مفهوم التدريب المهني

التدريب المهني هو تدريب مهني أو حرفي متمحور حول التطبيقات العملية للمهارات المكتسبة، دون الاهتمام بشكل عام بالمهارات النظرية أو التقليدية الأكاديمية. يشكل التدريب المهني جزءا كبيرا من التعليم في المدارس المهنية، حيث يتم توفير التدريب العملي عادة على مستوى المدرسة الثانوية أو في مدرسة تجارية ما بعد الثانوي، ويوفر التدريب المهني صلة بين التعليم وعالم العمل.

أهمية التدريب المهني

يقدم التدريب المهني تدريبا على وظائف محددة، وبما أنه يبدأ غالبا في المدرسة الثانوية، فإن الطلاب المتخرجين قد يكونون جاهزين للعمل في وظيفة تتطلب مهارات عالية وبأجر عال فورا. وخريجو المدارس التجارية أو المهنية لديهم ميزة على الباحثين عن عمل غير مدربين، لأنهم يحملون مهارات محددة وماهرة في مجال معين وتم توثيقها بشكل رسمي من قبل منظمة مستقلة.

الأماكن التقليدية للتدريب المهني

المدرسة الثانوية

تقدم معظم المدارس الثانوية أشكالا متنوعة من برامج التدريب المهني، والمعروفة باسم التعليم المهني والتقني، إلى جانب برنامج شامل يشمل الدورات وتجارب التعلم، مما يمكن الطلاب من استكشاف خياراتهم المهنية وتطوير مهاراتهم الأكاديمية وتحقيق معايير أكاديمية عالية، والاستعداد للعمل في صناعة محددة والتعليم المستمر.

يوفر مركز التكنولوجيا في يوركتاون، نيويورك، تسعة وعشرين تخصصا مهنيا، ليس فقط لتأهيل الطلاب للصناعات التقليدية مثل الإنشاء والتصنيع، بل أيضا للوظائف في مجالات الأعمال التجارية والخدمات البشرية والخدمات الصحية والعلوم الطبيعية والزراعية، وتشمل التخصصات تصميم الإعلانات والإنتاج التلفزيوني ورسومات الكمبيوتر ومستحضرات التجميل وتكنولوجيا الأعمال والكمبيوتر وميكانيكا السيارات والنجارة والبناء وتكنولوجيا المحركات الصغيرة والتمريض العملي وتصميم الأزهار والغابات الحضرية، كما تتوفر مدارس ثانوية فنية حكومية متخصصة في الصناعة والزراعة والتجارة في جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى مدارس التدريب المهني الأخرى.

ويوجد في المدارس الحكومية في بعض الولايات مدارس مهنية منفصلة حيث يحضر الطلاب بدوام جزئي ، إما كجزء من اليوم الدراسي ، أو في المساء ، لبرامج متخصصة بالإضافة إلى الدورات الأكاديمية ، وتتضمن هذه البرامج عادةً سلسلة من الدورات بالإضافة إلى خبرات التعلم القائمة على العمل ، وغالبًا ما يكون لدى المجتمعات والمدن الكبيرة مدارس عامة منفصلة يحضرها الطلاب بدوام كامل ، والتي توفر كلاً من التعليم الأكاديمي والتدريب المهني لطلاب المدارس الثانوية.

تستخدم هذه المدارس عادة نهج التدريب التعاوني، حيث يعمل الطلاب بدوام جزئي في الوظيفة التي يستعدون لها، وتتغير التركيز التقليدي لهذه المدارس، حيث لم يعد الطلاب يتدربون ببساطة على المهنة،ولكن يجب عليهم أيضًا العمل للحصول على شهادة الدراسة الثانوية.

فوائد التدريب المهني لطلاب المدارس الثانوية

بالإضافة إلى ما سبق ذكره، يحمل التدريب المهني العديد من المنافع لطلاب المدارس والمجتمع بشكل عام. إنه يشجع الطلاب على التفكير في اعتماد شكل من أشكال التعليم بعد التخرج من المدرسة الثانوية. ووفقا لتقييم وطني للتعليم المهني الذي نشر في عام 2004 من قبل وزارة التعليم الأمريكية، شارك ما يقرب من نصف طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية في شكل من أشكال التدريب المهني في ذلك العام، حتى لو كانت مجرد دورة واحدة. وأفاد التقرير بأن التدريب المهني على مستوى المدرسة الثانوية كان له آثار إيجابية على الأرباح في الفترة القصيرة والمتوسطة، كما أن طلاب المدارس الثانوية الذين شاركوا في البرامج المهنية زادوا من التحصيل والإنجاز في الدورة الأكاديمية.

التدريب المهني بالقرن الواحد والعشرين

رغم الإشارة السابقة إلى الإيجابية حول التدريب المهني، إلا أن التعليم المهني والتقني في المدارس الثانوية ينخفض في القرن الحادي والعشرين، وأحد الأسباب هي أن التدريب المهني التقليدي يعد الطلاب لوظائف التصنيع، مثل الميكانيكا والإصلاح والإنتاج الدقيق، ولكن الصناعة التحويلية في الولايات المتحدة تتدهور. بدلا من ذلك، أصبح الاقتصاد يعتمد بشكل أكبر على الخدمات والمعلومات.

