معنى ” شغف ” – ” الشغف “

الهوى هو أعظم مظاهر الحب وأعلى درجاته، فالهوى هو جنون الحب وغرامه الشديد، حينما يكون الحب لشيء ما متعة مستمرة وشغفا لا ينتهي، إذ يصبح الشخص مهووسا به. ويطلق مصطلح الهوى أيضا على الشخص الذي يحب القراءة بشدة ويكون مفتونا بها، فالشخص الهاو يكون عاشقا للمغامرة ومليئا بالحماس والسعادة.

مفهوم الشغف

يعني الشغف شيء أدق وأكبر من الحب، لأنه يشير إلى كثرة الحب لشخص أو شيء ما، والشخص الشغوف لا يرى شيئا غير الشيء الذي يحبه ويفعله بشغف وقوة وحماس، ويضع طاقته وجهده فيما يحب دون أي تعب أو ملل، ويكشف الشغف عن شخصية الإنسان وميوله واتجاهاته، ومن خلاله يمكن التعرف على هوية الإنسان وشغفه بالأشياء المفضلة لديه.

أنواع الشغف

قام علماء علم النفس بدراسة الشغف بدراسة دقيقة وقاموا بتصنيف الشغف وتقسيمه إلى نوعين وهما

شغف متناغم

يكون هذا النوع من الشغف بناء على اختيار الإنسان لما يحبه ويفضله ويقول علماء النفس إن الشغف المتناغم من خلال نتائج الأبحاث أكثر إيجابية من النوع الآخر.

شغف الاستحواذ

يعبر هذا النوع من الشغف عن الشخص الذي يفعل شيئًا ولا يستطيع التوقف عنه، ويسيطر عليه بشكل سلبي.

آليات اكتشاف الشغف

يمكن تحديد مدى شغفك الشخصي عن طريق خطوات متتابعة، مثل الكشف عن الذات والتعرف على النفس

: “في البداية يجب على الإنسان معرفة والبحث داخل نفسه لمعرفة ما إذا كان يفضل شيئا معينا وأن هذا الشيء هو ما يجلب له السعادة ويجعله ينشر الطاقة الإيجابية عند القيام به.

عليك أيضا تحديد نقاط قوتك وضعفك، ويجب عليك أيضا استكشاف جميع المهارات والقدرات الموجودة بداخلك. عندما تعرف قدرتك ومهارتك، يجب أن تعمل على تطويرها والمشاركة في أعمال تطوعية والتسجيل في دورات لتنمية هذه المهارات. في ذلك الوقت، ستجد هدفا في الحياة لتمارس شغفك بطريقة صحيحة.

ما هي مقومات الشغف

الأشخاص الشغوفون يتميزون بأفضل الصفات التي تميزهم عن الآخرين، ويبحثون دائما عن جديد وينفذون كل شيء بدقة وبمصداقية وثقة. إنهم يتميزون أيضا بالشجاعة والإقدام والصبر لتحقيق أهدافهم وتجاوز مخاوفهم. يركزون تماما على تحقيق ما يرغبون فيه ويتجاهلون مخاوفهم.

الشغف يزيد من تألق وتميز الإنسان، وخاصةً إذا كان الشخص مغامرًا بطبعه، فقد ينجذب إلى ما يحب دون شعور بأي طاقة سلبية.

الشغف هو الوسيلة التي يعبر بها الإنسان عن حبه للأشياء وما يفضله، وشعور الإنسان بالشغف تجاه ما يحب يجعله واثقًا داخليًا من أنه يفعل ما يحب وبحماس شديد.

قال العالم الكبير باولو أن الشغف هو حالة يصل إليها الإنسان بلا وعي أو إدراك، ويسعى فيها لتحقيق حلمه والوصول إلى أعلى مستويات السعادة الداخلية، ويمكن معرفة الشغف من خلال عدة إشارات يرسلها المخ إلى مراكز الإحساس للشعور بالسعادة والبهجة.

يتميز الشغف بعدة مميزات تجعله مختلفا عن العواطف الأخرى التي تنبع من النفس ، حيث يجعل الشخص يتحلى بالثقة وعدم الخوف والتمسك بما يريده ، وبسبب الشغف يسير الإنسان بلا وعي خلف ما يحب ويتجاهل ما يحدث حوله ، وتصبحشخصيته مستقلة تسير وفقا لمشاعره.

فإن الشخص الذي يشعر بالشغف، فجميع ما يريد في الحياة هو الوصول إلى ما يحب. ولذلك، يكون الأمر مقدسا بالنسبة له، مثل الحب للقراءة بشكل عام أو في مجالات محددة. فالشغف تجاه القراءة يجعله يترك كل شيء خلف ظهره ليقرأ ويحقق غايته من الحياة، ويشعر الشخص بأن القراءة هي السبيل الوحيد للتواصل مع العالم الخارجي، وهذا الاعتقاد يبقى داخله حتى وإن كان غير صحيح.

قام العديد من الأشخاص بتحقيق تراث حضاري وثقافي كبير بسبب شغفهم، وقاموا بالابتكار والابداع خارج المألوف، واستطاعوا إثبات أن هذا الشغف هو بناء وليس خداع بدون هدف، والنتيجة التي وصلوا إليها جاءت بناء على إصرارهم في تحقيق أحلامهم وأهدافهم، وهذا ما جعلهم مختلفين عن من حولهم. لتحقيق هدفك الذي تسعى إليه عليك أن تصبر وتجتهد وتعمل بجد حتى تصل إلى حلمك. فالغاية هي السبيل إلى النجاح، وعندما تحدد هدفك بدقة، سوف تصل إليه من خلال خطة منظمة ومدروسة، وفي النهاية يثبت الغرض دائما وسيلة التحقيق، والنجاح يكون على أساس الشغف والحب.