معنى إستخلاف الإنسان في الأرض

في هذا المكان بدأت قصة الخلق عندما أخبر الله تعالى الملائكة أنه سيجعل خليفة على الأرض. كان لله معرفة بجميع الأسماء، وأمر الملائكة بالسجود لآدم، فسجدوا ما عدا إبليس الذي رفض. طرد إبليس من الجنة وتعهد بأنه سيغوي آدم ونسله، إلا عباد الله المخلصين. ثم نزل آدم إلى الأرض التي قال الله إنه سيجعل فيها خليفة، ليتحمل الاختبار، ثم إما العودة إلى الجنة أو النار .

ما هو المقصود بالاستخلاف وما هي الدنيا بالنسبة لبني آدم، خليفة الله في الأرض، وما دوره فيها وهل هناك سؤال أهم من هذا نسأله أنفسنا كل يوم من أيام حياتنا. الاستخلاف هو المفهوم الذي يصبح مقصورا على منصب الخليفة أو الحاكم، وأصبح الحديث عنه مقرونا بالحكم والدولة. ولكن الاستخلاف في القرآن كما وصفه الدكتور أحمد خيري العمري في كتابه سيرة خليفة قادم يساهم في وضع قواعد القيم المؤسسة لحضارة الإسلامية. فهو مفهوم عام يتكون فيه شخصيتنا وتصلح به حياتنا بكل تفاصيلها ومفراداتها من الألف إلى الياء. فهو نمط تفكير ونظام تشغيل يجعلنا نرى كل ما حولنا بطريقة مختلفة، من أبسط الأشياء مثل علاقتنا بالشارع العام ورمي ورقة مهملة فيه، إلى أصعب التحديات التي يواجهها الإنسان اليوم. وبين هذا وذاك، فهو نظام تشغيل يرى الأشياء بعيدا عن حقيقتها التي خلقها الله تعالى، وندرك بهذا القدرة الفطرية والربانية الصحيحة لدورنا تجاه كل ما حولنا. إنه يحيي فينا مفهوم الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنه .

و بإحياء مفهوم الأمان فينا سنتعامل مع كل شيء من منطلق هذه الأمانة و سنسعى لأن نحسن إستخلافنا في الأمانة عندها نتعامل مع الجسد كأمانة فنحسن رعايتنا له و نحميه من كل ما يضره أو يؤذيه عندها يصبح الحديث عن الأخذ بأسباب صحة الجسد من غذاء و شراب و رياضة جزءًا من هذا الإستخلاف و صورة من صور العبادة .