يلاحظ المركز الوطني لإحصاءات التعليم أن هذا التغيير يرجع جزئيًا إلى الاتجاه نحو زيادة التركيز على الأكاديميين في التدريب المهني، حيث يحتاج العاملون في الاقتصاد القائم على الخدمات والمعلومات إلى التفكير النقدي والمهارات الاجتماعية بشكل أكبر.

وينتج التركيز الأكاديمي الأكبر أيضًا من تشديد متطلبات التخرج من المدرسة الثانوية على الصعيد الوطني ،  وقد أدى التركيز على الأكاديميين إلى انخفاض عدد خريجي المدارس الثانوية ، الذين يتلقون أي دورات إعداد محددة لسوق العمل ، وانخفاض أكبر في عدد الطلاب الذين يركزون في المناهج المهنية.

سبب آخر لتراجع التدريب المهني على مستوى المدارس الثانوية هو أن الطلاب ذوو التحصيل المتدني غالبا ما يتم غمرهم في البرامج، مما يضعف جودة البرنامج ودقته، وتقليديا لم يكن من المتوقع أن يلتحق طلاب المدارس الثانوية بالبرامج المهنية في الكلية، في حين تم تخصيص جهود وأموال اتحادية كبيرة لتغيير ذلك، وهناك دليل على أن أولئك الذين يشاركون في البرامج المهنية على مستوى المدرسة الثانوية هم أكثر عرضة للحصول على درجة الزمالة أو شهادة ما بعد المرحلة الثانوية بدلا من الالتحاق واستكمال أربع سنوات جامعية.

ونفذت المدارس الثانوية العامة بعض الإصلاحات المتعلقة بالتعليم المهني في أواخر التسعينيات ، بما في ذلك تكامل أكبر للتعليم الأكاديمي والمهني وتقليل (جدولة المجموعات) للدورات المهنية ، ومع ذلك فإن هذه الإصلاحات لم تنتج بعد زيادة في التحصيل ، أو الالتحاق بالجامعة لأولئك الذين يختارون التدريب المهني.

برامج التعليم التقني لتنمية التدريب المهني

قدم قانون كارل دي بيركنز للتعليم المهني والتقني لعام 1998م ، بالإضافة إلى توفير الأموال للمؤسسات ما بعد الثانوية ، التمويل للبرامج المعروفة باسم برامج الإعدادية التقنية ، تعتمد برامج Tech Prep على التعاون بين المدارس الثانوية ، ومؤسسات ما بعد المرحلة الثانوية للمساعدة في إعداد الطلاب لشغل وظائف عالية التقنية في مجالات مثل الهندسة والتكنولوجيا ، والعلوم التطبيقية ، والصحة ، والاقتصاد التطبيقي ، ولتحسين النجاح الأكاديمي للطلاب المهنيين.

برنامج Tech Prep هو برنامج تعليمي متسلسل يجمع بين عامين على الأقل من التعليم الثانوي وسنتين من التعليم العالي. يهدف البرنامج إلى مساعدة الطلاب في اكتساب المعرفة الأكاديمية والمهارات الفنية. عادة، يؤدي هذا البرنامج إلى حصول الطلاب على شهادة أو درجة جامعية في مجال وظيفي محدد. تقدم تقريبا نصف المدارس الثانوية في البلاد برنامجا مشابها لـ Tech Prep منذ العام المالي 2005، حيث تم تخصيص 106 مليون دولار للبرنامج. وعلى الرغم من التخفيضات المقترحة في الميزانية، إلا أن مستقبل البرنامج غير مؤكد.

فرص أخرى للتدريب المهني

تختلف البرامج المهنية في المرحلتين الثانوية ، وما بعد الثانوية في جودتها وفعاليتها ، ففي حين أن التخرج من برنامج مهني جيد ، أو مدرسة تجارية يمكن أن يحسن بشكل كبير توقعات التوظيف ، فهناك طرق أخرى للحصول على تدريب مهني محدد ، ف

التلمذة الصناعية

إكمال التدريب المهني يعد بديلا للتدريب المهني التقليدي، حيث تعد التلمذة الصناعية هي الأكثر شيوعا في وظائف التصنيع والبناء التي تتطلب مهارات عالية، وهي متاحة لأكثر من 850 مهنة في العديد من الصناعات. تقوم البرامج المشتركة بتدريب الأفراد على أن يصبحوا صانعين للغلايات والبنائين والنجارين والكهربائيين ورجال الإطفاء والمشغلين وعمال المطاحن والسباكين وعمال الأسقف وفنيي الاتصالات وصناع الأدوات والقوالب، بينما تقوم البرامج الأقل شيوعا بتدريب الأفراد على أن يصبحوا فنيين وممثلين وطهاة ومصممين ومساعدين قانونيين وفنيين بيئيين ومبرمجين كمبيوتر ومهندسي مناظر طبيعية.

التدريب العسكري

تقدم الخدمة العسكرية أيضًا طرقًا للأشخاص المجندين ، لمتابعة الترخيص والشهادات المهنية والتقنية ، ، والتي تسمى برامج Vo-Tech ، حيث تقوم هذه البرامج إما بتوثيق التدريب والخبرة السابقة ، أو تقديم فرص جديدة لأخذ الدورات والامتحانات للحصول على الشهادات اللازمة ، لإجراء انتقال ناجح إلى وظائف خارج الجيش.