الوقاية الصحية

مفهوم صحة المجتمع

الصحة هي الأهم والأساس في حياة الفرد، وهذا ما يؤكده اهتمام جميع الحكومات والدول برفع الوعي الصحي ورعاية صحة المجتمع لتعزيز قدرات الأفراد وتمكينهم من العمل والانتاج بأعلى مستوى من الأداء والجودة. ومن هنا ينشأ المفهوم العالمي لصحة المجتمع الذي يعكس اهتماما عالميا بالصحة .

مفهوم صحة المجتمع

تعتبر صحة المجتمع فرعا من فروع الصحة العامة، وهي تعكس نجاح تطبيق مفهوم الصحة العامة في المجتمع بشكل مباشر. تعتمد صحة المجتمع على رفع وعي الأفراد وتحملهم للمسؤولية، مع استخدام الوسائل المتاحة للوقاية من الأمراض واتباع السلوكيات الصحية والغذائية السليمة وتجنب السلوكيات الضارة. هذه الإجراءات تساهم في منع حدوث التلوث وانتشار العدوى والأمراض بين أفراد المجتمع .

أهمية الحفاظ على صحة المجتمع

عند الحفاظ على تطبيق مفهوم الصحة المجتمعية، يمكن للمجتمع جني العديد من الفوائد الإيجابية، مثل

تساعد في الحد من انتشار العديد من الأمراض بين أفراد المجتمع، خاصةً لدى كبار السن والأطفال .

تُساعد عمليات الرعاية الصحية في تحقيق جودة التعليم، وذلك أن المعلم والطالب وجميع القائمين على العملية التعليمية يحتاجون لصحة وقوة بدنية وذهنية تؤهلهم للعمل والإبداع .

يساعد تعزيز عوامل الأمن والسلامة على تقليل معدلات الجريمة والسرقة، وذلك لا سيما في ظل وجود الفقر الذي ينجم عن عدم القدرة على العمل جراء الإصابة بالأمراض أو إصابة رب الأسرة بالمرض، والذي يزيد معدلات الجريمة والسرقة للحصول على المال وغيره .

تُساعد على دفع عجلة الإنتاج وبالتالي الاقتصاد إلى الأمام، إذ أن أفراد المجتمع سيكونون قادرين على البناء والعمل بكل طاقتهم طالما يتمتعون بالصحة والعافية .

عوامل تحسين الصحة المجتمعية

إذا لم يتم تطبيق عوامل نشر الصحة المجتمعية، فإن معدل الأمراض والفقر والضعف والتخلف سيسود في أي مجتمع. لذلك، يجب مراعاة العوامل التي تحسن الصحة المجتمعية، مثل:

يجب على الحكومة والأفراد أن يتعاونوا معًا لتحقيق أعلى مستوى من الوعي الصحي والحرص دائمًا على توجيه أفراد المجتمع نحو العادات الصحية والتغذية السليمة وتوضيح مدى الأضرار التي يمكن أن تلحق بالفرد وعائلته ووطنه إذا لم يلتزموا بهذه العادات الصحية .

تهدف الحملات التوعوية الصحية إلى نشر الوعي الصحي بشكل دائم، سواء حول الأمراض المعدية وكيفية الوقاية منها، أو عقوبات إدمان المخدرات، أو غيرها من حملات التوعية الأخرى .

-الحرص على تطعيم أفراد المجتمع دائمًا وخصوصًا الأطفال ضد الأمراض الفتاكة التي لا يقوم الجهاز المناعي على مهاجمتها ؛ حيث قد أقرت منظمة الصحة العالمية WHO أن استخدام الأمصال واللقاحات قد ساعد بشكل كبير جدًا على القضاء على نسبة عالية من الأمراض وخفض نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى أيضًا بشكل ملحوظ .

يتطلب الحفاظ على صحة المجتمع الحرص على توفير غذاء صحي والحد من انتشار الأغذية الملوثة في محيط المجتمع قدر الإمكان، وتوضيح الطريقة الصحيحة لطهي الأطعمة التي قد تكون عاملًا كبيرًا في نقل العدوى والأمراض إذا لم يتم طهيها بشكل جيد، مثل اللحوم النيئة والخضروات وغيرها .

