مفهوم السرد القصصي وأنواعة .. وأمثلة عليه
ما هو مفهوم السرد القصصي
يقوم السرد القصصي بنقل التجربة النقدية التي لا تتشابه مع التجربة النقدية العربية، ويعتمد على المنهج البنيوي الذي يعيد تقييم تحليل الأعمال الأدبية بناء على معطيات علمية، ويستند إلى المواد والأدوات المتاحة، مما يوفر دراسات لغوية ولسانية جديدة، وهو يتبع التوجه النقدي العربي ويكمل التجارب الأدبية، من خلال تحليل النصوص السردية وكيفية استفادة معظم الدراسات من المنهج البنيوي والمقدمات التي توضح قيمة الجهود النقدية المستمرة في الغرب وشرح النظرية التي يستند إليها السرد بأدلة منهجية، ويحتاج إلى الالتزام العلمي وفهم هذه النظرية عن طريق البحث عن تجلياتها في الأعمال النقدية العربية.
السرد في اللغة العربية يعني السير وفقا للسيرة الواحدة، أما السرد الحديث والقراءة من هذا المنطلق، فقد أصبح السرد موجودا في الأعمال القصصية على عكس الماضي، ولم يتم توضيح معنى السرد الجديد، بل أصبح مترابطا مع الكلام، ولكن بشكل حكائي. وقد تم استحداث هذا المعنى الذي يدل على نوع متصل من الأدب، لتوضيح هذه التقنية المميزة في التعامل مع اللغة العربية، وزمن الحدث، ومكان الحكاية. إذا كان السرد بمعناه التقليدي يشير إلى دور السارد وتطبيقه وفقا للأنظمة اللغوية والرمزية، فإنه يتحرك بناء على مفهوم كبير ومعيار مرتبط بعلاقة السارد بالمسرود له والشخصيات التي يقومون بالسرد.
أنواع السرد القصصي
- السرد اللاحق للحدث: وقت السرد المعروف في الرواية، حيث يقوم الراوي بسرد أحداث حدثت في الماضي، سواء كان عنيفا أو قريبا، حتى ينهي قصته.
- السرد السابق للحدث: يدل هذا على القصص التنبؤية التي تتنبأ بالمستقبل بشكل عام ، ولكن لا يمكن منعها من الاتفاق على الوضع الحالي. يستخدم هذا الزمن داخل القصة بشكل رئيسي في بعض الأجزاء والفصول المحددة من النص التي تتحدث عن الأحلام أو التنبؤات ، وتتابع الأحداث. ويتطلب التمييز بين هذا السرد والآخر الذي تستخدمه الروايات الخيالية العلمية.
- السرد المزامن للحدث: وهو الوقت الفعلي الذي يتوافق فيه حديث الراوي مع سير الحدث. قد يسعى بعض الكتاب إلى تحقيق انسجام في السرد عن طريق رواية قصة كاتب يبدأ في كتابة روايته.
- السرد المتداخل: هو شكل سردي متقطع، حيث تترابط المقاطع السردية التابعة لأزمنة مختلفة بين الحاضر والماضي والمستقبل، ويظهر هذا النوع من السرد في الروايات التراسلية أو المذكرات.
أمثلة من السرد القصصي
- قصة حملة أرض لاند روفر
تم إحياء الذكرى السبعين لتأسيس شركة لاند روفر في “أرض لاند روفر”، وهي منطقة نائية داخل جبال الهيمالايا الهندية، حيث يتم قيادة أسطول من سيارات لاند روفر طراز 1957 من قبل سائقين محليين تم إجراء صيانة دقيقة لهذه السيارات. ويتم نقل وإمداد بعض القرى التي تقع على طول الطرق الجبلية الوعرة، والطريق بين القريتين الصغيرتين مانيبهانجانج وسانداكفو من خلال هذه السيارات. وكان فريق لاند روفر يعيش في قرية مانيبهانجانج، وكانت موطنهم، وعمل السائقون بجهد كبير لمساعدة تلك القرى، وهذا يظهر قوة السيارات والسائقين.
