مفهوم ” الروح ” في مختلف الاديان
مفهوم الروح في الاسلام
قال الله تعالى `ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً`، وفي الواقع لا يعرف أحد طبيعة الروح أو مكوناتها سوى الله سبحانه وتعالى .
يوضح الإسلام الفرق بين النفس والروح، فقد جعل الله الروح في أجساد الكائنات الحية، وهي خلقة من خلق الله. وجعلها متحكمة في القلب والعقل
الله ينفخ الروح في الأجساد ويحييها بها، ويعلمها كل شيء، ويمنحها نصيبا كبيرا من الأخلاق الكريمة والصفات الشريفة. وفي الواقع، لا يمكن لأحد أن ينكر هذا الأمر ولا يستطيع أحد إثباته حتى الآن، إذ أنها من الأمور الغيبية التي لا يعرف سرها إلا الله سبحانه وتعالى .
الروح المسيطرة على الجسد هي التي نفخها الله في الجسد. تتفارق هذه الروح عند الموت. يقول الله في كتابه الحكيم: `الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها.` الروح التي الموت قد حان لها يمسكها، ويرسل الروح الأخرى إلى أجل معين .
هل سألت نفسك من قبل عن مكان روحك أثناء النوم وأنواع النفس المذكورة في القرآن الكريم؟ يذكر الله أن الروح تغادر جسدك أثناء النوم وتذهب لتسجد لعرش الرحمن، وإذا كان موعدها مع الموت، فلن تعود إلى جسد صاحبها، وإذا لم يحن موعدها، فإنها تعود مرة أخرى إلى الجسد.
يقال إنه عند خروج الروح من الجسد، إذا كانت النفس طيبة، يقول الملائكة “اخرجي أيتها النفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب، اخرجي راضية مرضية عنك”، وإذا كانت خبيثة، يقال لها “اخرجي أيتها النفس الخبيثة التي كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ساخطة مسخوطا عليك .
مفهوم الروح في المسيحية
يعتقد الدين المسيحي أن الروح هي الوسيلة الوحيدة للاتصال بين العبد والرب أو المسيح، وبالإشارة إلى ذلك، فإن الروح في المسيحية هي مجرد قناة عبور للوصول إلى الرب، ولا يمكن استخدام الروح إلا من خلال الإيمان بوجود المسيح ،
لا يمكنك الدعاء وتقديم الصلوات إلا إذا كانت روحك متصلة تمامًا بالمسيح، ولم يتم ذكر طبيعة الروح في المسيحية، فهي تعتبر من الأمور الغيبية التي لا يعرف عنها أحد .
يعتبر الروح نظامًا غير مرئي أوغيبيًا يتمحور حول العلاقة الصحيحة مع الله، ويرى المفكر المسيحي أورليس أوغسطينوس أن الروح هي مادة فريدة تهدف إلى التحكم في الجسد حتى الموت .
مفهوم الروح في اليهودية
تعتقد اليهودية أن الروح قادرة على العيش بشكل مستقل بعيدًا عن الجسد تمامًا بعد الموت، وأن الجسد لا يمكن أن يبقى حيًا بدون الروح، ويقال أيضًا إن النفس أو الروح هي ضيف في الجسد على الأرض، وفيما يتعلق بالإنسان، يتكون الجسد والروح معًا لتشكيل وحدة متكاملة
ويعتقدون أيضا أن الله يمنح الإنسان روحا إضافية في مساء كل سبت تساعده على الحياة الأخرى، ولديهم الاعتقاد بأن الله منح الروح للإنسان ليحافظ على نقائها، فإذا ارتكب المعاصي، ستشكوه روحه إلى الله، وإذا حافظ عليها سيتم مكافأته من الله.
مفهوم الروح في البوذية
يُنظر إلى الروح في البوذية على أنها جزء صغير من الكيان الكبير والإله، وتم دراسة هذا الرأي في البوذية وثُبت فيما بعد أن الروح من خلق الإله، وقد وضع الإله هذا المبدأ الذي ينص على أنه لا يكتمل الإيمان به .
الأمر الغريب هو أن هناك بعض المذاهب البوذية التي لا تعرف شيئًا عن الروح، وإنما تعرف أن هناك شيء موجود داخل الجسد يتحكم به، ولكنها لا تعرف ما هو .
هل هناك علاقة بين تفسير الأديان للروح و التفسير العلمي
لا يمكننا تجاهل البحث عن طبيعة الروح، سواء كان ذلك في المجال العلمي أو الروحي، حيث يعمل الكثير من العلماء على دراسة الروح، وفي الماضي، كانوا يضعون العلم جانبًا عند دراسة الروح، وذلك لسببين
- يتعامل العلم دائمًا مع الواقع الملموس الذي يظهر أمامنا، وليس مع الأمور الروحانية .
- تُعَدُّ الروح بشكل كبير مسألة إيمان شخصي ،
مع ظهور فيزياء الكم والتطور العلمي، بدأ التفسير العلمي للأشياء التي غير موجودة في الطبيعة، وبدأ العلماء وكبار الدين في البحث والتنقيب حول مفهوم الروح استنادًا إلى الأديان، وتم تعريفها بأنها
- الرابط الروحي الذي يربط الكائنات الحية بالأرض .
- هو عبارة عن اتصال ديناميكي يمكن أن يشرح كيف نشأ الوعي للإنسان والكائنات الحية بشكل عام .
- يفسر بعض الأشخاص هذه الظاهرة على أساس أنها الصوت الذي يتحدث في عقلك دائمًا ويوجهك إلى الصواب
يمكن الإشارة إلى مفهوم الحياة بعد الموت وعلاقة الروح بها، وعلاوة على ذلك، بعد دراسة الروح في عدة أديان، مثل الإسلام والمسيحية، تبين أن هناك علاقة قوية بين الروح والوعي، أو بمعنى آخر الإدراك الواعي بعد الموت الجسدي ،
الروح تعد عنصرا أساسيا في العديد من الأديان، حيث تتضمن تعريفات وطبيعة الوجود بعد الموت التي قد تشمل وجود الروح مع الوعي الذي يمكن أن يكون مستقلا عن الجسد ،
و علاوة على ذلك فإن هناك عدد لا يحصى من التفسيرات في الأديان ، التي يفسر العلاقة بين الروح و النفس و الجسد . و تم دراسة عدد كبير من الدراسات المتنوعة التي توضح العلاقة بين الروح و تجارب الإقتراب من الموت في عملية تسمى (NDEs) و تلك العملية تبدو منفصلة تماما عن دماغ الشخص و الجسد المادي .
يمكن أن تتضمن تجربة الخروج من الجسم ظواهر مثل الضوء الأبيض والدخول في نفق والاستعراض العام للحياة، وفي بعض الحالات يمكن للروح أن تخرج من الجسم.
تم الإبلاغ بالفعل عن عدد من التجارب المماثلة إلى حد ما للحالات التأملية والتي تعاني من تغيرات. وتبين أن هناك عقارًا للعلاج النفسي يسمى الكيتامين، والذي يمكن استخدامه كمخدر في علاج الإنفصام الفصامي ،
و قد تم بالفعل إستنتاج تقارير ذاتية عن الوعي الواعي خارج الجسم ، كما هو الحال في مرحلة خروج الروح من الجسد ، و هي رؤية و كأن احدا يتحكم في حركة الجسد تماما و تخرج الروح من أسفل القدم و تنتهي بمنبت الشعر و اثناء رحلتها لأعلى ترى من حولها ، و ترى امامها ضوء ابيض قوي للغاية فتتبعه و من ثم تصعد لأعلى .