مقارنة بين الحضارة اليونانية والحضارة الرومانية

كان لليونانية القديمة وروما دور كبير في تقدم الحضارة الغربية، ولا تزال الثقافات اليونانية والرومانية المبكرة تؤثر على الحياة الحديثة، حيث تكونت اليونانية القديمة من دول ومدن منفصلة، في حين امتدت مدينة روما المبكرة لتشمل إمبراطورية بأكملها، وكانت الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي في كلا الحضارتين اليونانية القديمة والرومانية القديمة.

الجانب الاقتصادي بالحضارة اليونانية والرومانية

كلا من اليونان وروما هما دولتان تقعان على سواحل البحر الأبيض المتوسط وتشتركان في زراعة العنب والزيتون، لكنهما مختلفتان تماما من حيث التضاريس. فقد تم فصل المدن اليونانية القديمة عن بعضها بواسطة المناطق الجبلية، ومع ذلك، كانت جميعها قريبة من الماء. أما روما، فكانت في الداخل واحدة من جانب نهر التيبر، ومع ذلك، لم تكن القبائل المائلة في شبه جزيرة الأبينيني التي أصبحت إيطاليا تفصلها تلال طبيعية عن روما.

تم دمج روما في طريقة الحياة اليونانية القديمة، ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات كبيرة بين روما القديمة واليونان القديمة وخاصة أثينا. يمكن مقارنة تاريخ الرومان القدماء واليونانيين القدماء باستخدام الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لكل بلد.

خلال الحقبة الاستعمارية أثر الإغريق والرومان على بعضهم البعض، وتفاعلت الدولتان من خلال التجارة في البحر الأسود ومناطق البحر الأبيض المتوسط، حيث ازدهرت التجارة بسبب الأمن الذي كان يوفره الجيش الروماني، ومع مرور الوقت واستمرار الحضارة، آمن الرومان بمعتقدات وممارسات الإغريق.

هناك تشابه واختلافات بين الجانب الاقتصادي لروما القديمة والجانب اليوناني القديم، حيث تطورت أثينا بفضل التجارة البحرية، بينما نمت روما عبر الغزو. في البداية، كان الإغريق يمارسون الصيد والتجارة، ولكن في النهاية، تحولت كلتا الدولتين إلى الزراعة. اعتمدت البلدين على زراعة القمح، ولكن اليونان فشلت بسبب أساليب الزراعة السيئة التي أدت إلى ضعف إنتاجية القمح، وبالتالي اعتمدوا على إنتاج زيت الزيتون الوفير (جيل).

كان زيت الزيتون والعنب أكبر الصادرات اليونانية، بينما كانت العناصر التجارية المشتركة بين الرومان هي البرونز والفخار، واستخدم كل من الإغريق والرومان العبيد في العمل، وكلاهما عمل بمجال التعدين، وفي البداية استمد الرومان قوة عملهم من العبيد الذين اكتسبوهم في الحرب، وبوقت لاحق تبنى اليونانيون هذه الممارسة وبدئوا في استخدام العبيد أيضاً في العمل.

الفن في الحضارة اليونانية والرومانية

الرومان واليونان قد مارسوا الفن، ورغم أن الفن اليوناني تم تداوله لكونه أفضل من الفن الروماني، إلا أن الفن الروماني كان مميزا بتزيينه بصور واقعية، بينما استخدم الفن اليوناني لإنتاج أشكال فنية مثالية، وأرتبطت اليونان بالفن المعروف باسم فينوس دي ميلو، أما الرومان فقد مارسوا فن الرسم على الجدران أو الفسيفساء.

كان الرومان من الناحية المعمارية يقومون بالبناء بشكل أكبر وأفضل على عكس الإغريق، حيث تميزت الهندسة المعمارية الرومانية بالأقواس والقباب التي لم يستخدمها الإغريق، وكان المعبدان الروماني واليوناني متطابقين تقريباً ولكن الروماني، تضمن تفاصيل قليلة مثل القبب لجعلها أكثر جمالية.

يمكن اعتبار الفن اليوناني أفضل من الفن الروماني المقلد أو الزخرفي، حيث يشير ذلك إلى أن هدف النحاتين اليونانيين الكلاسيكيين كان إنتاج شكل فني مثالي، بينما كان هدف الفنانين الرومان إنتاج صور واقعية غالبًا للزينة، وهذا مثال على التبسيط الواضح.

يقسم الفن اليوناني إلى فترات ميسينية، هندسية، قديمة، وإغريقية، بالإضافة إلى فترة ذروته في الفترة الكلاسيكية. خلال الفترة الهلنستية، كان هناك طلب للنسخ من الأعمال الفنية السابقة، وبالتالي يمكن وصفها أيضا بأنها مقلدة. يمكن ربط المنحوتات مثل فينوس دي ميلو باليونان، والفسيفساء واللوحات الجدارية مع الرومان

بالنسبة للعمارة كان اليونانيون مسؤولين عن دمج ثلاثة أنماط معمارية مختلفة: الأعمدةالكورينثية والدوريكية والأيونية هي الأنماط الأساسية للعمارة اليونانية، وقد ألهمت هذه الأنماط العمارة الرومانية التي اعتمدت الطراز الإغريقي وأضافت إليه الأقواس والقنوات في بنائها.

