مفهوم الصدقة الجارية وطرق اخراجها
في العبادات الأسلامية تتنوع طرق التقرب الى الله منها ما هي فرض ومنها ما هو سنة ولكل منها شروط وتفاصيل لهذه العبادة ، وتعتبر السنن في العبادات يقوم البعض بها والبعض الأخر لا يعطي أهمية كبيرة مثل أهمية الفرض ولكن الذي نؤكده أن المحافظة دائما على أتباع السنن يسهل الكثير من الفرائض فلا سنة الا اذا قمت بالفرض فمثلا لا يصح صلاة سنة الشفع بينما لم تتم صلاة العشاء ، ربما لا يوجد أحد يخرج صدقات ولا يخرج زكاة فلابد من الفرض أولا ثم السنة ، ومن ضمن السنن التي كان دائما ينصح بها الرسول وتم ذكرها في أكثر من موضع في الأيات الكريمة هي سنة الصدقات التي تعتبر من أهم العبادات التي تطهر مال العبد وتبارك فيه وهناك أيضا ما يسمى بالصدقة الجارية وهي موضوع مقالنا اليوم فما هي الصدقة الجارية وأوجهة النفقات التي يجب أن تخرج بها .
ما الفارق بين الصدقة والصدقة الجارية :
الصدقة كمفهوم أجتماعي نوع عظيم من التواصل بين المسلمين حثنا الدين عليه حيث أن الصدقة أن تتصدق أو تدفع لغير القادر أو المحتاج ولها أكثر من أوجهه في الأخراج وتعتبر الصدقة في الدين مطهرة للمال وحماية للنفس ومباركة في الرزق ، ومن بين الصدقات الصدقة العادية وهي الصدقة التي مفعولها أو أثرها قليل مثل مثلا دفع نقود لفرد أو شراء كساء لأطفال فقراء فمبجرد أن ينفذ النقود أو أي شي في الملابس فتختفي أثار الصدقة ، أما الصدقة الجارية في التي تظل أثرها الى مدى أطول وبعيد مثل بناء مسجد أو بئر مياة ، فالمفعول يمتد لفترات أبعد ربما سنوات .
مفهوم الصدقة الجارية
وقد ورد في السنة النبوية الشريفة مفهوم الصدقة الجارية التي وردت في الأحاديث النبوية الشريفة ففي حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم اذا مات الأنسان أنقطع عمله الا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له . فالصدقة الجارية يستمر ثوابها حتى عند الموت وهو ما يسعى له الكثير من المسلمين بأقامة مشروع صدقة جارية حتى تكون شفيعة له عند الله ويستمر ثوابها حتى بعد الموت .
انواع الصدقة الجارية
وهناك العديد من أنواع الصدقة الجارية، وتم ذكر بعضها في الأحاديث النبوية، مثل غرس الأشجار وحفر الآبار وبناء المساجد والمراكز التعليمية لتعليم القرآن والعلوم الدينية والعلوم العامة وطباعة وتوزيع نسخ من كتاب الله، وذلك بهدف السعي للأجر ورضا الله. ومع ذلك، فإن أفضل أنواع الصدقة هي صدقة سقي الماء، وهي الصدقة الأعظم التي أخبرنا بها رسول الله، فقد قال الرسول في الحديث الشريف: (أفضل الصدقة سقي الماء) وروي هذا الحديث عن الشيخان، وفي المرتبة الثانية من أفضل أنواع الصدقات الجارية هو بناء المساجد، فقد أخبرنا الرسول عن ذلك في الحديث الشريف قائلا: (من بنى مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة) وصحح هذا الحديث الشيخان. وبالنسبة لحفر الآبار، فإنها تعد أيضا من الصدقات العظيمة، وفقد أخبرنا رسول الله عن ذلك قائلا: (من حفر بئرا لم يشرب منه إنس ولا جن ولا طائر إلا كان له أجره عند الله يوم القيامة، ومن بنى مسجدا كمن حرم قطاة أو أصغر، بنى الله له بيتا في الجنة) وصحح هذا الحديث رسول الله .
أينما تسعى لمساعدة الآخرين، فإن الله يكون أكثر رغبة منك في مساعدتك. إن الصدقة لها فضل عظيم، ويجب أن يتم توضيح فضلها لأولئك الذين لا يدركونه. في العالم الإسلامي، يعاني الملايين من النقص في مختلف جوانب الحياة. إذا كان كل فرد قادرا يحرص على ذلك، فلن تحتاج الأمة الإسلامية إلى مساعدات أو قروض أو ما شابه، وستكون الأمة راضية بما تملكه بالفعل .