مفهوم الفقاعة الاقتصادية
غالبا ما تحدث الأزمات في عالم المال بسبب الاضطرابات التي تؤثر على حركة الشراء والبيع، مما يؤدي إلى حدوث كساد في بعض السلع في حين يزداد الطلب على سلع أخرى. وهذه الأخيرة هي النتيجة الحتمية لما يعرف بـ “فقاعة اقتصادية.
مفهوم الفقاعة الاقتصادية
- يشير التلاعب في السلعة إلى زيادة سعرها وزيادة التلاعب بها، مما يزيد من حجمها في السوق ويؤدي في النهاية إلى انفجار الفقاعة الاقتصادية وانخفاض قيمتها بشدة.
- بالإضافة إلى التعريف السابق للاقتصاد الذاتي المستقل، والذي يعاني من نفس الخلل؛ حيث يشهد رواجًا وصدىًا لفترة محددة بسبب عدم تأسيسه بشكل يسمح له بتحقيق النجاح بشكل مستمر وتحقيق الرفاهية والاستقرار في مستوى الدخل.
- وتمر الفقاعة الاقتصادية بخمس مراحل أساسية، وهي : التحريك، التوسع، التداول، تحقيق الأرباح، الصدمة، أو الرعب.
- يبدو من وصف كل ما يحيط بالفقاعة الاقتصادية أن كل ما يتسبب في حدوثها وما يترتب عليه هو أمر سلبي، حتى وإن تم الربح من بعض التجارب، فإن هذه الأرباح مؤقتة.
- ونضيف أن الفقاعة الاقتصادية قد ساهمت في خلق تلك الفجوات بين جميع العاملين بالسوق، فبدلاً من أن تعزز كحركات البيع والشراء ارتفاع القيمة الحقيقية لأسعار السلع، زادت من قيمة جني الأرباح فقط مما ترتب عليه ظهور الـ”Windfull profit” أو الأرباح القدرية؛ والتي يتم الحصول عليها دون بذل مجهود فعلي.
- يُلاحظ أن معظم الأسواق التي تظهر فيها هذه الآفة الاقتصادية هي أسواق العقارات أو الأملاك، كما أنها قد أصابت كذلك كل ما ظهر على أنقاض ماضيها، خاصة أسواق الإنترنت والأسهم.
- تعرض اقتصاد الكثير من الدول في العالم العربي والعالم الآخر للأزمات التي تسببت فيها الفقاعة الاقتصادية.
- تمثل الفقاعة الاقتصادية البذرة الأكثر تأثيرًا في حدوث التضخم الاقتصادي، وعلى الرغم من وجود الأسباب الواضحة لها، فإن هناك اختلافًا في الرأي حول سبب حدوثها الأساسي.
السمات السلبية للفقاعة الاقتصادية
- تتمثل السمات السلبية لحالة التوزيع غير العادل، في استخدام غير أمثل للموارد وحدوث النزوح نحو التضخم أو تشكل الفقاعة، مما يؤدي إلى عدم توفر العدالة في التوزيع.
- يتم إضافة حالة التدمير أو الانهيار الذي يحدث نتيجة انفجار الفقاعة، والذي يؤدي إلى تدمير الثروات الطائلة، ويتم الإعلان في هذه الحالة عن وقوع أزمات اقتصادية في البلاد.
- يؤدي الفقاعة الاقتصادية إلى تأثير سلبي على المستهلكين، حيث يشترون السلع بأسعار مرتفعة ومبالغ فيها، وقد يحدث ذلك لأنهم يتمتعون بمستوى مادي يتيح لهم ذلك.
مراحل الفقاعة الاقتصادية
- تمرُ تلك الأزمةُ المسماة بالفقاعةِ الاقتصاديةِ بخمسِ مراحلٍ، وهذا ما تمتَّ الإشارةُ إليهِ في كتابِ عالمِ الاقتصادِ “هايمان مينسكي” وعنوانهُ “الاقتصادُ غيرُ المستقرِ .
- المرحلة الأولى هي الإزاحة، وتنشأ باندفاع المستثمرين نحو النماذج الاقتصادية الحديثة الأكثر تطورا، مثل تلك المتعلقة بالتكنولوجيا، أو النماذج التي تتميز بالأسعار المنخفضة على المدى الطويل.
- تحدث المرحلة الثانية من زيادة الأسعار في السوق المالية، حيث ترتفع الأسعار ببطء في البداية، ولكن مع زيادة عدد المستثمرين يزداد ارتفاع الأسعار بشكل كبير. يزيد تأثير الأمر بالتغطية الإعلامية، وهذا يؤدي إلى ازدياد الطلب على الاستثمار والتسبب في حدوث فقاعة اقتصادية.