اختار الإغريق استخدام تماثيل لتكريم الشكل الإنساني، بينما ركز الرومان أكثر على التصميم وتقنية البناء الفعلية. استخدم الإغريق مواد مثل الجص والخشب والرخام والمعادن في بناء المعمارية الخاصة بهم، في حين استخدم الرومان بعض هذه المواد وأضافوا الخرسانة كمادة بناء جديدة. هذا شيء لم يكن للإغريق.

الاجتماعيات بالحضارة الرومانية واليونانية

كانت الدول القوطية هي الطبقات الاجتماعية التي نشأت عن التفاوت في الثروة، وكانت الطبقات الاجتماعية لليونانيين تتألف من العبيد والأحرار والمواثيق والمواطنين والنساء. أما الطبقات الرومانية فكانت تشمل العبيد والأحرار والبلابيين والأرستانيين، وكانت المرأة الرومانية تعتبر مواطنة بالمقابل للمرأة اليونانية. واعتقد الإغريق أن النساء مجرد ثرثرات لا يحق لهن امتلاك الممتلكات، وكان ينبغي عزلهن ومرافقتهن علنا، وكانت مسؤوليتهن الرئيسية تقديم الخدمات المنزلية والزواج وحمل الأطفال. بينما في روما، تم تقدير قيمة النساء بسبب الإخلاص والتواضع والسلام والولاء في الزواج، وكان لديهن حرية التنقل والقدرة على امتلاك الممتلكات.

في الأسرة اليونانية يمكن للأبناء تحدي قدرة آبائهم على إدارة الأسرة، بينما بالعائلات في روما كان الأبناء يخضعون لوالدهم حيث يعد الأب هو الأب الروحي في العائلة، في كل من الثقافات الرومانية واليونانية، كان المخنثين والشواذ موجودين، ومع ذلك كان الإغريق وخاصة الأثرياء متساهلين بشكل كبير مع المثلية الجنسية.

الجغرافية بالحضارة الرومانية واليونانية

كلا البلدين لهما تضاريس مختلفة رغم أنهما يقعان في منطقة البحر الأبيض المتوسط، اقتربت جميع المدن اليونانية من المسطحات المائية بينما كانت روما دولة داخلية على ضفاف نهر التيبر، بناءً على الموقع الجغرافي، كان في الحضارة الرومانية مهاجرون وغزاة لم يفعل ذلك اليونانيون لأن معظم المدن اليونانية كانت مفصولة بأطراف الريف.

الدين بالحضارة الرومانية واليونانية

كان الدين في اليونانية القديمة يعتمد على الاشراك في عبادة الآلهة أي أنهم يعبدون أكثر من إله، حيث آمن الإغريق بالعديد من الآلهة التي شملت زيوس وأرتميس وبوسيدون وديونيسوس وهستيا وهيرميس وآريس، اعتقد الإغريق أن عبادة الآلهة والإلهات من شأنه أن يحسن حياتهم بينما الإساءة للآلهة يمكن أن يجلب سوء الحظ.

كانت روما القديمة تعتمد أيضًا على الاشتراك في عبادة الآلهة، وقبل الرومان العديد من الآلهة اليونانية ومن دول أخرى كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. بسبب العديد من الآلهة وطرق العبادة، أسس الرومان القدماء كلية من الباباين وكان دورهم هو تنظيم العبادة.

الحكومة بالحضارة الرومانية واليونانية

كان الإغريق في الأصل يحكمهم ملك تماما مثل روما، ولكن في وقت لاحق قبل الأوليغارشية والممالك والطغيان والحكومة الديمقراطية. بينما اعتمدت روما حكومة تتألف من مجلس شيوخ وعهد من الأباطرة، وفي كلا النظامين، تم انتخاب المسؤولين لتمثيل الشعب والمواطنين في اتخاذ القرارات الجزئية. ومع ذلك، في الحكومة الديمقراطية اليونانية، كان للمواطنين سيادة مشروطة، في حين أن الشعب في الجمهورية الرومانية يتمتع بالسيادة المطلقة.

حُكمت اليونان من قبل أثينا بين 500 و 300 قبل الميلاد، وهذه هي ذكرى العصر الذهبي لليونان، بينما كان العصر الذهبي لروما موجودًا في القرن الأخير للجمهورية وفي القرن الأول أو الثاني من الإمبراطورية.

ملخص الاختلاف بين الحضارة الرومانية واليونانية

باختصار، تعاونت اليونان القديمة والرومان من خلال التجارة الميسرة بينهما، واعتمد الرومان واليونان على نفس نمط الحياة تقريبا، حيث قاموا بممارسة الزراعة والتعدين، وشاركوا في الشعائر الدينية واعتمدوا بعض أساليب الفن والعمارة. كان اليونانيون يعيشون تحت نظام الديمقراطية في حين كان الرومان يتبعون نظام الجمهورية. كان الفن اليوناني متفوقا على الفن الروماني على الرغم من عدم وجود الأقواس والقباب في الهندسة المعمارية اليونانية، وبالإضافة إلى ذلك، كانت النساء في روما لديهن حقوق الملكية وكانوا مواطنين بينما فرضت اليونان قيودا على حركة النساء ولم يكن لديهن حقوق المواطنة بشكل كامل.