- The Happy Prince
إنها واحدة من أفضل القصص المكتوبة بالأدب الإنجليزي، وقد كتبها أوسكار وايلد. تدور القصة حول تجاهل مملكة فقيرة، حيث يأخذ تمثال الأمير السعيد مساهمة من طائر السنونو لمساعدة الفقراء داخل المدينة. يفقد الأمير أحجاره الكريمة والياقوت وأوراق الذهب واحدة تلو الأخرى عندما يبدأ الطائر في إعطائها للفقراء الذين رأاهم الأمير من مملكته العالية. تصل المفارقة الدرامية للقصة إلى ذروتها عندما يرى رئيس بلدية المدينة الطائر ميتا مع التمثال المكسور في المملكة. يتم إرسال التمثال إلى الفرن لإصلاحه، ثم يذهب الأمير والسنونو للعيش في مدينة الذهب في الجنة كمكافأة لعمله الخير مع الفقراء.
عناصر السرد
- الحدث: يعد هذا العنصر أحد أهم العناصر في القصة القصيرة، ويظهر من خلاله المواقف وتسير الشخصيات، وهو الموضوع الذي تدور حوله القصة. ويهتم الحدث بتصوير الشخصية خلال العمل، والتأكد من وحدة القصة والالتزام بكيفية وقوع الأحداث والمكان وزمن الأحداث، وكذلك السبب الذي أعد من أجله. ويحتاج الحدث القصصي إلى عناية بالفاعل والفعل والحدث، ويعد الخلاصة العنصرين الرئيسيين: المعنى والحبكة.
- المعنى: وهو أحد أهم العناصر في القصة القصيرة من حيث الأهمية الكبرى، حيث يعتبر عنصرا أساسيا وجزءا لا يتجزأ عن الحدث، ولذلك يتطلب الفعل والفاعل أو الأحداث والشخصيات أن تعمل على خدمة المعنى من بداية القصة حتى نهايتها.
- الحبكة: يجب أن تتبع الحبكة تسلسل الأحداث في القصة التي تؤدي إلى النهاية، ويمكن أن يتم ذلك من خلال وجود صراع داخلي بين الشخصيات أو تأثير الأحداث الخارجية على القصة.
ما هي مميزات للسرد القصصي
- تقليل الأمكنة: يعد موضوع المكان هو العقبة الأولى التي يمكن أن يواجهها الكاتب القصصي، حيث يعتقد البعض أن المكان من الأمور الأساسية ولا يمكن الاستغناء عنه في القصة، ولكن في الواقع، يمكن للكاتب أن يختار مكانا وهميا يعتمد على مفهومه دون الحاجة إلى تفاصيل دقيقة في القصة.
- تنكير الشخصيات:في القصة، كما في الحياة، يتحول وجود الأشخاص بكثرة في مكان ضيق إلى مكان خانق، وهكذا فإن القصة التي تعتمد على حدث واحد وحبكة واحدة ستكون مزدحمة بالشخصيات، وهذا يجعل الكاتب بحاجة إلى أسماء وأفعال ووصف للشخصيات، وهذا حشو لا فائدة منه على الإطلاق.
- الرؤية المصاحبة: هناك أنواع متعددة من الروؤى السردية، والرؤية السردية تشير إلى طريقة وحالة السارد، سواء كان يشارك في الأحداث أو يقدم لها وصفا خارجيا أو يكون على دراية جزئية بالحقائق ويخفي جزءا منها لإثارة التشويق. ومع ذلك، في القصة القصيرة، تكون الرؤية التي يشترك فيها السارد جزءا من الأحداث وتضفي شكلا مميزا من الإثارة والتشويق وتشجع القارئ على المتابعة.
- المشهد: في القصة، تتحدث الشخصيات مع بعضها البعض، ويستخدم المشهد كأداة استعارية في المسرحيات. ومن أهم ميزات الحوارات الصغيرة في القصة هي أنها تجعل السرد أقل رتابة وتشجع القارئ على الاندماج في القصة.
-
النهاية الصادمة: يخلق القارئ دون قصد جوا من التوقعات في أفق القصة ناتجا عن قراءاته السابقة، لذا يجب على الكاتب خلق قارئ ضمني داخل النص.