لديه وجهان وبين من يحاول إصلاح الأمور بالحق.

من هو المنافق

تعني: تعددت أشكال التحذير من النفاق في الدين الإسلامي، إذ أن هناك لا يقل عن ٣٤٠ آية تكشف خفايا المنافقين وتوضح صفاتهم ومواقفهم للمؤمنين، وقد خصص الله سورة كاملة بإسم المنافقين ،

حذر الرسول عليه الصلاة والسلام من النفاق، وتظهر ذلك بوضوح في الإرشادات والفوائد المستنبطة من حديث ذي الوجهين. والنفاق يعني التظاهر بالتصرف بأكثر من وجه وشخصية واحدة لأغراض معينة. لذلك يجب عليك معرفة أنواع النفاق

أنواع المنافقين

  • النوع الإعتقادي : 

هذا النوع من الناس يعتمد على العقيدة والإيمان الداخلي في الدين وما يحمله القلب، ولذلك قد يظهر بعض الأشخاص ما ليس في قلوبهم من الكفر ويدعون الإيمان والدين وهم ليسوا مؤمنين .

و قد نجد أيضا أن منهم من ينصحك بأسم الدين و الإيمان و هم لا ينصحون أنفسهم و لا يتبعون الطريق الصحيح في الإيمان ، و عندما ينفردوا بأنفسهم يظهرون الكفر ،  فأولئك هم المنافقون  وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ ﴾

  • النوع السلوكي:

يعتمد هذا النوع على سلوك وتعامل الأشخاص مع بعضهم البعض، حيث يتصرف المنافقون بطريقة مختلفة تمامًا عن طبيعتهم الحقيقية، فيمكن أن يكونوا أكثر خطورة من الكفار الذين تتجنبهم، لأن تعرف على حقيقتهم. ومع ذلك، يمكن للمنافق أن يكون يحمل نية القتل لك دون أن تعلم .

وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء:

صفات المنافقين

هناك العديد من العبارات عن الشخص أبو وجهين التي تصف المنافق، وصفات المنافقين متعددة ومتنوعة، لذلك يجب عليك معرفتها لتتعامل معهم بذكاء وتبتعد عنهم قدر الإمكان.

إظهار الإيمان و إبطان الكفر 

قال تعالى :{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }.المنافقون(1). المنافقون هم من يعتنقون الإسلام و يشهدون الرسول محمد صلى الله عليه و سلم .

إنهم لا يؤمنون بالإسلام في قلوبهم، بل يتعاملون بوجهين، وجها مع المؤمنين ووجها آخر مع الكافرين. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم ليعموا الظلم.

المنافقون هم أشر الناس 

كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: تجدون الناس معادنًا، فخيارهم في الجاهلية هو خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون أفضل الناس في هذا الأمر هو الشخص الذي يكرهه كثيرًا حتى يفهمه، وتجدون أسوأ الناس هم الذين يأتون بوجهين، يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه”، (رواه البخاري ومسلم).

المنافقون هم أكثر خطورة من المجرمين والكفار، لأنه يمكن التعرف عليهم والابتعاد عنهم، على العكس تمامًا من المجرمين والكفار، ويمكن للمنافقين أن يكونوا بجانبك طوال الوقت ولا تعلم أنهم يكرهونك .

 يتكاسلون عن إقامة الصلاة 

من المعروف أن المنافقين لا يقوموا بالصلاة على أكمل وجه ، و لكنهم لا يقيمون الصلاة لله ، فهم يقيمون بالصلاة فقط من أجل أن يراهم الناس  و ليس الله  .  فهم في الغالب لا يخافون من عظمة الله {  إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ }

يحتكم المنافق بغير الكتب الإسلامية، 

لا يتقبل المنافق الاستناد إلى الكتب والمراجع الدينية في مسألة الحكم، بل يلجأ في الغالب إلى الشرع والعرف والتقاليد لمعرفة الحقيقة، ويقول الله تعالى:{ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ }

لا أمانة للمنافق 

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم  ( آية المنافق ثلاث: إذا كان هناك كذب، أو عهد وتم الخيانة، أو خصومة وتم الفجور، فإن المنافق كاذب ولا يمكن الاعتماد عليه في العهود، ولا يمكن الوثوق به إذا كان لا يمتلك دينًا، وبالتالي فلا ينبغي الاستجابة لوعوده أو إيداع أمانات لديه لأنه لا يمتلك الأمانة .

تعريف من يصلح بين الناس

الدين الإسلامي  هو دين إصلاح و تهذيب  و على ذلك فإن الإصلاح بين الناس من أهم أسباب  عمار الأرض . و قد تحدث الخلافات و الصراعات  بين الأطراف سواء بداخل الأسرة أو في المجتمع . حيث قال الله تعالى قال سبحانه: إذا شفع شخص بشفاعة حسنة، فسيحصل على نصيب من أجرها، وإذا شفع بشفاعة سيئة، فسيتعهد بالمسؤولية عن ذلك، والله هو المراقب الحكيم [النساء: 85].

أنواع الصلح بين الناس

  • صلح بين طوائف المؤمنون و بعضها
  • صلح في نطاق الأسرة

صفات من يصلح بين الناس

إخلاص العمل لله وحده:

يجب أن تكون النية خالصة لله سبحانه وتعالى، لأن شرط قبول أي عمل هو صفاء النية، ولذلك يجب أن يكون هذا الصلح ابتغاءً لفضل الله .

العلم  

يجب أن يكون لديه معرفة كافية وفهم تام لأحكام الشريعة الإسلامية في القضية التي يتدخل فيها، ويجب أن يكون على دراية بأحوال الأطراف التي يتوسط بينها  .

الرِّفق وحُسن الخُلق:

دائما هناك شخص يصلح بين الناس، يكون رحيما مع جميع الأطراف ويستمع إليهم جيدا. لا يمل أبدا حتى يتمكن من الحكم بالعدل بينهم. ولو كنت قاسيا وجاف القلب، لتمنعوا من حولك. فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمور. وإذا قررت، فتوكل على الله؛ إن الله يحب المتوكلين

الكذِب بقصد الإصلاح بين المتخاصمين:

روى الشيخانِ عن أم كلثومٍ بنت عقبة: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: `ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويحدث تحسنا أو يقول كلمة طيبة`

و الكذب في هذه الحالة مسموحا به . و ذلك لأن غرضه الصلح و تهدئة الأمور و عمار الكون . و في هذه النقطة قد يختلط عليك الأمور مع المنافق أنه يكذب أيضا في تلك الظروف من أجل الصلح . و لكن المنافق يكذب و يتقن الكذب و يطون كل نيته هو هدم العلاقات الإجتماعية مثل المشاكل بين الزوجين .

 الصبر وتحمُّل الأذى:

في الحقيقة، الصبر وتحمل الأذى هما صفتان أساسيتان ينبغي أن يتحلى بهما أي شخص يسعى للإصلاح بين الناس. وعندما يكون هناك هدف محدد للإصلاح، فإنه من الطبيعي أن يتعرض للأذى من المتخاصمين. وهذا واضح في وصية قيمة قدمها لقمان لابنه، حيث قال: `يا بني، أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك، فإن ذلك من عزم الأمور` [لقمان: 17].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى