امراض نفسيةصحة

مفهوم الاكتئاب الدراسي

يعد الاكتئاب مصطلحاً شائعاً يستخدمه الكثيرون في أنحاء مختلفة من العالم للتعبير عن حزنهم ولكنه في الحقيقة ليس مجرد كلمة، إنما هو من بين الأمراض النفسية الخطيرة التي يجب التعامل معها بجدية وعدم التهاون مع مرضاها، ويعد الاكتئاب الدراسي من بين أشكال هذا المرض الذي يصيب الكثير من المراهقين والشباب .

يعد طلاب المرحلة الثانوية والجامعية هم الأكثر عرضة له عن غيرهم من الطلاب، وبالرغم من كونه أمراً شائعاً بين الطلاب إلا أنه في بعض الأحيان حتى الطلاب أنفسهم قد يعانون منه ومع ذلك لا يعرفون بذلك، لذا من خلال هذا المقال نسلط الضوء على الاكتئاب الدراسي مفهومه وكيفية التعامل معه بالإضافة للعلامات التي تدل عليه فتابعونا.

ما هو الاكتئاب الدراسي

تمثل المرحلة الثانوية والجامعية تحديًا كبيرًا للعديد من الطلاب، حيث تعد من المراحل الحاسمة التي يتوقف عليها مستقبل الطالب. ولذلك، يعاني العديد من الطلاب خلال هذه المرحلة من ما يسمى بـ `اكتئاب الدراسة`.
الحزن وفقدان الشغف والاهتمام بأي شيء لمدة أسبوعين أو أكثر، وهذا يتميز عن الحالات المؤقتة للحزن الطبيعي التي يشعر بها الجميع، ولا يمكن التخلص منها ببساطة.

أسباب الاكتئاب الدراسي

الطلاب يعانون بشكل عام خلال فترة الدراسة من مواجهة العديد من الضغوط والتحديات التي تسبب لهم حالة من القلق والضغط النفسي، وتتعدد وتختلف الأسباب التي يمكن أن تكون السبب وراء معاناتهم من الاكتئاب الدراسي، وفيما يلي نستعرض بعضًا من هذه الأسباب:

  • الخوف من الفشل، يعاني كثيرون من الطلاب من الخوف والقلق من الفشل في الدراسة، ويحدث ذلك غالبا إذا لم يتمكن الطالب من تحقيق إنجاز دراسي يلبي توقعات المحيطين به مثل والديه أو معلميه وحتى زملائه أنفسهم.
  • يعتبر قلة النوم وعدم • الحصول على قدر كافٍ من النوم عبئا على الجسم يتجاوز طاقته، ويؤدي إلى الإصابة بالإجهاد والشعور بحالة من التوتر والقلق.
  • الاختبارات تسبب القلق والتوتر بين الطلاب، حيث يخشى الطلاب من عدم الاستعداد للاختبارات أو الحصول على درجات ضعيفة، ويكون هذا الخوف شديدا خلال الأيام التي تسبق الامتحانات.
  • حمل المواد الثقيلة، فهناك بعض المواد الدراسية التي تحتاج إلى وقت أطول لدراستها مقارنة بغيرها من المواد، وهذا الأمر يشكل نوعا من الضغط على العديد من الطلاب.
  • قلة الراحة، على الرغم من أن الدراسة مهمة بشكل كبير ولا يوجد خلاف حول ذلك، إلا أن الحصول على فترات راحة هو أمر مهم جدا ولا يقل أهمية عن الدراسة. والكثير من الطلاب ينغمسون في الدراسة طوال الوقت دون التوقف لبعض الوقت للاستراحة، مما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد.

علامات الاكتئاب الدراسي

الحزن والقلق هما شعوران طبيعيان يمر بهما العديد من الطلاب خلال فترة الدراسة، وعادة ما تختفي هذه المشاعر في غضون بضعة أيام على الأكثر. أما الاكتئاب، فيؤثر على شعور الطالب بالأشياء والأشخاص من حوله، ويؤثر على سلوكه وطريقة تفكيره، مما يمكن أن يسبب العديد من المشكلات الصحية والنفسية. لذا، من الأفضل أن يلتمس الطالب الرعاية الطبية اللازمة في وقت مبكر. ومن العلامات التي يمكن الاستشارة بها لمعرفة ما إذا كان الطالب يعاني من اكتئاب الدراسة هي

