منوعات

معنى ومفهوم القوى الناعمة وكيفية استخدام الدول لها

القوة الناعمة هي مصطلح يتم استخدامه كثيرًا، ولكن نفهم معناه قليلاً. ولذلك سنشرحه، إذ أن القوة الناعمة لها تأثير كبير في سياسات الدول الداخلية والخارجية.

ما هي القوة الناعمة؟
يمكن وصف القوة الناعمة بأنها القدرات غير المادية مثل السمعة والثقافة وجاذبية القيمة التي يمكن أن تساعد في تحقيق أهداف الدولة. يقول جوزيف ناي، مؤلف كتاب القوة الناعمة في دراسة العلاقات الدولية، إن القوة الناعمة هي “حث الآخرين على الرغبة في تحقيق النتائج التي تريدها.” وبالتالي، نفهم أن الفكرة الأساسية للقوة الناعمة هي تحقيق التغيير عن طريق إشاعة الرغبة فيما يرغبه الآخرون، على عكس القوة الصارمة التي تحقق التغيير من خلال فرض إرادتها.

السلطة والقوة الناعمة والقدرات المادية
تاريخيا كان الاهتمام بالسلطة يدور حول القدرات المادية مثل القوة العسكرية متمثلة في الجيش، و في الواقع يميل كثيرون ممن يفكرون في السلطة إلى النظر إليها على هذا النحو، كما يشرح جوزيف ناي أن القدرة على السيطرة على الآخرين ترتبط في كثير من الأحيان بحيازة بعض الموارد، فإن السياسيين و الدبلوماسيين عادة ما يعرّفون السلطة بأنها حيازة السكان و الأراضي و الموارد الطبيعية و الحجم الاقتصادي و القوات العسكرية و الاستقرار السياسي.

أهمية القوة الناعمة
لفهم أهمية القوة الناعمة، يجب على الفرد أن يدرك حدود القوة الصارمة على النحو الذي يراه الباحثون. على الرغم من أن القوة الصارمة كانت واحدة من أقوى القوى الانتشار في تاريخ العلاقات الدولية، يؤمن البعض الآن بأن القوة الصلبة تتراجع وبالتالي يجب التركيز على القوة الناعمة. هناك العديد من الأسباب التي دفعت بعض الأشخاص إلى الاعتقاد بأن القوة الصلبة (أو القوة العسكرية) لم تعد مهمة كما كانت في الماضي، ولكن في المقابل، هناك حاجة ملحة لتطوير أشكال القوة الناعمة مثل الاتصالات والمنظمات والمؤسسات. مع زيادة اعتماد الدول على بعضها البعض اقتصاديا، فإن الخيارات العسكرية لحل النزاعات تصبح أقل احتمالا.

استخدام الدول للقوة الناعمة
تستخدم الدول تقنيات مختلفة من القوة الناعمة في علاقاتها الدولية و كذلك في سياساتها الداخلية، و يدور الكثير من هذا حول الدوبلوماسية  العامة مع الدول الأخرى و الجهات الفاعلة الدولية الأخرى، و النجاح في بناء القوة الناعمة ينطوي على بناء علاقات طويلة الأمد تخلق تمكينًا للسياسات الحكومية، و في حين أن الكثير من الاهتمام هو على وسائل الإعلام المحلية يمكن بناء القوة الناعمة من خلال التركيز على وسائل الإعلام الدولية كذلك، و كذلك التواصل الاستراتيجي و الحملات المخطط لها تجاه قضايا معينة في العلاقات الدولية، و في الدبلوماسية تحتل أهمية في بناء الصداقة بين الدول، و بين مواطني الدول المعنية، و يمكن تطوير القوة الناعمة مع هذا النهج من خلال إنشاء أماكن يمكن للمواطنين الحوار فيها أو البرامج التي تعزز التبادل الثقافي بين مختلف البلدان.

شرط نجاح القوة الناعمة
يجب علينا أن ندرك أن القوة الناعمة لا يمكن أن تنجح إلا إذا كانت السياسات التي تروج لها أو تمثلها الدول مواتية للآخرين، ويجب أيضًا علىنا أن ندرك أن السياسة السيئة لا يمكن إصلاحها أو إخفاؤها عن طريق القوة الناعمة، فحتى أفضل الإعلانات لا تستطيع بيع منتجٍ لا يحظى بشعبية.

غالبا ما تكون المنظمات غير الحكومية هي التي تشكل القوة الناعمة للدولة، على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة لتعزيز نفوذها اللطيف (مثل الولايات المتحدة وعلاقتها مع الدول ذات الأغلبية المسلمة). فعلى سبيل المثال، المبشرون الأمريكيون وعملهم في الدول ذات الأغلبية المسلمة، وعلى الرغم من عدم ارتباط تلك المنظمات غير الحكومية بسياسات وفروع الحكومة الأمريكية، إلا أن تلك المنظمات ستظل قائمة وستستمر في التأثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى