معنى بيت الشعر ” مخطئ من ظن يومًا أن للثعلب دينا “
هي بيت شعر من قصيدة الثعلب والديك للشاعر الكبير أحمد شوقي الملقب بأمير الشعراء، وفي القصيدة يحكي الشاعر قصة الثعلب والديك، حيث ارتدى الثعلب ثوب الهداية ليتخفى ويخدع الديك، ولكن الديك اكتشف مكره بعدما استطاع الثعلب خداع الجميع ما عدا الديك.
القصيدة:
برز الثعلبُ يومــــاً في شعـــــار الواعِظينــــــا
فمشى في الأرضِ يهـذي ويسبُّ الماكرينـــا
ويقولُ : الحمـــــــدُ للــــــهِ إلـــــهِ العالميــــنا
أيها العباد، توبوا فإنها كهف التائبين
وازهدوا في الطير، إن العيش عيش الزاهدينا
واستدعوا الديك يؤذن لصلاة الصبح عندنا
فأَتى الديــــكَ رسولٌ من إمــام الناسكيـــــــنا
عرض عليه الأمر وهو يأمل في أن يتبعه
فأجاب الديـــــك: عذراً يـــا أضـــلَّ المهتديــــــنا
بلِّـــــــــغ الثعلبَ عني عن جدودي الصالحيــــنا
يتحدث عن ذوي التيجان الذين دخلوا البطن
أَنهم قـــــــــالوا وخيرُ الـقولِ قولُ العارفـيــــــــنا
خطأ في التوقع أن للثعلب دينا يوما
قصة الثعلب والديك:
في أحد الأيام شعر الثعلب بالجوع ولم يجد أمامه من الطعام ما يسد جوعه، وفجأة رأى من بعيد ديك كبير يقف داخل المزرعة، فجلس يفكر كيف يستطيع الوصول إلى داخل المزرعة وأكل هذا الديك، وبعد فترة من التفكير اهتدى لحيلة، يستطيع بها خداع الناس والديك، فمشى أمامهم وهو يسب المكر والماكرين ويدعوا الناس إلى الإيمان بالله و التوبة والزهد والورع.
حتى وصلت الخدعة إلى الجميع واعتقدوا أن الثعلب قد توبع وتوقف عن خداعه، وهنا بدأ الثعلب في تحصين فريسته، فقال لهم أرسلوا إلى الديك لكي يؤذن لصلاة الصبح في مكاننا، فاستمعوا إلى كلامه وأرسلوا إلى الديك يطلبون منه أن يؤذن لهم، فقال لهم الديك إن الثعلب لا يمكن أن يتوقف عن خداعه يوما ولن يهتدي كما يدعي، وأن الديك تعلم هذه الحكمة من أجداده الذين وقعوا في فخه من قبله وصدقوا الثعلب، فلم يكن لهم إلا أن يتعرضوا للأذى. وعندما عرفوه وعرفوا خدعه، أدركوا أن كل من يعتقد أن الثعلب قد توبع فهو مخطئ، فالثعالب لا تستغني أبدا عن الغش والحيل.
الحكمة من القصة:
ثعالب كثيرة في حياتنا، يدعون الحكمة والثقافة والدين. وديوك كثيرون يصبحون فريسة لأفكارهم وطموحاتهم. احترس من الفتنة واتبع ما أمرك به الله وابتعد عما نهاك عنه. احذر مكر الثعالب وتنج بنفسك من شرورهم. فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “خذ العفو وأمر بالمعروف واصرف عن الجاهلين” [سورة الأعراف: 199]. “خذ العفو” يعني اعتنق أسس آداب هذا الدين وقوانينه السهلة وتجنب المشقة وكل ما يثقل على الناس. “أمر بالمعروف” هو ما يتعارف عليه الناس من الخير ويفسرونه بأنه معروف. “اصرف عن الجاهلين” وهم الأغبياء، ابتعد عن التعامل معهم ولا تشاركهم في سفاهتهم. يجب الابتعاد عن الأغبياء لأنهم لا يسعون وراء الحق إذا فقدوه، ولا يقبلون ما يخالف أهوائهم إذا وجدوه، ولا يحفظون العهود ولا يحافظون على الود، ولا يشكرون على النعمة إلا إذا استمرت فترة طويلة، فإذا انقطعت النعمة، يعودون الشكر بالكفر، ويتحول الثناء إلى ذم.