- المرحلة الثالثة وهي فترة الازدهار حيث تنخفض الحيطة وترتفع الأسعار بسرعة هائلة وتتجاوز القيمة السوقية للسلع قيمتها الحقيقية بكثير، وتتم تحديد المعايير فقط لتفسير هذا الارتفاع الذي لا يمكن تجاهله. قد ينتشر أيضا بشكل كبير نظرية “الكذبة الكبرى” التي تعتمد على استمرار وجود السوق طالما كانت هناك حركة شراء وبيع في كل مكان.
- المرحلة الرابعة هي جني الأرباح، وفيها ينبغي الانتباه لجميع التحذيرات التي تشير إلى أن الفقاعة على وشك الانفجار. وتبدأ ببيع جميع مواقع العمل وجني الأرباح في الوقت المناسب، بعيدا عن انفجار الفقاعة الذي سيصبح مجالا صعبا لمزاولة الأعمال فيه، حيث ستصبح الأسواق متاحة لفترة أطول كلما ابتعدت عن المنطقية والرؤية الرئيسية.
- المرحلة الخامسة هي حالة الصدمة أو الهلع، حيث تنفجر الفقاعة الاقتصادية، ويتم الإعلان عنها بحدث صغير نسبيا. وفي هذه المرحلة، يحدث انخفاض كبير في الأسعار بمقدار الارتفاع السابق الذي حدث، والذي كان السبب في تضخم الفقاعة. يتعرض المستثمرون والمضاربون للعديد من النداءات على الهامش، ويضطرون لبيع ممتلكاتهم بأي سعر. ومع زيادة الطلب على السلع، تتراجع الأسعار بشكل مفاجئ إلى قيمتها الأصلية.
أمثلة لأزمات الفقاعة الاقتصادية
- تعرضت اليابان لأزمة اقتصادية في قطاع العقارات في عام 1989، حيث تم بيع أرض في طوكيو بما يعادل 139 ألف دولار للمتر المربع، أي بزيادة تصل إلى 350 مرة قيمة العقار الفعلية في منهاتن.
- مع تضخم فقاعة الانترنت الاقتصادية في مارس عام 2000، كانت القيمة الإجمالية لمخزون التكنولوجيا الخاص بناسداك أعلى بكثير من الناتج المحلي الإجمالي لمعظم الدول.
- وحدثت واحدة من أكبر الانهيارات المرتبطة بانفجار الفقاعة الاقتصادية في عام 2008؛ بعد إعلان إخوان ليمان عن إفلاسهم، وتعرض “فاني ماي” و”فريدي ماك” و”AIG” للانهيار التام، وسجلت “S&P” انخفاضا بنسبة 17٪ في هذا الشهر، وهذا كان تاسع أزمة اقتصادية تتعرض لها خلال هذا الشهر. وخلال هذا الشهر، فقدت أسواق الأسهم العالمية 9.3 تريليون دولار من إجمالي قيمة السوق بنسبة 22٪.
- ظهرت فقاعة اقتصادية أخرى خلال بداية القرن الحادي والعشرين، وكانت مأساوية للغاية. فقد أثبتت العديد من شركات الإنترنت نفسها بطريقة مذهلة في أواخر التسعينيات قبل أن تختفي تدريجياً بحلولعام 2002 .
- يجب أن نشير إلى أن أول فقاعة اقتصادية حدثت في هولندا في القرن السابع عشر، وكان ذلك هو العصر الذهبي للبلاد. أطلق على تلك الأزمة اسم “توليبمانيا” أو هوس التيوليب، حيث ارتفعت قيمة التيوليب على جميع المستويات المجتمعية، وأصبحت موضوعا للتداول، وارتفعت أسعار شرائه وبيعه. في النهاية، توقف المتداولون عن قبول أي عقود للشراء، وانتشرت حالة الذعر، الأمر الذي أدى إلى انخفاض قيمته إلى حد لم يعد يستحق شيئا. حدث ذلك بين عامي 1936 و 193 .
وما زالت المشكلة الأساسية تكمن في كيفية السيطرة على الأسباب الحقيقية وراء حدوث أي شكل من أشكال التضخم، والذي هو `الفقاعة الاقتصادية`. فإذا استمر هذا الاختلاف، فلا يمنع ظهور الفقاعة الاقتصادية في الأوقات التي تتعرض فيها البلاد للكوارث الطبيعية، على سبيل المثال، أو انتشار الأوبئة، أو وجود اضطرابات في الأنظمة الأخرى، وبدلا من أن يؤدي الاقتصاد وظيفته في تصحيح التدهور القائم، سينحاز نحو الانهيار.
يمكن أن تؤخذ الآفة الاقتصادية بعين الاعتبار، ويتم وضع القوانين أو الضوابط التي تساهم في تقليل الخسائر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا يكون بمثابة محاولات من قبل الهيئات المعنية.