  • الانفعال الشديد أو الشعور بالإحباط بشكل مفرط في العديد من المواقف.
  • فقدان الشغف والاستمتاع بمختلف الأنشطة والهوايات.
  • هو الشعور بحالة من انعدام القيمة أو الحزن الشديد أو اليأس.
  • قد يعاني البعض من صعوبة في النوم، سواء بالإفراط في النوم أو قلته.
  • يشعر الشخص بحالة من التعب والإجهاد حتى عند القيام بأبسط النشاطات.
  • اضطراب الشهية يرتبط عادة بقلة تناول الطعام وفقدان الوزن بشكل كبير، ولكن في بعض الحالات يؤدي إلى الشراهة وزيادة الوزن.
  • تدني مستوى الطالب الدراسي.
  • يعاني الطالب من مشكلات صحية غير معروفة السبب، مثل الصداع.
  • مواجهة صعوبات في التفكير واتخاذ أي قرار.
  • تعاني بعض الأشخاص من النسيان المتكرر وصعوبة تذكر العديد من الأشياء.
  • الشعور بالذنب والتركيز على المواقف السلبية السابقة.
  • التذمر الزائد للطالب من نفسه حول أمور لا يتحمل مسؤوليتها.
  • تكرار تفكير الطالب في الاقتناع بالانتحار أو محاولة القيام به.

التعامل مع الاكتئاب الدراسي

 كما سبق وأشرنا فالاكتئاب أمر لا يمكن التهاون معه وتخطيه بسهولة فقد يؤدي ذلك لتفاقم الأمر وتحويله من أمر بسيط يمكن التعامل معه بسهولة لمشكلة تتطلب وقتاً وجهداً للتعامل معها، لذا نوضح لكم فيما يلي عدد من الطرق الرئيسية التي عليكم اتباعها متى شعرتم بأنكم تعانون من الاكتئاب الدراسي.
  • عدم تجاهل المشكلة

غالبًا ما يتجاهل الطلابالأمر الذي يؤدي إلى الاكتئاب خلال فترة الدراسة ويتظاهرون بالقوة والسعادة، ولكن هذا ليس السلوك الصحيح للتعامل مع الاكتئاب.

بدل أن يكون هناك دليل على عدم وجود شيء في الواقع، فالانتباه إليه والتعامل معه بدلا من تجاهله، حتى لا يؤثر سلبا على مستوى التعليم الخاص بكم وحياتكم بشكل عام. التظاهر بالقوة الوهمية سيجعل الأمور أكثر تعقيدا وسوءا.

  • طلب المساعدة

اطلب المساعدة في أي وقت مهما بلغت حالتك فالوقت لا يكون متأخراً أبداً للحصول على بعض المساعدة سواء من الأصدقاء أو المتخصصين، فكثير من الأشخاص يؤخرون خطوة طلب المساعدة كونهم لا يشعرون بالراحة تجاه هذه الفكرة بالرغم من كونها الفكرة الوحيدة التي يجب أن تدعوكم للشعور بالراحة في مثل هذه الأوقات.

لذا، يجب البحث عن مختص في الصحة النفسية للتحدث معه حول حالتك النفسية ومشاعرك، ويمكن التحدث مع بعض الأصدقاء، ولكن هذا ليس كافياً، ويجب وجود متخصص في الصحة النفسية لتوجيهك نحو الخطوات الصحيحة لعلاج حالة الاكتئاب والمساعدة في التعافي.

إذا كنت تشعر بالعدم الارتياح لمواجهة شخص وجهاً لوجه للتحدث عن مشاعرك، فيمكنك الاستعانة بالإنترنت، فهناك اليوم العديد من الخدمات المجانية المتاحة عبر الإنترنت ومنها الرعاية الصحية والنفسية من قبل متخصصين، لذلك لا تتردد في الاستفادة منها.

  • تنظيم الوقت

تنظيم الوقت والتخطيط للدراسة وإنشاء جداول منتظمة للمرحلة الدراسية هي خطوات هامة تساعد على تخفيف الضغط بشكل كبير. فالتدبير غير المنظم يسبب القلق والتوتر، وهذا طبيعي إذا كنت لا تعرف ما يجب عليك فعله وكيفية الانتهاء منه بشكل صحيح. لذا، تنظيم الوقت أمر مهم للغاية.

يمكنك إنشاء جدول يتضمن مواعيد دروسك اليومية، وجدول آخر يتضمن مواعيد تسليم المشاريع المطلوبة منك، وجدول آخر يتضمن مواعيد الامتحانات. وبذلك ستتمكن من تحديد الأولويات بسهولة وستنجز المهام المطللوبة منك بنجاح وتسليمها في الوقت المحدد.

النقطة الأساسية في تنظيم الوقت هي أن تكون المهام التي تحددها لنفسك يوميًا منطقية وقابلة للتنفيذ وملائمة لنمط حياتك، حتى لا تتراكم المهام عليك وتسبب لك ضغطًا جديدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى