منوعات

مقارنة بين الحوت الأزرق و لعبة مريم

فجأة وبدون إنذار مسبق وفي غضون ليلة واحدة، استيقظ العالم على وجود ما يعرف بالحوت الأزرق، وأشعل الحوت الأزرق صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار في الغرب والدول العربية على حد سواء. أصبحت لعبة الحوت الأزرق حديث الجميع، خاصة بعد ظهور حالات انتحار للمراهقين في بعض الدول. ومن روسيا، بلد المنشأ للعبة الحوت الأزرق، ننتقل إلى السعودية ولعبة أخرى أثارت الجدل في هذه الأيام، وهي لعبة `مريم`. وهناك من يقول أنها تمثل تمديدا للعبة الحوت الأزرق. لذا دعونا نتعرف معا على هاتين اللعبتين المثيرتين للجدل.

لعبة الحوت الأزرق :
لعبة الحوت الأزرق أو ” تحدي الحوت الأزرق “، والتي يعود بدايتها إلى عام 2013 في روسيا، حيث عرضت شبكة تسمى ” الشبكة الاجتماعية فكونتاكتي ” بعض الألعاب ضمن مجموعة وأطلقت عليها ” مجموعة الموت ” ومن بين هذه المجموعة كانت لعبة الحوت الأزرق، والذي قام بتصميمها شخص يدعى فيليب بوديكين، وهو طالب يدرس علم النفس بالجامعة والتى قامت بطرده نتيجة تصميمه واختراعه هذه اللعبة، ويقول فيليب عن اللعبة أن هدفه الأساسي هو ” تنظيف المجتمع بواسطة مساعدة الأشخاص وتوجيههم نحو الانتحار “.

كانت أولى حالات الانتحار بين المراهقين بسبب اللعبة في عام 2015، ولكن انتشرت اللعبة بشكل اساسى عام 2016، ويذكر أن سبب التسمية جاء نسبة إلى ظاهرة نفوق الحيتان على الشاطئ والتي تُعرف بانتحار الحيتان، وتتكون اللعبة من 50 تحدي على مدار 50 يومًا، يقوم خلالهم اللاعب بتفيذ مطلب أو تحدي كل يوم.

تتضمن الـ50 تحديا بعض الطلبات الغريبة، مثل رسم حوت على اليد باستخدام آلة حادة، وتتوالى التحديات والمطالب بأمور مثل إيذاء النفس، أو سماع موسيقى معينة يتم إرسالها للاعب عبر تطبيق اللعبة، أو مشاهدة أفلام مرعبة. وتشمل الطلبات الغريبة والخطرة الصعود إلى حافة المنزل في الفجر أو زيارة المقابر وغيرها من التحديات الكثيرة. وفي النهاية، يأتي التحدي الأخير رقم 50 وهو الانتحار، سواء بالطعن أو رمي الشخص بنفسه من مكان مرتفع أو سطح المنزل.

من الملاحظ أن معظم لاعبي ومستخدمي هذه اللعبة ينتمون لفئة المراهقين، وقد تم تسجيل 16 حالة انتحار لفتيات قاموا بها بسبب ممارستهم للعبة الحوت الأزرق، ولذلك قامت الأجهزة الأمنية الروسية بالقبض على بوديكين بتهمة التحريض على الانتحار.

لعبة مريم :
ولم يلبث أن هدأ الرأي العام قليلا إلا وظهرت لعبة أخرى تسمى ”  لعبة مريم ” ولكن هذه المرة كان مصممها عربي سعودي الجنسية أسمه ” سليمان الحربي “، وظهرت هذه اللعبة على هواتف آيفون فقط، وتدور أحداث ومراحل هذه اللعبة من خلال طفلة صغيرة تُسمى مريم تطلب منك في بداية اللعبة أن توصلها إلى منزلها الذي تاهت عنه ولا تعرف طريق الرجوع.

خلال رحلة العودة إلى منزلها، قامت مريم بطرح عدد من الأسئلة على اللاعب بشأن السياسة وطلبت منه معلومات حول مكان سكنه واسمه الحقيقي، وتم طرح هذه الأسئلة في جو مُريب ومخيف بسبب الموسيقى التي كانت تنبعث من الهاتف، وقد جعلت هذه الأجواء اللاعب ينغمس في لعبة الرعب كما طلبت منه مهام غريبة لينفذها.

ذكر مصمم اللعبة، الذي هو من المملكة، أن اللعبة لا علاقة لها بلعبة الحوت الأزرق التي يتم تداولها، وأنها مجرد لعبة عادية للتسلية فقط، على الرغم من أن المملكة قد وجهت اتهامات لمصمم اللعبة ووضعته تحت المراقبة.

أوجه الشبه بين لعبة مريم والحوت الأزرق :
تعتمد اللعبتان على الهواتف الذكية ومعرفة معلومات محددة جدًا عن اللاعب، يتم اختراق الهاتف واستخراج جميع بياناته ومعرفة مكان تواجده.

تؤثر اللعبتان على الحالة النفسية للاعبين، وخاصةً المراهقين، حيث تعمل على تدمير شخصياتهم الداخلية ودفعهم للجوء إلى الانتحار والإيذاء الذات، والعزلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى