معلومات عن وكالة روسكوزموس الروسية
وكالة روسكوزموس الروسية هي المركز التنسيقي للأنشطة الفضائية في روسيا، حيث تقوم بالعديد من النشاطات المدنية، بما في ذلك مسح الأرض وبرامج رواد الفضاء، وتنسق مع وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي لعمليات الإطلاق العسكري.
كانت وكالة الفضاء الروسية تعرف سابقا باسم روسكوزموس، وشكلت المؤسسة الجديدة بعد دمجها مع شركة United Rocket and Space Corporation، والتي تهدف إلى دعم قطاع الفضاء. وقد سبقت مساهمة روسيا في الفضاء هذه الأحداث بمدة طويلة، حيث حققت البلاد العديد من الإنجازات الأولية في ذروة براعة الاتحاد السوفياتي في الفضاء خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي، بما في ذلك إرسال أول إنسان إلى الفضاء.
وكالة روسكوزموس جاءت في عصر مختلف، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. الوكالة ضخت مواردها الضئيلة في محطة الفضاء الدولية ولا تزال حتى يومنا هذا تشارك بشكل رئيسي في هذا الجهد. في عام2016، قامت بإطلاق مجمع جديد يسمى فوستوشني الذي يهدف إلى تولي مهام Baikonur Cosmodrome، مرفق الإطلاق الرئيسي الحالي في كازاخستان.
السباق السوفياتي و الأمريكي
تزايدت تجربة الاتحاد السوفياتي في مجال الفضاء خلال معظم القرن الماضي، واستمر عمل كونستانتين تسيولكوفسكي الرائد في مجال الصواريخ حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ثم قام الاتحاد السوفيتي بعدها بتزويد تلك التجربة بصواريخ ألمانية من نوع V2 المحصل عليها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وكانت الولايات المتحدة تملك مجموعة أخرى من صنع الألمان في ذلك الوقت. تحت رعاية الشركات الجيوفيزيائية الدولية في 1957-1958، أطلق السوفييت أول قمر صناعي في العالم (سبوتنيك) في 4 أكتوبر 1957، وذلك العمل اثار قلق الأميركان من عدم قدرتهم على المواكبة والتنافس، السوفييت قاموا بالعديد من الإنجازات الأولية، ومن بين ذلك كان أول رجل في الفضاء (يوري غاغارين)، وأول امرأة (فالنتينا تيريشكوفا)، وقاموا أيضا بأول رحلة على سطح القمر (لونا 1) وأول طاقم مكون من ثلاثة أشخاص (فوسخود 1).
تاريخ السوفييت لم يشهد سوى الكوارث. في يوم 24 تشرين الأول عام 1960، حدث انفجار للصاروخ R-16 في بايكونور وأدى إلى مقتل حوالي 150 شخصا. لم تكن التفاصيل معروفة للجمهور أو حتى للعائلات المتضررة لعقود طويلة. تم إطلاق مهمتي سويوز 1 (1967) وسويوز 11 (1971) من بايكونور وحدثت كارثة أثناء الهبوط، مما أسفر عن مقتل أربعة رواد فضاء بين البعثتين. واحدة من الكوارث الشهيرة الأخرى كانت انفجار صاروخ N-1 على منصة الإطلاق في 3 تموز 1969. لم يحدث أي ضرر بشري، ولكنه تسبب في خسائر لمنشآت الإطلاق وتغيرت بعدها خطط الاتحاد السوفيتي لإرسال رواد الفضاء إلى القمر.
لذلك ركز السوفيت على تقنيات محطة الفضاء، ولا سيما شكل ساليوت وبرامج محطة الفضاء مير. استضافت مير أطول رحلة فضائية بشرية حتى الآن: فاليري بولياكوف في عام 1994. وأعجبت وكالة ناسا الفضائية بخبرة السوفيت في الفضاء وقررت المشاركة مع الروس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينات.
محطة الفضاء الدولية و روسكوزموس
يمكن تعود التعاون مع ناسا إلى العام 1970، من خلال مشروع أبولو-سويز عام 1975 الذي شهد لقاء المركبة الروسية سويز مع المركبة الأمريكية أبولو في مدار الأرض، وقد عمل رواد الفضاء معًا وشاركوا في الأعمال الفضائية قبل أن ينطلق كلٌ منهم في مهمته الخاصة.
تراجع التمويل المخصص لبرامج الفضاء في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، ولكن تم إنشاء روسكوزموس بعد حوالي عام لدعم النشاطات الفضائية في روسيا. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من تأثير انهيار الاتحاد السوفياتي على الاقتصاد الروسي، لذلك عرضت وكالة ناسا دفع تكاليف رحلات رواد الفضاء إلى محطة مير الفضائية، حيث يتلقى الروسيون التدريبات الأزمة قبل القيام بالرحلات الفضائية، وقام برنامج Shuttle-Mir بطيران العديد من رواد الفضاء الأمريكيين إلى مير بين عامي 1995 و 1997.
في النهاية، اختار المسؤولون الروس تركيز اهتمامهم ومواردهم على محطة الفضاء الدولية وألغوا محطة مير الفضائية. وفي البداية كانت روسيا جزءًا من محطة الفضاء الدولية، حيث تم إطلاق وحدة التحكم Zarya في عام 1998
مساهمات وكالة روسكوزموس
تشمل المرافق الموجودة على متن السفينة زيفيزيدا وحدة خدمة، وفتحة للصيانة، ووحدة أبحاث راسفيت، ورحلات شحن منتظمة إلى الفضاء باستخدام مركبة فضائية شهدت بعض حالات الفشل منذ إطلاقها
انفصال وكالة روسكوزموس
في عام 2004، كان هناك محاولة لفصل وكالة روسكوزموس عن الصناعة، والتي بدورها ستصبح مركزية في شركة ORKK، ولذا تم وضع روسكوزموس في مكان التخطيط الاستراتيجي، وتمثل دور ORKK في صناعة الفضاء الروسية. في الوقاع هذا الانقسام أدى إلى العديد من المشاكل، منها الجدل المستمر بين الوكالتين حول تولي المهام والسيطرة.
في عام 2015 ومع تفاقم المشاكل، قامت الدولة الروسية بحلول جذرية وأعادت الحكومة هيكلة وكالة روسكوزموس إلى مؤسسة حكومية، وتتمثل مهامها الجديدة بالجمع بين وظائف التخطيط الاستراتيجي والمشاركة في السياسات العامة مع الأنشطة الاقتصادية، لكن صناعة الصواريخ وتولي أمور الفضاء ستكون بالكامل حتى سيطرة شركة الدولة الروسية.
من الناحية الإدارية،تم تعيين إيجور كوماروف، الذي كان يتولى سابقًا إدارة الشركة الرائدة في صناعة السيارات في روسيا، كرئيس لشركة روسكوزموس، وتم تعيين يوري كوبتيف ليترأس المجلس العلمي والتقني (NTS) الذي يصاغ فيه استراتيجية الهندسة للصناعة.
في عام 2015، وافق الرئيس بوتين على تشكيل مجلس إشراف لروسكوزموس، وكان نائب رئيس الوزراء في ذلك الوقت هو رئيس المجلس.
في 28 ديسمبر2015، صدر المرسوم رقم 666 عن الرئيس بوتين بحل وكالة الفضاء الفيدرالية، وبذلك تم استكمال الانتقال الرسمي بين الوكالة وشركة الدولة.
في عام 2017، كان من المفترض أن لا يتجاوز عدد موظفي الوكالة 191 شخصًا، ولكن الإدارة قامت بجهود كبيرة لزيادة عدد الوظائف إلى 450 شخصًا في ذلك الوقت، لأن الحكومة كانت تنفق مبالغ طائلة على تلك الرواتب المعتمدة.
مهام فضائية لوكالة روسكوزموس
وكالة روسكوزموس هي المسؤولة عن توفير خدمات الإطلاق الأساسية في الدول الأخرى. واجهت بعض المهام بعض العقبات، حيث فشلت مراحل Breeze-M العليا في عمليات الإطلاق المنفصلة على مدى حوالي 16 شهرا، مما أدى إلى إجراء العديد من التغييرات في أواخر عام 2012. وفشلت محاولة تعزيز أخرى في عام 2013 بعد 17 ثانية من الإطلاق، وتم فقدان بعض الأقمار الصناعية بين عامي 2017 و 2013.
بالإضافة إلى إطلاق الأقمار الصناعية للدول الأخرى، تقوم روسكوزموس بمهام عديدة للأقمار الصناعية الخاصة بها، ومن أمثلتها مراقبة الأرض، والأقمار الصناعية العسكرية، والاتصالات، والأقمار الصناعية للملاحة.
في عام 2013، تصادم قمر صناعي صيني (فينجين 1C) مع قمر صناعي روسي صغير يعمل بالليزر يسمى BLITS، مما أدى إلى إخراج BLITS من مداره الأصلي وتكسره إلى شطرين على الأقل.
مهمة المريخ Exo Mars
تطمح روسيا حاليا لمهمة المريخ الكبرى ExoMars، التي تقوم بها بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية. تم إطلاق المحطة الفضائية الأولى لمهمة ExoMars (مدار الغاز المتتبع) بنجاح في عام 2016، في حين تأخر تسليم المركبة بسبب بعض المشاكل حتى الإطلاق المتوقع في عام 2020. تأمل روسكوزموس أن تكسر هذه المهمة سلسلة العديد من المهمات الفاشلة إلى المريخ، وآخرها كان فشل مهمة فوبوس-غرنت في عام 2012 عندما تعذر على المسبار التحرر من مدار الأرض.