يتم توزيع الملصقات واللوحات الإرشادية التي توضح للمواطنين بشكل عام ولطلبة المدارس بشكل خاص أهم الوسائل التي يمكن استخدامها للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض في حالة إصابة أي شخص في محيط الدراسة أو الأسرة وكيفية حماية الآخرين في حالة إصابة الشخص نفسه بأي مرض معدٍ .

يتم تشجيع المواطنين على العمل التطوعي الذي يهدف دائمًا إلى نشر الوعي والثقافة الصحية بين أفراد المجتمع بأكمله، والاهتمام بالرسالة التثقيفية الصحية المراد توصيلها إلى الأفراد بطريقة مُقنعة وجذابة قدر الإمكان .

يجب استخدام كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لتعزيز وعي المواطنين بالصحة والثقافة الصحية والعامة، خاصةً مع الوعي الأكبر الذي يتمتع به بعض هذه الوسائل عن غيرها .

تطوير مستوى الصحة المجتمعية

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن تعزيز الصحة المجتمعية ينبغي أن يشمل عددًا من النقاط الهامة التي يجب على جميع البلدان السعي لتطبيقها، مثل:

– توفير أهم وسائل الإسعافات الأولية وتوفير الأماكن التي يمكن للمواطنين الحصول على العلاج الكافي فيها حتى يتماثلوا للشفاء تماما .

يجب أن نحصر حجم المشكلة التي يواجهها أي مجتمع في حال انتشار أي مرض معدي، ونسعى لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للأفراد ونشر ثقافة صحية كافية بينهم من أجل القضاء على هذا المرض. يجب أيضا توفير اللقاحات والأمصال والفحوصات الطبية للتغلب على هذه المشكلات الصحية بأقل قدر ممكن من الخسائر .

-يجب على الحكومات والدول المختلفة والمؤسسات الطبية العامة والخاصة أن توفر لأفراد المجتمع المستلزمات والأدوات والأجهزة الطبية اللازمة وأن يتم توفير الكميات الكافية من الأدوية أيضًا وخصوصًا الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة المنتشرة في معظم الدول والتي تختلف من دولة إلى أخرى .

أهم برامج صحة المجتمع

يوجد العديد من برامج وخطط التثقيف الصحي التي يمكن الاعتماد على أي منها لتحقيق أفضل مستوى للصحة المجتمعية، ومن بينها الآتي:

يجب تشجيع مبدأالعمل التطوعي داخل المجتمعات والوطن، نظراً للدور الفعال الذي يلعبه المتطوعون في نشر الوعي والتثقيف الصحي .

يتطلب الاهتمام بالصحة المجتمعية عقد ندوات ومؤتمرات واجتماعات لمناقشة الأوضاع الصحية السائدة والتعرف على أهم المشكلات الصحية التي تواجه المجتمع، وعرض أهم الحلول المقترحة للتغلب على تلك المشكلات قدر الإمكان .

يجب إطلاق حملات الوقاية الصحية، وخاصة في المدارس والجامعات ومؤسسات العمل العام والخاص، والأماكن التي يزداد فيها عدد الأفراد، وذلك لتحقيق نشر توعية صحية شاملة ووصولها لأكبر عدد ممكن من الأفراد في المجتمع .

يمكن استخدام الأشخاص الأكثر تأثيرًا ونجاحًا وتميزًا في المجتمع كوسائل لنشر الحملات التوعوية الصحية، حيث يمكن أن يتم جذب أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع إلى أي حملة للوقاية الصحية التي تطلقها الدولة .

-الاستعانة بالمشاهد التمثيلية وتوضيح ما سوف يؤول إليه حال الفرد وأسرته ومجتمعه إذا لم يلتزم كل فرد بدوره في تحقيق مبدأ الصحة المجتمعية ؛ ولا سيما أن هذا الإجراء يُساعد في جذب عقل وانتباه المشاهد ، ومن ثم ؛ يدرك بشكل أعمق مخاطر عدم تطبيق أهم مبادئ الوقاية الصحية والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة ولا سيما إدمان المخدرات والتدخين وغيرهم .

يشير العديد من الخبراء والعاملين في منظمة الصحة العالمية ومنظمات صحية أخرى، مثل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية وغيرها، إلى أنه لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم ويزدهر ما لم يتم تعزيز مفهوم الصحة المجتمعية والصحة العامة بين أفراده، وتحقيق تحصين المجتمع من الأمراض والأوبئة السائدة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى